تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وذلك أنّهم لمّا أعرضوا عن التدبّر في صدق الرسول -عليه الصلاة والسلام - فقد أضاعوا عن أنفسهم أنفع سبب للفوز في العاجل والآجل، فكان ذلك سبب أن لا يؤمنوا بالله والرسول واليوم الآخر. فعدم الإيمان مسبّب عن حرمانهم الانتفاع بأفضل نافع.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Aug 2009, 11:18 م]ـ

وفقكم الله يا شيخ محمد وبارك فيكم على هذه الفوائد الموفقة.

ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Aug 2009, 03:17 ص]ـ

الجزء السابع 1/ 2

قال تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وأمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا) لماذا تكرر العطف ثلاث مرات بحرف (ثم)؟ وما الغرض من تغير صيغة العطف كل مرة؟

جملة {ثمّ اتَّقوا وآمنوا} تأكيد لفظي لجملة {إذا ما اتّقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} وقُرن بحرف (ثمّ) الدالّ على التراخي الرتبي ليكون إيماءً إلى الازدياد في التقوى وآثارِ الإيمان، كالتأكيد في قوله تعالى: {كلاّ سيعلمون ثمّ كلاّ سيعلمون} ولذلك لم يكرّر قوله: {وعملوا الصالحات} لأنّ عمل الصالحات مشمول للتقوى. وأمّا جملة {ثمّ اتّقوا وأحسنوا} فتفيد تأكيداً لفظياً لجملة {ثمّ اتّقوا} وتفيد الارتقاء في التقوى بدلالة حرف {ثمّ} على التراخي الرتبي. مع زيادة صفة الإحسان وهذا يتضمَّن الإيمان لا محالة فلذلك استغني عن إعادة {وآمنوا} هنا.

.

أحسنت يا ابا إبراهيم , وكنت أتساءل عن فائدة تكرار لفظ (اتقوا) في الآية ثلاث مرات؟ وسألت فضيلة الشيخ الدكتور محمد ولد سيدي حبيب الجكني الشنقيطي عن ذلك في برنامج التفسير المباشر يوم الجمعة 7 رمضان 1430 , فأفاد بأنها للتأكيد ثم وقفت على كلام جميل للقرطبي حول ذلك:

قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية: قوله تعالى: (إذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين) فيه أربعة أقوال:

الأول: أنه ليس في ذكر التقوى تكرار , والمعنى: اتقوا شربها , وآمنوا بتحريمها , ومعنى الثاني: دام اتقاؤهم وإيمانهم , والثالث: على معنى الإحسان إلى الاتقاء.

الثاني: اتقوا قبل التحريم في غيرها من المحرمات , ثم اتقوا بعد تحريمها شربها , ثم اتقوا فيما بقي من أعمارهم , وأحسنوا العمل.

الثالث: اتقوا الشرك ,, وآمنوا بالله ورسوله , ومعنى الثاني: ثم اتقوا الكبائر , وازدادوا إيمانا , ومعنى الثالث: ثم اتقوا الصغائر , وأحسنوا أي: تنفلوا.

وقال محمد ابن جرير: الاتقاء الأول: هو الاتقاء بتلقي أمر الله بالقبول , والتصديق , والدينونة به , والعمل , والاتقاء الثاني: التقاء بالثبات على التصديق , والاتقاء بالإحسان , والتقرب بالنوافل.

انتهى كلام الامام القرطبي رحمه الله.

ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Aug 2009, 03:32 ص]ـ

ولكن هنا أشكل علي أمر، وهو:

كيف تدل الآية –بهذه القراءة- على أن الشاهدين الآخرين يجب أن يكونا من أولياء الميت الموصى لهم؟

أرجو أن يتكرم الإخوة المشايخ بإيضاح هذا الإشكال وحله لأنه أعياني كثيرا!

.

أخي الحبيب: هذه الآية أعيت العلماء من قبلك , فقد استفدنا من الشيخ الدكتور محمد ولد سيدي حبيب الجكني الشنقيطي في برنامج التفسير المباشر يوم الجمعة 7 رمضان 1430 أن هذه الآية أصعب آية في القرآن تفسيرا وإعرابا وتوجيها للقراءات , حتى إن الدكتور / عبد الرحمن الشهري قال له: (من أصعب الآيات) فقال له الشيخ: بل هي أصعب الآيات على الإطلاق.

ثم اطلعت على تفسير القرطبي فوجدته نقل عن الإمام مكي رحمه الله قوله: هذه الآيات الثلاث (106 - 107 - 108) عند أهل المعاني من أشكل ما في القرآن إعرابا ومعنًى وحُكماً.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Aug 2009, 06:14 م]ـ

وفقكم الله يا شيخ محمد وبارك فيكم على هذه الفوائد الموفقة.

جزاك الله خيرا أخي الحبيب

وأنت ممن تميز بالنكت العلمية، واللطائف القرآنية، فأرجو أن تتحفنا بما تحويه كناشتك هنا.

أحسنت يا ابا إبراهيم , وكنت أتساءل عن فائدة تكرار لفظ (اتقوا) في الآية ثلاث مرات؟ وسألت فضيلة الشيخ الدكتور محمد ولد سيدي حبيب الجكني الشنقيطي عن ذلك في برنامج التفسير المباشر يوم الجمعة 7

رمضان 1430 , فأفاد بأنها للتأكيد

ثم وقفت على كلام جميل للقرطبي حول ذلك ...

أحسنت وجزاك الله خيرا أخي أبا أسامة ..

وأنا في الحقيقة لا أتمكن من مشاهدة البرنامج ولذا تفوتني العديد من الفوائد، والعشم في أمثالكم لإتحافنا بالمفيد.

وأشكرك على ما تفضلت به من سوق كلام الإمام القرطبي، ويظهر أن أقوى هذه الاقوال هو الأول وإليه يعود قول الأمام الطبري الذي جاء آخرا.

وكلام ابن عاشور الذي سقتُه في المشاركة يعود إليه أيضا، لأن ذكر أن التأكيد لفظي، وأشار إلى المعاني الجديدة التي تفيدها كل جملة.

أخي الحبيب: هذه الآية أعيت العلماء من قبلك , فقد استفدنا من الشيخ الدكتور محمد ولد سيدي حبيب الجكني الشنقيطي في برنامج التفسير المباشر يوم الجمعة 7 رمضان 1430 أن هذه الآية أصعب آية في القرآن تفسيرا وإعرابا وتوجيها للقراءات , حتى إن الدكتور / عبد الرحمن الشهري قال له: (من أصعب الآيات) فقال له الشيخ: بل هي أصعب الآيات على الإطلاق.

ثم اطلعت على تفسير القرطبي فوجدته نقل عن الإمام مكي رحمه الله قوله: هذه الآيات الثلاث (106 - 107 - 108) عند أهل المعاني من أشكل ما في القرآن إعرابا ومعنًى وحُكماً.

نعم أخي هذا هو الواقع، وقد بقيت أمس لساعات أحاول الإجابة على السؤال بالتأمل فيما قاله المفسرون ولم أهتدِ إلى نتيجة.

والعلماء يصرحون بأن الإعراب على قراءة حفص هو الأقل إشكالا، وأنا إنما أشكل علي ما نصصت عليه في السؤال من حيث استنباط الحكم من الآية على هذه القراءة ..

والملتقى يزخر بالمتخصصين أمثالك ممن لديه القدرة بمشيئة الله على الجواب وإرشادنا إلى الصواب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير