ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Sep 2009, 11:01 م]ـ
1 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فقد خاطبهم بغير لسانهم وهذا ممنوع بنص القرآن.
لعلك تقصد قوله تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ... )
وهذه الآية لا تدل على ما ذهبت إليه أخي الحبيب، فالآية إنما تبين أن القرآن نزل باللسان العربي لا بلسانٍ غيره، وكان هذا في معارضة قول المشركين إن القرآن لا بد أن ينزل باللسان السرياني أو غيره كما كانت الكتب السابقة تنزل، فجاءت الآية ردا على هذا وبيانا أن القرآن لم ينزل إلا باللسان العربي ليتم لهم البيان.
فليست المسألة في إرادة الله تعالى، فموافقة هذه الإرادة إنما هي ظنية اجتهادية، والعبرة بالتزام أصول التفسير المعتبرة التي لا يكون بها المفسر قائلا في القرآن بمجرد الرأي.
وخلاف العلماء في التفسير إنما سببه أن كلا منهم قصد موافقة مراد الله تعالى من كلامه، فمنهم من يصيب ومنهم من يخطئ، وهذا هو الاجتهاد، فإذا كان على الأصول المرعية فهو من الرأي المحمود، ولو أخطأ صاحبه.
وعليه فما المانع بعدها من أن يقال: إن باب الفهم والاستنباط ما زال مفتوحا لمن يملك أدواته، ولو ذهب صاحبه إلى معاني لم يفهمها من سبق ما دام اللفظ يحتمله، فالعبرة بصحة حمل الآية على هذا المعنى لا بما كان من معهود الأميين.
ولو قلنا بلازم ما ذكرت لانغلق باب الاستنباط.
2 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فلن يدركوها هم وهذا يقتضي غياب معنى النص عن قرن النبي وفواته لهم وهذا اجتماع منهم على تضييع بعض الحق وهو ضلالة. ولا يجتمعون على ضلالة.
3 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فلن يدركوها هم وهذا يقتضي أن الدين الذي معهم لم يكن تاماً ولا كاملاً وهذا خلاف نص القرآن المقتضي أنهم قد بلغهم الدين تاماً كاملاً.
4 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فلن يدركها النبي وهذا نافي تمام علم النبي بالرسالة والوحي.
5 - فإذا علمها بطريق ما تدعيه؛فهو لم يبلغها وهذا ينافي وجوب التبليغ التام المأمور به.
ليس هذا من تضييع الحق في شيء، لأن المعنى الأصلي هو المأمور ببلاغه وهو الذي قد ثبتت به الحجة وقامت به المحجة وتم به الدين، وعليه فلو فاتت المعاني المحدثة لم يكن نقصا بعد ثبات المعنى الأصلي للآية.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Sep 2009, 11:34 م]ـ
1 - كلامك في معنى الآية = مصادرة على المطلوب فلا فرق عندنا بين السريانية وبين كثير من عربية اليوم فكلاهما ليس لسان قوم النبي .. فلسان القوم هو ما يتحدثون به من الألفاظ والدلالات المنافية للسريانية وللعربية البائدة والحادثة ولو أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعربية عاد وثمود = لما كان مرسلاً بلسان قومه وإن كان أرسل بما يُسمى عربية.
2 - كلامك عن أصول التفسير مصادرة على المطلوب أيضاً لأنا نزعم أن من أصول التفسير ألا يقال في كتاب الله إلا بما هو مراد الله (ظناً أو قطعاً ليس البحث هاهنا) أما الزعم بأن معنى ما هو معنى الآية وليس مراداً لله فهذا عدول بكلام المتكلم عن مقاصده ووضع لكلام المتكلم في غير ما أراد.
3 - إذا ثبت أن للآية معنيان = وجب أن يكونا مقصودين متعبد بفقههما وفوت أحد المعنيين يعني ضياع بعض الحق والقول بأن واحداً منهما هو الأصلي الذي تقوم به الحجة ويتم به الدين والآخر ليس كذلك = محض تحكم.
4 - نحن لم نقل إن باب الفهم والاستنباط أغلق ولا نقول لابد أن يكون كل معنى يثبت للفظ القرآني ثبت تفسير اللفظ به عن السلف، وإنما نقول: يجب أن يكون هذا المعنى المثبت مما يحتمله النص وفق اللسان الأول وإن لم يتكلم به السلف تفسيراً في هذا الموضع المعين ..