تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذكر الله تعالى الحرث والزراعة والحصاد فهل يعني ذلك أن القرآن قد احتوى على علم الزراعة؟

ذكر الله الحساب فهل يعني هذا أن القرآن قد حوى علم الرياضيات؟

لا أظن عاقلا عالما بالقرآن يقول بشيء من مثل هذا.

هل نجد في القرآن إشارات إلى بعض الأمور التي قد تكون بمثابة القواعد العامة والخطوط العريضة لعلم من العلوم؟

هل نجد في القرآن إشارات إلى بعض ما وصلت إليه البشرية من أمور لم تكن تعرفها في السابق؟

نقول نعم، ولكن هذا باب واسع لا يصح أن يتكلم فيه إلا من خلال دراسة متأنية متثبتة ثم تعرض هذه الدراسة على لجان متخصصة للنظر فيها ومن ثم الحكم عليها.

أما ما نراه اليوم في هذا الباب فأكثره أمور مرتجلة تنقصها الدقة وتنقصها القواعد المنضبطة، ولو أعيد النظر في ما صدر من دراسات في مسألة الإعجاز العلمي في القرآن من خلال لجان متخصصة لو جدنا أن كثيرا منها قد بني على فرضيات ونظريات قد تسقط يوما ما بنظريات مخالفة أو مناقضة لها، وهذا هو مكمن الخطر والمجازفة في هذا الباب.

ختاما أقول:

إن الإسلام لا يحجر على الفكر ولا على البحث ولكنه يضع الضوابط والقواعد الكفيلة بإيصال من يتبعها إلى نتائج صحيحة، والبحث في عدد سور القرآن وعدد آياته وما قد يكون أودع فيها من إعجاز يحتاج إلى ضوابط شرعية وضوابط متعلقة بعلم العدد ومتى توفرت الشروط في الباحث فلا عليه أن يبحث وإذا ما توصل إلى شيء فعليه أن يعرضه على أهل الاختصاص في العلوم الشرعية وأهل العلوم الأخرى ذات العلاقة فإن أقروه على ما توصل إليه اكتسب بحثه المصداقية والقبول عند الناس، وهذا هو المتبع في كل الدراسات المعتبرة.

أما ما يعرضه الأخ عبد الله جلغوم في هذا المنتدى فقد استحسن بعضه البعض ورده البعض وسكت عنه كثيرون ونصيحتي للأخ عبد الله تتمثل في أمرين:

إما أن يقدم قواعد منضبطة يستطيع أن يفهمها القارئ العادي أمثالي أو أن يعرض أبحاثه على المختصين الذين يعتبرون حجة على غيرهم فإما أن يقروه على ما كتبه أو يردوه.

أما نحن فواجبنا تجاهه وتجاه كل أحد أن نلتزم أدب الحوار وأخلاق القرآن وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.

وفق الله الجميع لما فيه الخير.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

ـ[ Amara] ــــــــ[19 Jun 2009, 02:41 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما ..

أخي الحبيب حجازي الهوى ..

لعل كلامك كان موجه إلى الأستاذ العزيز الدكتور أحمد الضاوي .. غير أنه في الحقيقة موضوع طريف و مهم لنا جميعا .. لذلك تقبل تطفلي و اسمح لي بالتدخل ..

لقد قلت أخي الحبيب ..

وحين نقول إن القرآن كتاب هداية فقط وليس كتابا حوى مختلف العلوم فليس في هذا انتقاصا من قدر القرآن وإنما هي الحقيقة.

.

و هنا أريد ان ألفتك .. كيف أدركت هذه الحقيقة ..

هل ورد في القرآن ما يؤكدها؟

هل ورد عن النبي حكم فيها؟

هل ورد كلام من الصحابة فيها؟

من أين لك أخي الحبيب حتى تسمي هذا بالحقيقة؟

أم أن نظرة عقلك هي التي قادتك إليها؟

أم هو كلام المتأخرين فصل الموضوع .. و متى أثير الموضوع أصلا؟

إنه أثير لما استعجم القرآن على الناس قراءته .. و متى كنا نطلب ممن لا يعرف القراءة أصلا أن يطلعنا عما فيه ..

أم أنك اطلعت على كل ما فيه فتبين لك أنه ليس بكتاب علم؟

ولقد تكلم علماء القرآن في علاقة القرآن بمختلف العلوم وقالوا إن في القرآن إشارات إلى مختلف العلوم وهذا قد يكون صحيحا إلى حد ما، أما كون القرآن قد حوى تفصيلات العلوم أو أنه قد حوى علوم الأولين والآخرين فهذا من المجازفة التي يعوز صاحبها الدليل الذي لن يستطيع إيجاده.

إن الاستدلال بقوله تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) سورة الأنعام من الآية (38) وقوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) سورة النحل من الآية (89) على أن القرآن قد احتوى مختلف العلوم استدلال لا يقوم على ساقين ومن له أدنى معرفة بعلم أصول الفقه واستعمال القرآن وأساليبه يرد هذا الاستدلال.

.

لعلك تفيدنا بما نعلم في هذا الجانب فقد سقت حكما و لم تقم دليلا .. و أوعزته إلى أمر ربما تكون به أعلم و لعلك تبين لنا و تفصل ما أوردت.

ثم إنك قلت:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير