تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

على أي حال ما أفهمه أن الآيات في الخلود الأبدي لأهل النار واضحة وتبقى مشيئة الله مطلقة.

ثم إن الخلاف في المسألة غير مؤثر ولا يتعلق به عمل إلا إذا تعصب البعض وحمل القول المخالف أنه يطعن في عدل الله وحكمته ومن هنا يكون مدخل الشيطان.

ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[25 Jun 2009, 08:49 م]ـ

الأخ الكريم الشنقيطي

الكافر لا يدخل الجنة، ويبدو أنه يلحق بالعدم؛ فالوجود إما موت وإما حياة:" الذي خلق الموت والحياة". ويقابل الوجود العدم وهو الاحتمال الثالث، وقد يدل على ذلك قوله تعالى:"ثم لا يموت فيها ولا يحيا" بعد قوله تعالى" الذي يصلى النار الكبرى ثم .. " فبعد أن يصلى النار مدة طويلة، تدل عليها ثم، لا يعود ميتاً ولا حياً.

الأخ الكريم حجازي

لابن تيمية مناقشة تزيد عن 250 صفحة ينتصر فيها للقول بعدم لا نهائية النار، أما ابن القيم فكلامه مشهور نقله عنه صاحب المنار والقرضاوي. أما العدل والحكمة فهي مرجحات في حال الاختلاف في فهم النصوص. ولنا أن نفهم العدل والحكمة وفق ما رسخته نصوص القرآن والسنة.

قلت في حل الإشكال: "نلاحظ عند تدبر الآيات الكريمة أن خلود أهل النار متعلق بالمشيئة الإلهية غير المُصرَّح بها لنا:" إنّ ربك فعّال لما يريد". أما خلود أهل الجنة فمتعلق بالمشيئة الإلهيّة المصرّح بها:" عطاءً غير مجذوذ". أي غير منقطع. فالله تعالى شاء أن يكون وجود أهل الجنة في النعيم غير المنقطع. وتعبير غير المنقطع يدل على اللانهائية على خلاف تعبير خالد الذي يدل على طول البقاء".

اللافت أن القرآن الكريم يستخدم عند الحديث عن أهل النار الألفاظ الدالة على التوقيت على خلاف الحديث عن أهل الجنة، انظر مثلاً:" عذاب يوم عظيم"، "لابثين فيها أحقابا" أما أهل الجنة فلم يقل:" نعيم يوم" " لابثين فيها أحقابا" .... الخ.

وفي الختام: يصعب البت في مدى خلود أهل النار، ولله في هذا حكمة. أما خلود أهل الجنة فمعناه ومداه واضح في نصوص القرآن والسنة، فلا خلاف.

ـ[ابو هاجر]ــــــــ[25 Jun 2009, 11:32 م]ـ

أخي الكريم أبا الحارث

إذا سلم لك مُسلِّمٌ بانقطاع عذاب المشركين والملحدين فهل يكون مآلهم إلى الجنَّة بعد انقطاع العذاب؟

لأنَّ الموت استحال على الأنفس بعد الفصل بقول المنادي (يا أهل النار خلود فلا موت) , والجنَّة حرمها الله على المشركين.

لله درك 000

أقول: يكفي في رد مسألة فناء أهل النار أنه وقع فيها الخلاف , فيستحيل أن تكون مسألة كهذه ولا يكون فيها بيانا صريحا من الشارع , كيف وقد جاء في النصوص الصريحة المحكمة ما ينافيها 0

- ثم إذا قلنا بفناء أهل النار فما هي فائدة إخراج الموحدين منها؟؟!!

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Jun 2009, 08:40 ص]ـ

الأخ الكريم الشنقيطي

الكافر لا يدخل الجنة، ويبدو أنه يلحق بالعدم؛ فالوجود إما موت وإما حياة:" الذي خلق الموت والحياة". ويقابل الوجود العدم وهو الاحتمال الثالث، وقد يدل على ذلك قوله تعالى:"ثم لا يموت فيها ولا يحيا" بعد قوله تعالى" الذي يصلى النار الكبرى ثم .. " فبعد أن يصلى النار مدة طويلة، تدل عليها ثم، لا يعود ميتاً ولا حياً ..

الأخ الفاضل أبا الحارث سلمك الله:

ومن أين جيء "بيبدو" هذه؟

فهذا مبحثٌ غيبيٌّ أخرويٌّ لا مجال فيه للتوقع والاجتهاد , وقولكم إن الوجود إما موتٌ أو حياة صحيحٌ في ذاته , وخطأٌ فيما سيق له من الاستدلال على انتهاء عذاب الكفرة المشركين وانقطاعه.

ولو سلم لكَ إخوتُك بصحة انقطاع العذاب عن المشركين والكفرة فلن تختلف معهم في أنَّ الصيرورة من العذاب الدائم أحقاباً - والمُتَجَرَّع فيهِ الحميمُ والسمومُ والزقزم - إلى العدم والفناء سيكون تخفيفاً أو موتاً.

وكلا الأمرين مما نفى الله جوازه على من خلدهُ في النار فقال (لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها) فماذا سنسمي هذا الانتقال من العذاب إلى العدم؟

وأين المفر من إقرارنا بأنه تخفيفٌ كما بين ذلك القرآنُ حين جاء فيه تمني الكافر أن لو صار إلى تراب (ويقول الكافر ياليتني كنتُ ترابا) فهي أمنيةٌ ما حملهُ عليها إلا الفرارُ من العذابُ والعلمُ بأنها أخفُّ وألطفُ بنفسه من جهنَّم.

والآيةُ الكريمة التي جئت بها (ثم لا يموت فيها ولا يحيى) هي في الحقيقة عليك لا لك , لأنَّ الضمير "في" فيصلٌ في انَّ الكافر الأشقى باقٍ في جهنمَ بقاءً لا حياة فيه لهول ما يلاقيه ولا موتَ فيه فيستريحَ من عذاب جهنم.

ولو عدنا لنظائر هذه الآية في القرآن لتبين الأمر لنا بجلاء , فتأمل معي قول الله (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى) ولاحظ مجيئ الضمير (في) كما جاء في سابقتها.

وتأمل قول الله (وَيَأْتِيهِ الموت مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ) فبعد نفيه موت المعذبين مع إتيان الموت لهم من كل مكانٍ لهول ما لاقوه بين أن من وراء هذه الشدة عذاباً غليظاً ولم يشر لعدمٍ أو فناءٍ وفيه بيانٌ أنَّ هذه الحالة التي هي مرحلةُ اللاحياة ولا موت متوسطةٌ بين مراحل العذاب أجارنا الله منها , ويمكنُ القول بأنها داخلةٌ في عموم قوله سبحانه (وآخر من شكله أزواج) وليست هي آخر العذاب ولا منتهاه كما فهمتَهُ أنت سلمك الله من آية سورة الأعلى.

وأضف إلى ذلك أنَّ أولئك حين قالوا لخازن جهنم (يامالك لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ) لم يقل لهم إن لكم أجلاً أو أمداً أو يحلْهُم إلى سؤال الله بل كان عندهُ العلمُ بحالهم فقال الله عنه (قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ) وحذفُ الظرف الزمنيِّ بعد (ماكثونَ) يدل على الامتداد والخلود.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير