6 - حَذْفُ ما يحرص عليه ابن كثير رحمه الله تعالى من ذكر اختيارات شيخ المفسرين الإمام الطبري رحمه الله تعالى وذلك في كثير من المواضع أو أكثرها (لم أتتبعها) وإن أَبقى المختصرون اختياره في مواضع أخرى، مما لا يُعرف معه المنهج المسلوك في ذلك، ولماذا تُحذف اختيارات الطبري في مواضع دون أخرى؟ هذا ما لم يبنوه لنا في منهاج الاختصار الذي سلكوه. ولا يخفى أهمية اختيارات الطبرى سواء وافقه ابن كثير أم خالفه، وبخاصة وقد اشتهر عند بعض أهل العلم أن تفسير ابن كثير مختصر للطبري، وإن كانت هذه المقولة غير صحيحة إلا إنه استفاد منه بلا ريب واختصر كثيرا مما فيه وضمَّنه كتابه.
7 - حَذْفُ بعض كلام الشيخ رحمه الله تعالى مما يعقب به على بعض الأحاديث مع الإبقاء على الحديث، ومن ذلك:
أ- في ص26 في تفسير قوله تعالى في سورة الفاتحة: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)، عندما ذَكَر الشيخ حديث النواس بن سمعان ? قال عقبه: وهو إسناد حسن صحيح، فحَذف المختصرون حكمه على إسناد الحديث.
ب- ص347 ذكر الشيخ حديث (يكفيك آية الصيف)، ثم قال عقبه: وكأن المراد بآية الصيف أنها نزلت في فصل الصيف. اهـ فحذف المختصرون كلامه في معنى آية الصيف.
8 - مواضع متفرقة تخالف منهج الاختصار، ومنها:
أ- في ص51 ذكر المؤلف حديث الشفاعة بطوله من رواية مسلم، وكان يمكن للمختصرين ذكر موضع الشاهد منه لتفسير الآية الكريمة، وهذا أليق بالمختصرات، ولذكر الحديث بطوله موضع آخر يناسبه.
ب- في ص 111، 112 كرَّروا حديث البراء في تحويل القبلة، وفي ص112، 113 كرَّروا حديث ابن عمر في تحويل القبلة، وفي ص16، و25 كرَّروا حديث أبي هريرة (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين) بطوله، ولو أشير إليه في الموضع الثاني كان أليق بالاختصار.
9 - العطف على شيء محذوف:
أ- في ص23 في المختصر: ورواه غير أبي معمر عن حفص .. الخ وهو معطوف على محذوف من الأصل وهو: قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو معمر القطيعي حدثنا حفص .. الخ.
ب- ص1442 قالوا: ورواه أبو داود عن عبد الله بن الجراح عن أبي عبد الرحمن المقرئ به وليس لعبدالعزيز عنده سواه. اهـ وهو معطوف على الإسناد المذكور في الأصل لمسند الإمام أحمد وقد حَذفه المختصرون فكان الأليق حذف ما يتعلق به، والاقتصار على قوله: ورواه أبو داود.
10 - يشير ابن كثير إلى شيء فيبقون الإشارة مع أنهم قد حذفوا المشار إليه، ومن ذلك: في ص324 في تفسير قوله تعالى: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً) الآية 117 من سورة النساء حيث ذكر ابن كثير تفسير الإناث بالأصنام والأوثان ثم ذكر ما ادعوه في الملائكة أنهم بنات الله، ثم قال: وهذا التفسير شبيه بقول الله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) وهذه الآية متعلقة بالأوثان المذكورة في كلامه وقد حَذفه المختصرون، ثم قال: وقال تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً)، وهذه الآية متعلقة بدعواهم في الملائكة وقد أبقاه المختصرون.
11 - في بعض المواضع اختصروا كلام الشيخ ويكون في الاختصار بعض إخلال، ويُترك من كلام الشيخ شيء من التحرير الذي عُرف به، ومن أمثلة ذلك إجمالا:
أ- ص 208 في تفسير قوله تعالى: (يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) الآية 13 من سورة آل عمران.
ب- ص1395 في تفسير قوله تعالى: (وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا) الآية 11 من سورة الممتحنة.
هذه إشارات ووقفات أردت بها النصح لله تعالى ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، فما كان فيها من صواب فمن الله تعالى وحده، وما كان فيها من نقص فمن نفسي المقصرة والشيطان الرجيم، وأسأل الله تعالى لكل عالم الرحمة والغفران فهم دياجير الظلام ومصابيح الهدى، وأخص بالدعاء شيوخنا، و اللجنة القائمة على المصباح المنير، فغفر الله لنا ولشيوخنا ولهم جميعا وجعل الفردوس مأوانا وإياهم.
وما ذكرته من ملحوظات يسيرة هي من طبيعة البشر لا يقلل من الجهد المبذول في اختصار هذا التفسير العظيم الذي كتب الله له القبول عند جميع أهل السنة.
وفق الله الجميع لما فيه رضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين؛؛؛
كتبه/عبد الرحمن بن فهد الودعان الدوسري
[email protected]
0505240568
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[18 Jun 2009, 07:33 ص]ـ
بارك اللهم لنا فيك
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 Jun 2009, 06:57 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
وتتبع مثل هذه المواضع مهم لقارئ المختصر، لأنه قد ينسب إلى الأصل ما ليس فيه، كما يتسبب في حدوث إشكالات عديدة في فهم المراد.
تجدر الإشارة إلى دروس الشيخ خالد السبت في التعليق على المصباح المنير، حيث ينبه إلى كثير من مواضع الإخلال فيه.
¥