ولمزيد من تعزيز التواصل بين الاتجاهات الإسلامية والغربية الاستشراقية في دراسة القرآن فقد اتخذت المجلة مسارا غير معهود، عموما، في الدوريات الاستشراقية المعروفة وهو النشر باللغتين العربية والانجليزية. وقد بيَّن محررو المجلة أنه في عالم مثالي ينبغي إدخال لغات أخرى، ولكن الواقع يفرض الاختيار، واختيارهم هذا مبني على حقيقة “أن العربية هي لغة القرآن، ولغة الدراسة العلمية للقرآن في كل أنحاء العالم الإسلامي، كما أن الإنجليزية لغة كثير من الكتابات العلمية عن القرآن، كذلك فإن العربية والانجليزية يفهمها المتخصصون في الدراسات القرآنية بوجه عام" [5]
أبواب المجلة
تقوم المجلة على أربعة أبواب:
أولا: المقالات الإنجليزية: وتحتل القسم الأكبر من المجلة، وقد شارك فيها مستشرقون غربيون، ومسلمون غير عرب، وعدد قليل من العرب المسلمين الذين يكتبون بالإنجليزية. فمن المستشرقين نجد: جوزيف فان إس، وانجيليكا نيوفرث، ونيل روبنسن، وسبيستيان غنتر، وأ. هـ. جونز. ومن المسلمين غير العرب نجد: مصطفى شاه، وهو من أكثر الكتاب مشاركة في المجلة (له ست مقالات)، وياسين داتون، وعبد الله سعيد ومستنصر مير وآخرون.
ثانيا: مراجعات الكتب: وهو باب خاص بالتعريف بالكتب التي تصدر في أوربا وأمريكا والعالم الإسلامي وتتصل بحقل الدراسات القرآنية.
ثالثا: الأخبار والتقارير والمراسلات: وهو باب تعرض فيه أنباء قصيرة عن كل ما يتصل بالقرآن من أحداث وإصدارات، وما يعقد من مؤتمرات أو يقام من مشاريع ونحو ذلك.
وقد أنشأ هذان الباب الأخيرين تلافيا للنقص الحاصل في المعلومات المتاحة عن التطورات التي تجدُّ في حقل الدراسات القرآنية من مؤتمرات أو أبحاث أو مقررات وبرامج دراسية، مما يعوق التقدم في دراسة القرآن.
رابعا: المقالات العربية: وهي لم تزل قليلة نسبيا، إذ لا يحتوي العدد في الأغلب على أكثر من مقالتين، كما أن عدد المشاركين فيها من العرب قلة، وهذا يعكس ضعف انتشارها في العالم العربي، وندرة المختصين الذين يعرفون بوجودها. فنجد من الأسماء العربية: تمام حسان (وله سبع مقالات بنسبة مقال كل عددين) وأحمد مختار عمر (ثلاث مقالات) وعبد الحميد مدكور، وحسن الشافعي وجاسر أبو صفية، عبد الرحمن المطرودي، وسنلحظ أنهم في الغالب ليسوا من المختصين تماما في حقل الدراسات القرآنية، وإن كان في صلب اهتمامهم كما هو عند اللغوي الكبير تمام حسان.
منهجية المجلة .. نموذج تطبيقي
من الصعوبة بمكان أن نحدد تفصيليا المنهجية المتبعة في الدورية وذلك لاعتبارات ضيق المقام فضلا عن كونها تجسد اتجاهات معرفية ومناهج شتى كما ورد في مقدمتها الافتتاحية. ولكن إذا أردنا أن نضرب مثلاً للكيفية التي تظهر من خلالها رسالة المجلة وغاياتها فيمكننا الإشارة بشيء من التفصيل إلى إحدى دراسات مصطفى شاه المتعددة (وهو فيما يبدو مشارك أساسي ومساهم في تطوير المجلة بشكل ما) فإذا ما أخذنا بحثه المطول عن نشأة التفكير اللغوي العربي وإسهام قراء القرآن ونحاة الكوفة والبصرة فيه؛ فسنجد فيه خطوطا منهجية أساسية:
ـ عمق الاطلاع على التراث الإسلامي، والتعامل معه برؤية نقدية.
ـ الإحاطة بالدراسات الحديثة والمعاصرة حول نشأة الفكر اللغوي العربي، سواء عند العرب أو المستشرقين، ومتابعة آخر ما يستجد في هذا الحقل من دراسات.
ـ مناقشة الدراسات والنظريات الحديثة، لاسيما تلك التي يقدمها المستشرقون، على قاعدة نقدية معرفية، تهتم بإبراز الإنجازات الجديرة بالاهتمام، بقدر اهتمامها بنقد الجوانب الفاسدة فيها.
هذه الخطوط الأساسية سنجدها في كثير من الدراسات التي ظهرت في المجلة، وهي تؤكد حرصها على ردم الفجوة بين الدرس الإسلامي والدرس الاستشراقي من جهة، وكذلك رغبتها في تجنب المقاربات الاعتذارية التي لا تقدم إضافة على المستوى المعرفي.
وفيما يلي خلاصة موجزة جدا لهذا البحث:
¥