ـ[محمد العسكري]ــــــــ[28 Aug 2009, 02:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
و بعد،
اخوتي الأفاضل، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما هكذا يحسن بالمسلم رد الكلام ..
فإن السؤال له جواب .. و جواب المسلم بالحسنى .. و قد قيل إذا قلنا لكم شيئا فاسألونا الدليل .. و هو راجع لتحدي الله تعالى في كتابه: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ..
و حقيقة لم أشأ التدخل في البداية في هذا الموضوع .. حتى رأيت من الإخوة حيادا عما ينبغي أن يكون ..
و إليكم بعض الملاحظات،
سابدا مع الأخ الحبيب أبو عبيدة الهاني، هنأنا و هنأه الله تعالى و رزقنا و رزقه الخير و ملأ قلوبا و إياه إيمانا يبلغ اليقين، يقول الأخ أبو عبيدة
فالأول عرفناه من خلال مقالته فلماذا ألحقت له التونسي أم هو تعريض بأهلها ..
لقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الظن بأخيك المسلم .. لذلك سأحسن بك ظنا .. و سأدعوك للبعد عن مثل هذا لأني لا أظنه يصلح في شيء
لا أرى أن مثل كلامك جوابا .. و إن كان نصحا قبلناه غير أن للنصح أساليبه و براعة لفظ .. فأنت تطلق حكما لا نعلم صحته من خطئه .. و لم تقدم دليلا .. و حتى ان افترضنا أن كلامك صحيح و أن هذا الكلام مجرد تقية .. أفلا يجب أن تقام الحجة عليه أولا ..
أما أنت أخي العسكري فقد قلت قولا عظيما، لا أراه يستند إلى منطق .. و ربما و الحال أنك أمضيت عمرك بين الكتب تعلم أساليب المنطق جيدا، و أورد من كلامك مثلا قولك
و أنا أقول لك كيف تقول أن الفاتحة لا تثنى و قد روى سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) وفي رواية: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي).
فإن كانت نصفين قبلت أن تثنى أليس كذلك
ثم قولك
فظاهر الأية يقول أن أم الكتاب آيات و ليس سورا .. و مفهوم السورة معلوم في القرآن كمفهوم الآية فافهم ترشد ..
ثم قولك أن الكتاب يحوي القرآن و القرآن لا يحتوي الكتاب فيه خلل .. لقوله تعالى:
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
و هنا سأسألك هل الآيات داخلة في الكتاب أم لا؟
و لعلك ستضطرب .. و لن تجد جوابا
و أنا أعطيك الجواب فافهم ترشد
أولا: هي منة من الله هذا الذي هدينا إليه .. و استجابة لدعوة سيدنا ابراهيم و سيدنا اسماعيل عليهما السلام من الله.
فكان الرسول من أنفسهم
يتلوا عليهم الآيات حتى إذا زكوا علمهم ما في الكتاب
فحصول التزكية بمنة الله تعالى لا تستوجب علم الكتاب كله ..
و أنت تر كيف آمن سيدنا عمر من آيات سورة طه .. و كيف أسلم علماء و عباد بعد سماعهم لآية أو آيتين ..
و حصول التزكية يستوجب الإيمان بكل الكتاب لا ببعض الآيات التي بها حصلت و يبينه قوله تعالى:
هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
فإذا آمن المرء بالكتاب سعى إلى علم ما فيه ..
فإذا تعلم مافيه حصل بذلك على الحكمة .. و الله تعالى أعلم.
و لعلك تنظر في قوله تعالى:
طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ
و قوله تعالى:
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ
و يعضدنا في هذا النهج أيضا قوله تعالى:
¥