تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يعلق الشيخ فؤاد بن عبد العزيز من خلال كتابه المعلم الأول صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال إيراده لحديث ابن مسعود (ما أنت محدثاً قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة) فيقول:

" والمعلمون لهم نصيب من ذلك، وعليهم عبء كبير، إذ إن على المعلم أن يجتهد في تبسيط المسائل، وصياغة الألفاظ بعبارات واضحة مفهومة تناسب مستوى طلابه، كي لا يقعوا في حيرة من أمرهم، ولكي لا يصعب العلم عليهم ... ثم يقول:" والممارس لمهنة التعليم يلحظ فروقًا بارزة بين الطلاب، ومن مهام المدرس أن يستطيع معرفة نفسية واستعداد كل طالب، وما يقدر عليه، وهي خصيصة من خصائص المدرس الناجح.

وقد قرر الآجري هذه القاعدة بقوله - عن مقرئ القرآن -: " وينبغي له أن يستعمل مع كل إنسان يلقنه القرآن ما يصلح لمثله ".

ففي جانب حفظ القرآن الكريم تجد بعض الطلاب لديه قدرة على حفظ خمس آيات في اليوم، وبعضهم لديه قدرة على حفظ صفحة، وبعضهم لديه قابلية لحفظ ثلاثين آية أو أكثر، ولنا شاهد في عز الدين بن جماعة (ت: 819 هـ)، الذي كان يحفظ كل يوم حزبين من القرآن الكريم، فحفظه في شهر واحد، وفي جانب الفهم، تجد بعض المتعلمين يفهم بتقرير يسير من المدرس، وبعضهم يحتاج لبسط وتوضيح وإعادة، وبعضهم يحتاج لأمثلة بيانية.

ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في كتاب العلم

وينبغي للمعلم عند نشر العلم أن يكون حكيمًا في التعليم، بحيث يلقي على الطلبة المسائل التي تحتملها عقولهم فلا يأتي إليهم بالمعضلات، بل يربيهم بالعلم شيئًا فشيئًا.

ولهذا قال بعضهم في تعريف العالم الرباني: العالم الرباني هو: الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.

ونحن نعْلَمُ جميعًا أن البناء ليس يؤتى به جميعًا حتى يوضع على الأرض، فيصبح قصرًا مشيدًا بل يبنى لبنة لبنة، حتى يكتمل البناء، فينبغي للمعلم أن يراعي أذهان الطلبة بحيث يلقي إليهم ما يمكن لعقولهم أن تدركه، ولهذا يؤمر العلماء أن يحدثوا الناس بما يعرفون.

رأي الكاتب:

لا شك أن شيخنا السديس صدر في مكانه مهاب في زمانه أديب من صيارفة الأدب، وقد أبدع في خطابه من خلال طرحه لمشكلة عصرية فعالجها من خلال القرآن والسنة المطهرة، وهذا ما نرجوه من العلماء بصفة عامة ومن الخطباء بصفة خاصة.

ولكن الذي غلب على خطاب فضيلته ـ وقد تكون سمته الخطابية ـ أنه من أجل ضبط صناعة السجع وتنميقه عمد إلى ألفاظ غير مفهومة للعامة بل ولكثير من الخاصة، إذ تحتاج إلى مراجعة المعاجم اللغوية ولولا ذلك ما فهمت.

أقول هذا ونحن ممن نزل القرآن بلغتهم، بل ممن تخصص في القرآن الكريم، فما بالنا وعوام الناس؟

ماذا يفهم صاحب العربية الرقيقة، بل الأعجمي؟؟؟!!!

وما جعل المنبر إلا للتبسيط والتيسير والإفهام.

هذا يعم مساجد الله جميعا، ويخص المسجد الحرام الذي يجمع كل لون وصنف ولغة.

أما الصناعة التنميقية الترقيقية السجعية فمكانها درس الأدب ومقاماته، واللغة وآدابها.

فنحن كمعلمين نجد أنفسنا في أوقات الشرح الأكاديمي نتنزل في الشرح ـ دون إسفاف ـ مع طلاب العلم والمعرفة في دروسنا لغرض أوحد هو خروج الطالب من الدرس وقد هضم ما سمعه ووعاه.

يتبع بنموذج عملي من خطاب شيخنا العلامة السديس

ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Jun 2009, 09:58 م]ـ

وللقاريء الكريم نماذج مما طرق سمعي وكان سببا في كتابة هذه السطور:

قال الشيخ المكرم:

الحمد لله أعز إلها بديعًا ديانا ..

أحمده - سبحانه - على آلائه الجُلّى مما تناءى وتدانى

.....

وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله ..

أندى البرية أرومةً وجلالا

وأوثقها حجة وأبلغها بيانا.

صلى الله وسلم وبارك عليه

وعلى آله الألى .. لم يثنوا دون المعالي عنانا

وصحبه بدور الحق الساطع عيانا

.... في معارج الكشوفات والتَّفنان

بلوغ الأخبار ونتائج الأفكار

وفي لمح الأبصار مهما شط المزار

*********

قربت البعيد وجددت العهيد

وغدت للعالم أجمع قطب رحى التخاطب ومزار الاتصال والتواصل.

***********

ولكنها في مقابل ذلك إن أساء حاملها وانحرف

وللإثم بها اجترح واقترف

*********

فكم أوقعت في مصائد المصائب

وألقت كثيرًا من مستخدميها بين أنياب الغوائل والنوائب

.. رباه رباه ..

كم نكأت بجهل مستخدميها جروحًا لم تندمل

وجرت أخطر افتضاح ووجل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير