جهلا " ا. هـ.
فلا أحسب أن في كلام ابن عطية أي مخالفة لمنهج أهل السنة.
- قلتم في نفس الصفحة: " فالنفي - أي نفي كفر الجحود - الذي وقع فيه ابن عطية خطأ في الدليل والمدلول ".
ونحوه ص253 - 254.
أقول: ابن عطية لم ينف كفر الجحود والعناد بل إنه قال - وقد نقلتم ذلك عنه: " وكفر العناد جائز الوقوع بمقتضى النظر وظواهر القرآن تعطيه، كقوله: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} [النمل: 14] وغيرها "، " وظاهر قوله تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} حصول الكفر عناداً ".
وهو لم يعدل عن هذا الظاهر بل نقل عن بعض المتكلمين أنهم تأولوه: "وذهب بعض المتكلمين إلى المنع من جوازه، وذهبوا إلى أن المعرفة تقتضي الإيمان والجحد يقتضي الكفر، ولا سبيل إلى اجتماعهما، وتأولوا ظواهر القرآن فقالوا في قوله تعالى: {وجحدوا بها} [النمل: 14] إنها في أحكام التوراة التي بدلوها كآية الرجم وغيرها ".
لكن الذي يستبعده ابن عطية هو حصول العناد مع المعرفة التامة، والمعرفة التامة عنده تقتضي انتفاء الحسد من القلب " لا داعية إلى كفر العناد إلا الحسد ومن عرف الله والنبوة وأن محمداً يجيئه ملك من السماء فلا سبيل إلى بقاء الحسد مع ذلك".
- فالظاهر من كلامه أنه يلزم عنده في الإيمان الذي ينجو صاحبه انتفاء الحسد وهذا عمل قلبي، فتكون الأعمال القلبية داخلة عنده في مسمى الإيمان، وإن كان يظهر من كلامه في تفسير أول الأنفال أنه لا يدخل أعمال الجوارح في مسمى الإيمان كما هو مذهب المرجئة قال: " وتترتب زيادة الإيمان بزيادة الأعمال البرة على قول من يرى لفظة الإيمان واقعة على التصديق والطاعات وهؤلاء يقولون يزيد وينقص ". فكأنه يحكيه عنهم ولا يقول به.
على أن من أدخل أعمال القلوب في مسمى الإيمان يلزمه إدخال أعمال الجوارح أيضاً، قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: (7/ 194): " … لكنهم إذا لم يدخلوا أعمال القلوب في الإيمان لزمهم قول جهم، وإن أدخلوها في الإيمان لزمهم دخول أعمال الجوارح أيضا ".
- نفيه المعرفة التامة عن الكفار المعاندين مثل إبليس واليهود ونحوهم لا يعني أنه يسلب لفظ اليقين ما دل عليه قال تعالى: " واستيقنتها انفسهم " فهم استيقنوا بصدق هذه الآيات لكنهم لم يستيقنوا بكل ما جاء عن موسى عليه السلام أي أنهم لم يعرفوا المعرفة التامة التي يستبعد ابن عطية وجود العناد معها، قال: " إن عرفوا أشياء وعاندوا فيها فقد قطعوا في ذلك بأنفسهم عن الوصول إلى غاية المعرفة وبقوا في ظلمة الجهل فهم جاهلون بأشياء معاندون في أشياء غيرها وأنا أستبعد العناد مع المعرفة التامة ".والله أعلم.
19 - 06 - 2008
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Aug 2009, 12:18 م]ـ
لا أدري كيف أعبر لكم عن غبطتي بمثل هذه الملاحظات، ولا أملك إلا أن أقول: شكر الله سعيكم جميعا، وهذه فائدة ـ في التنبيه على الأخطاء ـ ما كنت لأجنيها لو لم تكن مثل هذه الوسائل الحديثة مفعلة، وإني لأسألكم أن تفيدوا في كل ما لديكم، فهي فرصة ثمينة لي، وسأعمل بها ـ إن شاء الله تعالى ـ بعد تفريغها من هذا الملتقى المبارك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Aug 2009, 01:36 م]ـ
يا أبا عبد الملك ..
من يخطيء كثير ..
ومن تسمح نفسه بالتببيه على أخطائه قليل ..
ومن يغتبط = قليل من قليل ..
فهنيئاً لك خلقك الحسن وسماحة نفسك وأريحيتك التي طمعت فيها ففزتُ بطمعي ..
والله يعلم كم استفدتُ من كتبك وتقريراتك ..
آه كنت هانسى ..
لسا فيه تنبيهات يا مولانا ما يغركش الكلمتين الحلوين دول ..
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[07 Sep 2009, 11:07 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
بارك الله لك فى وقتك وجهدك ونفع بك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 Sep 2009, 08:47 م]ـ
وفيك بارك الله .. وبك نفع ..
ـ[معلمة القرآن]ــــــــ[07 Dec 2009, 01:41 ص]ـ
(2)
عند كلام الشيخ عن ضوابط تفسير القرآن باللغة = تكلم عن خطورة تفسير القرآن بالمصطلحات الحادثة .. والأولى أن يقول: بالألسنة الحادثة. والموضوع ثري جداً وبحثه في الرسالة قاصر جداً فليُستدرك.
أخي الفاضل: بارك الله فيك
العبارة اعلاه لم اجدها في كتاب الدكتور
الكتاب لدي بالطبعة الثالثة 1420 هـ
فهل حذفها؟
ام انه اضافها في طبعة لاحقة!!
ارجوا افادتي ايضا عن هذا الموضوع مع بيان السبب في كون التعبيربالالسنة اولى؟!!
وجزاك الله خيراً
ـ[معلمة القرآن]ــــــــ[08 Dec 2009, 10:46 م]ـ
للرفع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 Jun 2010, 07:55 ص]ـ
تطرق الشيخ في شرحه على: ((أصول في التفسير)) لابن عثيمين للتفريق بين علوم القرآن وعلوم التفسير وأصول التفسير،واستوفى ذلك بأمثلة حسنة ..
وحبذا لو ضم هذا لكتابه حيث إنه لم يتطرق فيه للفرق بين علوم التفسير وأصول التفسير، وهذه الفكرة مهمة،ولم يعرض لها حتى في كلامه عن الفرق بين أصول التفسير وعلوم القرآن ..
فليستدرك ..
¥