تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Aug 2009, 06:06 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي العزيز أبا أسامة ..

وهذه الموضوع مثبت لإثراءه بالمشاركة من الجميع أمثالك، حتى نستفيد جميعا وتتحصل به الفوائد وتتلاقح الأفكار، تفاعلا مع كتاب الله الكريم في هذا الشهر الكريم.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Aug 2009, 06:09 م]ـ

الجزء السادس

في قوله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله ... ) ما هو متعلق هذه الأسباب؟

يجوز أن يكون متعلقها محذوفا لتذهب نفس السامع مذاهب الهول، وتقديره: فبسبب هذه الأمور فعلنا بهم ما فعلنا.

ويجوز أن يتعلق بـ (حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم) وما بينهما مستطردات.

ما مناسبة ذكر الاستقسام بالأزلام ضمن المحرمات من المأكولات؟

لا جرم أن هذا المعطوف من نوع المتعاطفات التي قبله، فالمراد به النهي عن أكل اللحم الذي يستقسمون عليه بالأزلام، وهو لحم جزور، يقسمونه على أجزاء، ويتقامرون على أجزائه، فأخبر بالنهي عن أكل هذا اللحم.

ومن الاستقسام بالأزلام ضرب آخر كانوا يفعلونه في الجاهلية، يتطلبون به به معرفة عاقبة فعل يريدون فعله: هل هي النجاح والنفع أم هي خيبة وضر. وإذا قد كان لفظ الاستقسام يشمله فالوجه أن يكون مرادا من النهي أيضا، على قاعدة استعمال المشترك في معنييه.

قوله تعالى: (وما علمتم من الجوارح مكلبين) ما فائدة ذكر هذا الوصف؟ وهل يشمل سباع الحيوان والطير؟

المكلَّب –بكسر اللام- هو معلم الكلاب، وفائدة ذكر هذا الوصف هو بيان نوع التعليم، وهو التأديب والتعويد على الصيد، وهو يشمل غير الكلاب من فهود وبزاة، وإنما اشتق هذا الاسم من الكلب جريا على الغالب في صيد الجوارح.

قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط) وفي سورة النساء: (كونوا قوامين بالقسط شهداء للناس) فما وجه اختلاف الترتيب؟

وجه ذلك أن الآية في سورة النساء وردت عقب آيات القضاء في الحقوق، فلذلك قدم فيها (كونوا قوامين بالقسط شهداء لله) فالقسط هو العدل في القضاء.

وأما الآية التي نحن بصددها فهي واردة بعد التذكير بميثاق الله.

وقد حصل من مجموع الآيتين: وجوب القيام بالعدل والشهادة به، ووجوب القيام لله والشهادة له.

قال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) وقال بعدها: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) فهل المراد التشنيع على النصارى بأن هذه هي أقوالهم جميعا، أم المراد أن هناك فرقة منهم تقول بالأول وفرقة أخرى تقول بالثاني؟

بل هما مقالتان مختلفتان قالت بكل واحدة طائفة من النصارى، وإن كان التثليث هو أصل في عقيدة النصارى كلهم ولكنهم مختلفون في كيفيته، لذا كان قوله تعالى في سورة النساء: (ولا تقولوا ثلاثة) من إعجاز القرآن لأنه مع إيجازه يجمع الرد على طوائف النصارى كلهم.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Aug 2009, 11:01 م]ـ

الجزء السابع 1/ 2

قال تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وأمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا) لماذا تكرر العطف ثلاث مرات بحرف (ثم)؟ وما الغرض من تغير صيغة العطف كل مرة؟

جملة {ثمّ اتَّقوا وآمنوا} تأكيد لفظي لجملة {إذا ما اتّقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} وقُرن بحرف (ثمّ) الدالّ على التراخي الرتبي ليكون إيماءً إلى الازدياد في التقوى وآثارِ الإيمان، كالتأكيد في قوله تعالى: {كلاّ سيعلمون ثمّ كلاّ سيعلمون} ولذلك لم يكرّر قوله: {وعملوا الصالحات} لأنّ عمل الصالحات مشمول للتقوى. وأمّا جملة {ثمّ اتّقوا وأحسنوا} فتفيد تأكيداً لفظياً لجملة {ثمّ اتّقوا} وتفيد الارتقاء في التقوى بدلالة حرف {ثمّ} على التراخي الرتبي. مع زيادة صفة الإحسان وهذا يتضمَّن الإيمان لا محالة فلذلك استغني عن إعادة {وآمنوا} هنا.

هل يمكن أن تدل الآية السابقة على نفي الجناح عن المؤمنين عموما فيما أكلوه إذا ما اتقوا؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير