تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - إن من أهم ما وقفت عليه من خلل في الاختصار: حَذْفُ تفسير بعض الآيات أو الكلمات مع أنه موجود في الأصل، فلا أدري لم حُذِف هذا؛ مع أنه ليس من الاختصار في شيء، فلربما أردتَّ تفسير بعض الكلمات أو الآيات فلا تجده في المختصر، فإذا رجعت للأصل وجدته فيه، وسأذكر ما وقفت عليه من ذلك من غير أن أتتبعه:

أ- ص69: في تفسير قوله تعالى: (لا شية فيها) الآية 71 من سورة البقرة، حَذف المختصرون معنى (لاشية فيها) وأبقوا معنى (مسلّمة) مع أنه موجود في الأصل، قال ابن كثير: أي: ليس فيها لون غير لونها، وأبقى المختصرون قول قتادة الذي ذكره ابن كثير عقب ذلك مع أنه ليس فيه معنى الشية بل معنى مسلَّمة، قال: لا عيب فيها، وتركوا بقية الأقوال المنقولة في معنى الشية؛ كقول مجاهد: لا بياض ولا سواد، وقول غيره؛ مع أنهم لو أبقوا قول مجاهد أو غيره لكان هو الصواب، فهل هو مجرد حذف لشيء وإبقاء لآخر بدون تأمل؟!

ب- ص293 في تفسير قوله تعالى: (والصاحب بالجنب وابن السبيل) الآية 36 من سورة النساء حذف المختصرون تفسير (الصاحب بالجنب) وتفسير (ابن السبيل) مع أنه موجود في الأصل، وقد ذَكَر الإمام ابن كثير الأقوال في بيان معنى (الصاحب بالجنب) عن علي وابن مسعود وابن عباس ?، وذَكَر قول ابن عباس-رضي الله عنهما- في تفسير ابن السبيل، وقول مجاهد: إنه المجتاز في السفر، ثم استظهره فقال: وهو أظهر. اهـ وقد حَذف المختصرون ذلك كلَّه، ولعل سبب حذفه أن ابن كثير-رحمه الله- أطال الكلام على الجار وأهميته، ثم ساق الأحاديث في الوصاية به، ثم ذَكَرَ معنى (الجار الجنب وابن السبيل)، فأخذ المختصرون أول الكلام وحذفوا آخره من غير أدنى تأمل، وكأن الأمر مجرد قَصٍّ لآخر الكلام مع إبقاء أوله كما هو متبع في غير موضع، والغريب أن ابن كثير لما ذكر معنى ابن السبيل قال: وسيأتي الكلام (على أبناء السبيل) في سورة براءة، فأبقى المختصرون هذا القدر من كلامه مع أنهم قد حذفوا تفسير ابن السبيل من هذا الموضع، فإلى أي شيء تكون الإشارة وهو محذوف أصلا، وزيادة في الإيغال حذفوا عبارة (على أبناء السبيل) من كلام ابن كثير ليكون العزو موغلا في الإيهام.

ت- ص323 في تفسير قوله تعالى: (وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً. وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) الآيتين 112 - 113 من سورة النساء حذف المختصرون أكثر تفسير الآيتين؛ وذلك لأن ابن كثير ربط التفسير بسبب النزول الذي ذكره قبل هذا وقد حذفوه؛ فكان اختصارا مخلا جدا يفوِّت على القارئ تفسير آيتين من كتاب الله جل وعلا، وأبقى المختصرون على تفسير آخر الآية الثانية فقط (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ).

ث- ص1273 في تفسير قوله تعالى: (فلما قُضي) من الآية 29 من سورة الأحقاف، حَذف المختصرون تفسير هذا الجزء من الآية مع أنه موجود في الأصل قال ابن كثير: أي فُرغ .. الخ.

ج- ص1382 في تفسير قوله تعالى: (لأول الحشر) من الآية 2 من سورة الحشر، حَذف المختصرون معناها تماما؛ مع أن ابن كثير قد بينه بما ساقه من الآثار عن ابن عباس والحسن.

ح- ص208 في تفسير قوله تعالى: (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا) من الآية 13 من سورة آل عمران ذكر المختصرون أن النبي ? لما رجع إلى المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع ثم انقطع السياق فلم يتضح المراد. وإذا رجعت إلى الأصل وجدت في تتمته ما يوضح المقصود، ونصُّه: وقال: (يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم الله بما أصاب قريشا)، فقالوا: يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال، إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وإنك لم تلق مثلنا، فأنزل الله في ذلك من قولهم: (قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد) إلى قوله: (لعبرة لأولي الأبصار) .. الخ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير