تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يبدو من التأمل في قول الشهراباني: " أول من أظهر ببغداد علم المناسبة " أن تقديمه ((بغداد)) قصداً، وهو الحديث عن مدينة بغداد بخصوصها، ذلك أن هناك من كان يلهج به في بلاد أخرى،ولعل علماء بغداد حين نبههم النيسابوري إلى هذا العلم وعاب عليهم عدم علمهم به، بحثوا عنه وعمن تكلم فيه واهتم به وذهب إليه، فتناهى إليهم من يتكلم به في وقتهم في تلك البلاد، وقبل وقتهم أيضاً، فكانت عبارة الشهراباني التي تحصر أولية إظهار هذا العلم في بغداد في جهود النيسابوري. ومن الضروري أن نشير إلى أنه قال: " أظهر " ولم يقل: "سبق ".

وقد كان في ذلك الوقت الإمام أبو الحسن علي بن أحمد التجيبي الحرالّي المغربي نزيل حماة (؟ ـ 637)، وله تفسير ذكر فيه المناسبات.

قال البقاعي (ت885) في مقدمة تفسيره " نظم الدرر " (2) عنه: " ثم بعد وصولي إلى سورة الأنفال ملكت جزءاً من " تفسيره " فيه من أوله إلى إن الله اصطفى في آل عمران، فرأيته عديم النظير، وقد ذكر فيه المناسبات، وقد ذكرت ما أعجبني منها، وعزوته إليه، يسر الله الاطلاع على بقيته بحوله وقوته ".

وقال المناوي (ت1031) في ترجمة الحرالي (3): " وصنف تفسيراً ملأه بحقائقه، ودقائق فكره، ونتائج قريحته، وأبدى فيه من مناسبات الآيات والسور ما يبهر العقول،


(1) وهذا على المعنى الذي استقر عليه مصطلح المناسبة، وما يعرف به الآن.
(2) 10/ 1.
(3) الكواكب الدرية 465/ 2

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير