وبعد فهذا هو موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته من قلوب الأمة وإجماعها على أن أي طعنٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم ولو من طَرْفٍ خفي إن هو إلا طعن بدين الله تعالى لا يمكن للأمة بعلمائها أن تسكت عنه وأن تمرره دونما محاسبة ورد. هذا ما وفق الله إليه والله سبحانه وتعالى أعلم والله من وراء القصد.
ـ[محامي عادل]ــــــــ[03 Aug 2009, 02:57 م]ـ
شيخنا الفاضل د/ السالم
يقول الدكتور أحمد القاضي:
(العاشرة: بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، وإمكان صدور الخطأ منه. فهو بشر يلحقه ما يلحق البشر في الأمور البدنية، والعملية (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) إلا أنه لا يقر على الخطأ. وهذا هو معنى (العصمة) الحقيقي. بينما آحاد الناس يخطئون، وقد يشعرون، وقد لا يشعرون أما النبي صلى الله عليه وسلم، فإن من عصمة الله له أنه إذا أخطأ، بين له خطئه.
وهذا يرد به على الذين يغالون في وصف النبي صلى الله عليه وسلم، بغير ما وصفه الله تعالى به، فقد قال تعالى لنبيه: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) فأثبت له ذنباً، كم أثبت للمؤمنين وللمؤمنات، وأمره أن يستغفر لنفسه، ولهم. وقد استجاب لأمر ربه، فكان يستغفر الله في المجلس مائة مرة, وقال عن نفسه: (فإني استغفر الله سبعين مرة).)
وهو لم يصف النبي صلى الله عليه وسلم بالخطأ ولم يستدل له بطريقة مستقلة توحي بسوء أدب حتى ننتقده
كلام الشيخ أحمد القاضي في مقام التعليم والتدريس، وأنت تعلم بأن علماء أهل السنة ناقشوا مسألة عصمة الأنبياء من الذنوب الصغائر، وهناك خلاف علمي في المسألة
فلا يلزم من ذكر ما قاله الشيخ أحمد أن يتكلم به أهل السنة بصفة مستقلة
فإذا جاءنا شخص وقال: الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ وقد خطأه الله هكذا ثم يسكت أو يستدل لكلامه بالنصوص إذا نوقش، فهنا يتجه عليه كلامك الرائع وهو (بئس أدب الألفاظ مع مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وقولك الجميل (هل غير المغالي في رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم مثل هذه العبارات والألفاظ في حقه ويتعبد الله بها؟؟؟؟ مشايخنا حفظهم الله ورحم ميتهم كانوا يعاقبوننا على وصف العالم صراحة بالخطأ الصريح إجلالاً للعلماء، ويا ترى ما حالهم لو قرؤا مثل هذه الألفاظ في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟)
لكن من كان في مقام التعليم والتدريس فالأمر مختلف، وإلا ماذا تفسر خلاف علماء العقيدة في مسألة عصمة الأنبياء من الصغائر؟!
فمن يُثبتْ عدم العصمة من الصغائر وهو في مقام التعليم والتدريس ويسوق الخلاف ثم يرجح ذلك هل سيكون غير مؤدب في حق النبي صلى الله عليه وسلم؟! وهل سيتجه عليه كلامك السابق؟.
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Aug 2009, 06:56 م]ـ
أخي الكريم " محامي عادل " حفظك الله ورعاك:
اتضحت لي وجهة نظرك الكريم، وأحترمك وأقدرك حتى وإن كنت أختلف معك فيها، فمقام التعليم بالذات أرى أنه هو الذي يجب أن نتجنب فيه مثل هذه الأحكام في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا تثبت في ذهن المتعلم رأساً مما يؤدي إلى نقص هيبة مقام ومكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلبه، ومما يصبح بعد ذلك أداة لأهل السخرية والاستهزاء كما نلاحظه في بعض الطبقات المنحطة البعيدة عن دين الله وشرعه.
أما قولك أخي الحبيب:
وهو لم يصف النبي صلى الله عليه وسلم بالخطأ
فجوابه: ما ذا يعني هذا الكلام إذن:
أن الله سبحانه وتعالى عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم في أمر اجتهد فيه، فأخطأ؛؟؟؟؟
أما مسألة " عصمة الأنبياء " فشيء ووصفه صلى الله عليه وسلم ب " الخطأ " شيء آخر، تلك في " الذنب " وهذا في " الخطأ " وشتان ما هما.
حتى وإن اختلف العلماء في هذه المسألة فهي لم تقصر ولم يذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم وحده كما هنا، وشتان أيضاً بين عرضه صلوات الله وسلامه عليه مفرداً وبين الكلام على المسألة عموماً.
وأخيراًأخي الفاضل:
هل قرأت أو سمعت أن أحداً ممن يجيز الذنب على الأنبياء وصفهم ب " الخطأ " بمعنى: هل عندك نص من أحد أهل السنة والجماعة - ولا أقول السلفيين - تجرأ على القول للنبي صلى الله عليه وسلم وقال عنه: لقد أخطأ؟؟؟ حاشا وكلا.
غفر الله لنا جميعاً.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Aug 2009, 11:34 م]ـ
غفر الله لنا جميعاً.
اللهم آمين.
قلت: الحق في هذه القضية أبلج والباطل لجلج، والذي أراه أن ما أثاره الدكتور عبد الرحمن ـ حفظه الله ـ لا يتعدى مقصده تحفيز همة الدكتور السالم ـ باركه الله ـ ليقول ما قاله من نفيس القول وبديع الحجة.
ولا أظن أن الدكتور عبد الرحمن يختلف مع أحد في ثوابت هذه القضية، هذه وجهة نظري، أرجو أن أكون قد وفقت فيها،ولله الأمر من قبل ومن بعد.
" وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"
¥