ثانيا: التفسير بالرأي المذموم:
والتفسير المذموم بدأ لما بدأت البدع بالظهور، فالتفسير المذموم إما أن يكون عن جهل أو عن هوىً، وسيأتي تفصيل ذلك بإذن الله تعالى.
* أما مصادر التفسير:
ومصدر التفسير: هو ما نأخذ التفسير منه.
- الطرق والمصادر الكلية للتفسير:
1 - القرآن الكريم:
تفسير القرآن بالقرآن تفسير نقلي، ولا يلزم أن يكون نقليا، أي أن المفسر يمكنه أن يجتهد في تفسير آية بآية.
2 - السنة المشرفة:
أن يبين النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه.
3 - تفسير السلف:
الصحابة رضي الله عنهم – التابعين – وأتباع التابعين.
4 - اللغة:
واللغة اعتمد عليها الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وأتباعهم.
3 - اختلاف المفسرين:
وهو من أهم موضوعات أصول التفسير.
وهناك 3 نقاط مهمة تندرج تحت هذه النقطة:
1 - اسباب الاختلاف. 2 - أنواع الاختلاف. 3 - عبارات التفسير، ويمكن أن تلحق بها المصطلحات أيضا.
أ- اسباب الاختلاف:
1 - الاشتراك اللغوي:
يعني أن تكون اللفظة قد تكلمت بها العرب على أكثر من معنى مثالاً لذلك في قوله: ? فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ? [المدثر: 51]، أي: فرت من الأسد أو فرت من الرامي الذين هم رجال القنص، وبعضهم أيضاً قال: فرت من النبل،، يعني العرب أطلقت على ما سبق هذه اللفظة.
2 - الحذف أو الإضمار:
مثال ذلك:
قال تعالى:? وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ ? [النساء: 127]، هل ترغبون؟ مراد ترغبون بهن؟ أو ترغبون عنهن؟ الآية تحتمل هذا وتحتمل هذا، فبسبب حذف هذا الجار والمجرور وقع خلاف هل المراد الرغبة بالنكاح، أو الرغبة عن النكاح، وكل واحد من المعنيين له حكمه المستقل.
3 - مرجع الضمير:
يعني مرجع الضمير من أسباب الاختلاف إذا صار يحتمل أكثر من مذكور، مثل ما ذكر في مثل قوله -سبحانه وتعالى-: ? لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ? [الفتح: 9]، يعني أجمع المفسرون على أن الضمير في "تسبحوه" يعود إلى من؟ لأن التسبيح من حق الله، وليس من حق أحد فهذا واضح، لكن ? وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ? هل هو يعود إلى الله؟ أو يعود إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ هناك قولان في التفسير.
4 - الوصف المحتمل لأكثر من موصوف:
فقد يكون الوصف الذي ورد في الآية وصفا مطلقا، أي أن الوصف يمكن أن يحتمل أكثر من موصوف، نثال ذلك:
قال تعالى: ? وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ? [النازعات: 1]، عند الطبري ذكر أكثر من أربعة أقوال، فبعضهم قال: "النازعات" الملائكة، فإذن الآن الموصوف بالنزع من هو؟ فكأن الملائكة النازعات، وبعضهم قال: النازعات هي النجوم، تنزع من أفق إلى أفق، و الذي سبب الاختلاف هو أن قوله: "والنازعات" وصف، واحتمل الموصوف الآخر.
5 - النسخ والإحكام:
الحديث هنا عن النسخ الكلي، والنسخ من أسباب الاختلاف؛ لأن بعض العلماء يرى أن الآية منسوخة وبعضهم لا يرى ذلك.
6 - النظر للعموم والخصوص:
مثال ذلك:
قال تعالى:
? وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ? [الشورى: 5] وفي الآية الأخرى: ? وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ? [غافر: 7]، في الآية الأخرى فمن حمل آية ? وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ? على آية ? وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ? قال الاستغفار لا يكون إلا للمؤمنين، فجعل آية ? لِمَنْ فِي الأَرْضِ ? مخصوصة بتلك الآية، ومن جعل هذه الآية مستقلة، وهذه الآية مستقلة قال: الاستغفار يكون للمؤمنين وكذلك يكون للكافرين على رجاء ماذا؟ أن يسلموا على رجاء أن يسلموا، قل يستغفر لهم رجاء أن يسلموا.
7 - اختلاف المصدر الذي يعتمد عليه المفسر.
المصادر هي القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وأتباعهم، واللغة.
أحياناً يجهل المفسر حديثا نبويا فيفسر الآية بمعنىً لغوي، فيقع اختلاف بينه وبين المفسر الذي اعتمد على الحديث النبوي في تفسيره.
مثال:
في قوله -سبحانه وتعالى-: ? يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ? [القلم: 42]، قوله: ? يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ? نلاحظ الآن أن الآية لما ذكرت الساق ذكرته نكرة، ولم تحدد هذا الساق ساق من، فإذا رجعنا إلى ابن عباس وتلاميذه سنجد أنهم فسروا الساق بأنها الكربة والشدة، اعتماداً على قول العرب: كشفت الحرب عن ساقها، أي كشفت عن هول شديد.
أما بعض المفسرين فقد قال: المراد ساق الرب - سبحانه وتعالى-، ويستدلون بحديث: (يكشف ربنا عن ساقه)، من فسر الآن الساق بالهول والشدة والكرب مصدره اللغة، والذي فسر الساق بأنها ساق الرب - سبحانه وتعالى- مصدره السنة، إذن اختلف المصدر فاختلف التفسير.
8 - اختلاف التعبير عن اللفظ بما يطابقه أو الخروج عن ما يطابق معنى اللفظ:
وهذا كثير في تفسير السلف. قد يفسر بعض السلف اللفظة بالمعنى المعروف لها من جهة اللغة، ويفسر آخر بمعنىً هو من لوازمها وليس معناها المعروف من جهة اللغة، مثل ما فسر ابن جريج قول -سبحانه وتعالى-: ? وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ? [البقرة: 49] بأن المراد بها ماذا؟ يسترقون نساءكم يجعلونها رقيق، فهذا ليس تفسيراً للاستحياء من جهة اللغة، وإنما تفسير للازم الاستحياء في هذا السياق، فجمهور المفسرين فسروا ? وَيَسْتَحْيُونَ ? معنى يستبقون أحياء، وهذا هو المعنى اللغوي للاستحياء.
* وهناك أسباب للاختلاف ظهرت بعد جيل السلف يمكن أن تدخل تحت أسباب الاختلاف منها:
أ- الاختلاف العقدي.
ب- الاختلاف الفقهي.
ج- الاختلاف النحوي.
...
أهـ / د/ 2.
¥