[حوار مع د. محمد قجوي حول (مناهج تفسير القرآن الكريم)]
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[04 Jun 2009, 07:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا نص حوار حر - الأسئلة من طرف رواد الموقع - أجرته الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب مع الدكتور محمد قجوي، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ـ أكدال.
تحت عنوان: مناهج تفسير القرآن الكريم
إن ثراء العبارة القرآنية، واتساع آفاق النص القرآني، لممّا يفتح الباب أمام تعدد مناهج التفسير وتنوع طرائق نقد النصوص، وثراء أدوات استبانة مواطن الإعجاز في الكتاب الخاتم. بل إن عمق وخصب النص القرآني قد مكّنا من إغناء مناهج التفسير وأفسحا المجالات أمام ارتياد آفاق جديدة تفتّق عنها الفكر الإنساني، للإفادة منها في تبيّن المزيد من معاني وأبعاد كتاب الله.
والناظر في المكتبة التفسيرية يدرك أن العلماء بذلوا وسعهم، واجتهدوا ما استطاعوا ليحيطوا علما بما في القرآن الكريم، قصد استخراج واستنباط الأحكام الشرعية والوصول إلى المقاصد العليا الحاكمة التي تسري في الكتاب الخاتم. وقد تعددت مناهجهم في محاولة بيان مراد الله تعالى من كلامه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كما أنهم تفاوتوا في الفهوم، من خلال التعامل مع النقول، واستنباط المعاني التي توصلت إليها العقول .. مما أفرز لنا عددا كبيرا من التفاسير يصعب حصرها، فضلا عن دراستها وتقويمها.
ماذا نعني بمناهج التفسير؟ وإلى أي حد استطاعت هذه المناهج الكشف عن مدلولات الكتاب الخاتم؟ وكيف كانت معاينتها للنص القرآني المتجدد؟ كيف يمكن الاستفادة من مناهج العلوم الإنسانية في توسيع دائرة التفسير ليشمل آفاقا أوسع؟
يسر موقع الرابطة المحمدية للعلماء أن يستضيف في حواره الحي لهذا الأسبوع، الدكتور محمد قجوي، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ـ أكدال
س: ماذا نعني بمناهج التفسير؟
ج: المناهج لغة: من نهج وأنهج أي وضح، والمنهج والمنهاج والنهج الطريق الواضح، ويعني أيضا الخطة العلمية الواضحة.
وفي المصطلح المنهج هو الخطة العلمية الواضحة المعتمدة في الدراسة، وهي عبارة عن قواعد وضوابط تتحكم في هذه الدراسة، وبناءا على هذا فمناهج التفسير هي الخطة العلمية الواضحة المعتمدة في فهم كتاب الله وبيان أحكامه المستمدة من علم التفسير وأصوله، ومناهج التفسير كثيرة ومتنوعة؛ منها التفسير بالمأثور، والتفسير بالرأي، والتفسير الفقهي، والتفسير الموضوعي، والتفسير العلمي، والتفسير الصوفي وغيرها.
س: متى ظهر اسم مناهج التفسير؟ وما الفرق بينه وبين مدارس التفسير؟
ج: بالنسبة للزمن الذي ظهر فيه هذا المصطلح يصعب تحديده لما يحتاجه الأمر من تقص تام لاستعمال هذا المصطلح، أما الفرق بينه وبين المدارس؛ فالمدرسة أعم من المنهج، لأن لكل مدرسة منهجا تتميز به في فهم كتاب الله واستنباط أحكامه. فبينهما عموم وخصوص.
س: إذا كانت جميع مدارس التفسير لا تخرج عما سار عليه الأولون فيما يتعلق بتفسير معاني القرآن الحكيم من متفق عليه [تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، وبأقوال الصحابة والتابعين (ض)] ومختلف فيه [باجتهاد المفسيرين المتوفرين على شروط وآداب المفسر] فهل يمكن دكتور فضلا منكم، أن يخضع التفسير لظروف كل بلد وتمشيا مع مستجدات قضايا وعلوم كل عصر من العصور، علما أن مدارس التفسير في مكة والمدينة والكوفة،،،الخ، كانت لكل منها مميزاتها وظروفها؟
ج: ما تقدمتهم به بخصوص الأصول المعتمدة في فهم القرآن الكريم من تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة، وبأقوال الصحابة والتابعين، فهذه أصول ثابتة لا تتغير يلزم كل مفسر أن يستفيد منها وأن يراعيها في الفهم، أما ما يتعلق بالاجتهاد واستيعاب المستجدات الطارئة في كل عصر، فهذا لا يتنافى إطلاقا مع هذه الأصول؛ لأن الأصول معينة على الفهم، والاجتهاد متوقف على الاستنباط بعد هذا الفهم، ولا بأس في ذلك من الاستعانة بالعلوم المستجدة إذا كانت لا تتنافى مع هذه الأصول.
س: لقد ظهرت في تاريخ الأمة مدارس متعددة ومتنوعة، تختلف في درجة قربها من الكتاب الكريم، فنجد مدرسة التفسير الفقهي، ومدرسة التفسير البياني، ومدرسة التفسير الإشاري، وغيرها من المدارس، كيف تقيمون عطاء هذه المدارس؟
¥