[نظرات في مفهوم الحوار في القرآن الكريم]
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[27 Jun 2009, 08:11 م]ـ
[نظرات في مفهوم الحوار في القرآن الكريم]
د. الشاهد البوشيخي
بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، ربنا آتنا من لدنك رحمة و هيئ لنا من أمرنا رشدا، اللهم انفعنا بما علمتنا و علمنا ما ينفعنا و زدنا علما، اللهم افتح لنا أبواب الرحمة
و انطقنا بالحكمة و اجعلنا من الراشدين فضلا منك و نعمة.
أيها الأحبة مدار هذه الكلمة المتواضعة المعنونة بنظرات في مفهوم الحوار في القرآن الكريم، مدارها على النقط التالية:
مقدمة في الخصوصية الدلالية للألفاظ في القرآن الكريم.
النظرة الأولى: في ورود اللفظ في القرآن الكريم.
النظرة الثانية: في معنى الحوار في المعاجم العربية.
النظرة الثالثة: في مكونات مفهوم الحوار في القرآن الكريم
النظرة الرابعة: في علاقة الحوار بمرادفاته في القرآن الكريم
النظرة الخامسة: في كون الحوار فضاء أفسح للتواصل
ثم خاتمة في ضرورة التعاون العلمي و المالي على مشروع المعجم المفهومي للقرآن الكريم.
أيها الأحبة: أبدأ بالتنبيه على أن هذه الكلمة هي مجرد تأملات أولية في الآيات التي تضمنت لفظ الحوار كما وردت في القرآن الكريم، ثم إنها لم تكد تتجاوز ما يفهم من هذا اللفظ، حيث ورد في كتاب الله عز وجل،
مقدمة في الخصوصية الدلالية للألفاظ في القرآن الكريم: هذا الكتاب كما تعلمون أنزل بلسان عربي مبين، الألفاظ التي استعملها و الجمل و التراكيب والأساليب و كل ذلك من البيان العربي، لكن هذا الكتاب انطلق من الألفاظ بدلالتها المعروفة المألوفة لكنه منذ بدأ نزوله حتى انتهاء نزوله ضمن الألفاظ مفاهيم و وضعها في سياقات بعينها جعلها في النهاية تنتقل دلاليا من المعاني التي كانت لها في اللسان العربي إلى آفاق جديدة إلى مفاهيم جديدة تنسجم مع هذه الرؤية الشمولية الربانية التي جاءتنا من الله جل جلاله و التي يجب أن نستدرجها بين جنوبنا و نصدر عنها في كل ما نأتي و ما نذر، لذلك فالألفاظ و إن كانت عربية و توجد في المعاجم العربية و في الكتب العربية إلا أن درسها الحقيقي ينبغي أن يتركز بعد التعريج على كل ذلك و استيعاب كل ذلك، ينبغي أن يتركز على استعمالاتها في القرآن الكريم لتستخلص الخصوصيات الدلالية لهذه الألفاظ ليتمهد الطريق إلى فقه عالم القرآن بصفة عامة.
النقطة الأولى: في ورود اللفظ في القرآن الكريم
مادة هذا اللفظ وردت أربع مرات مما له صلة بموضوعنا، ورد الفعل المضارع الثلاثي،في قوله جل جلاله بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه، فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا و ينقلب إلى أهله مسرورا، و أما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا، و يصلى سعيرا، إنه كان في أهله مسرورا، إنه ظن أن لن يحور، بلى إن ربه كان به بصيرا) ظن أنه لن يحور: ظن أن لن يرجع.
في سورة الكهف في قصة صاحب الجنتين: (و اضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب و حففناهما بنخل و جعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها و لم تظلم منه شيئا و فجرنا خلالهما نهرا و كان له تمر فقال لصاحبه
و هو يحاوره أنا أكثر منك مالا و أعز نفرا و دخل جنته و هو ظالم لنفسه ...... )
إلى أن يقول العبد المؤمن الصالح في جواب هذا المغتر: (قال له صاحبه و هو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي و لا أشرك بربي أحدا و لولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أقل منك مالا و ولدا فعسى ربي أن يوتيني خيرا من جنتك و يرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا) و كانت هذه النتيجة (و أحيط بثمره)
بعد هذا وردت أيضا في سورة المجادلة في الآية الأولى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكي إلى الله
¥