وعليه فجملة {ومَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} من قول الله تعالى لرسوله تذييلاً لما قبله، أو هي من كلام أهل الجنّة، أي وما كان ربّنا غافلاً عن إعطاء ما وعدنا به.
ما المراد بقوله تعالى: (إن الساعة لآتية أكاد أخفيها) [طه: 15]؟
لما كانت الساعة مخفية الوقوع، أي مخفية الوقت، كان قوله (أكاد أُخفيها) غير واضح المقصود، فاختلفوا في تفسيره على وجوه كثيرة أمثلها ثلاثة:
فقيل: المراد إخفاء الحديث عنها، أي من شدّة إرادة إخفاء وقتها، أي يراد ترك ذكرها ولعلّ توجيه ذلك أنّ المكذبين بالساعة لم يزدهم تكرر ذكرها في القرآن إلا عناداً على إنكارها.
وقيل: وقعت {أكَادُ} زائدة هنا بمنزلة زيادة (كان) في بعض المواضع تأكيداً للإخفاء. والمقصود: أنا أخفيها فلا تأتي إلاّ بغتة.
وتأوّل أبو عليّ الفارسي معنى {أُخْفِيها} بمعنى (أظهرها)، وقال: همزة {أخفيها} للإزالة مثل همزة أعْجَم الكتابَ، وأشكى زيداً، أي أزيل خفاءَها. والخفاء: ثوب تلفّ فيه القِربة مستعار للستر.
فالمعنى: أكاد أظهرها، أي أظهر وقوعها، أي وقوعها قريب. وهذه الآية من غرائب استعمال (كاد)
قال تعالى: (ما أخلنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة قذناها ... ) [طه: 87] ما المقصود بالزينة؟ لماذا تحمل بنو إسرائيل؟
الزينة: الحلي والمصوغ. وقد كان بنو إسرائيل حين أزمعوا الخروج قد احتالوا على القبط فاستعار كلّ واحد من جاره القبطي حَلياً فضةً وذهباً وأثاثاً، كما في الإصحاح 12 من سفر الخروج.
والمعنى: أنهم خشُوا تلاشي تلك الزينة فارتأوا أن يصوغوها قطعة واحدة أو قطعتين ليتأتى لهم حفظها في موضع مأمون.
قال تعالى: (فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم ... ) [طه: 89] من قائل هذا الكلام؟ وما توجيه اختلاف الضمير في (فأخرج ... فقالوا ... )؟
ظاهر حال الفاء التفريعية أن يكون ما بعدها صادراً من قائل الكلام المفرّع عليه. والمعنى: فمثلَ قذْفِنا زينةَ القوم، أي في النّار، ألقى السامريّ شيئاً من زينة القوم فأخرج لهم عجلاً. والمقصود من هذا التشبيه التخلّصُ إلى قصة صوغ العجل الذي عبدوه.
وضميرا (فَأخرج لهم) وقوله: (فقالوا) عائدان إلى غير المتكلمين. علّق المتكلمون الإخرَاجَ والقولَ بالغائبين للدلالة على أن المتكلمين مع موسى لم يكونوا ممن اعتقد إلهية العجل ولكنهم صانعَوا دهماء القوم، فيكون هذا من حكاية قول القوم لموسى.
وعلى هذا درج جمهور المفسرين، فيكون من تمام المعذرة التي اعتذر بها المجيبون لموسى، ويكون ضمير (فأخرج لهم) التفاتاً قصد القائلون به التبرّي من أن يكون إخراج العجل لأجلهم، أي أخرجَه لمن رغِبوا في ذلك.
وجعل بعض المفسرين هذا الكلام كلّه من جانب الله، وهو اختيار أبي مسلم، فيكون اعتراضاً وإخباراً للرسول - صلى الله عليه وسلم - وللأمّة. والمعنى: فمثل ذلك القذف الذي قذفنا ما بأيدينا من زينة القوم ألقى السامريّ ما بيده من النّار ليَذوب ويصوغها فأخرج لهم من ذلك عجلاً جسداً.
قال تعالى: (فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس) [طه: 97] لم التعبير بـ (لا مساس)؟ وما المقصود به؟
إخبار بما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة، فجعل حَظه في حياته أن يقول لا مِساس، أي سلبه الله الأُنس الذي في طبع الإنسان فعوضه به هوساً ووسواساً وتوحشاً، فأصبح متباعداً عن مخالطة الناس، عائشاً وحده لا يترك أحداً يقترب منه، فإذا لقيه إنسان قال له: لا مساس، يخشى أن يمسه، أي لا تمسني ولا أمسك، أو أراد لا اقتراب مني، فكان يقول ذلك، وهذه حالة فظيعة أصبح بها سخرية.
ما مناسبة ذكر قصة آدم في قوله تعالى: (ولقد عهدنا على آدم من قبل فنسي ... ) [طه: 115] لما قبلها من الآيات؟
الكلام في هذه الآية معطوف على جملة (كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق) [طه: 99]. والمقصود بها التنظير بين القصتين في التفريط في العهد، لأن في القصة الأولى تفريط بني إسرائيل في عهد الله، كما قال فيها (ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً أفطال عليكم العهد) [طه: 86]، وفي قصة آدم تفريط في العهد أيضاً. وفي كون ذلك من عمل الشيطان كما قال في القصة الأولى
(وكذلك سولت لي نفسي) [طه: 96] وقال في هذه (فوسوس إليه الشيطان) [طه: 120] وفي أن في القصتين نسياناً لما يجب الحفاظ عليه وتذكره فقال في القصة الأولى (فَنَسِيَ) [طه: 16] وقال في هذه القصة (فنسي ولم نجد له عزماً).
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[10 Sep 2009, 04:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذه الكنَّاشة الرمضانية
التي تدعوا إلى التدبر
.................................................. .............................................
عندي تدبر للآية ((وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)) 79 الإسراء
وهو أن من أراد المنازل العالية في الجنة والمقام الآمن يوم القيامة فعليه بقيام الليل
وذلك أن الله أمر بقيام الليل حتى يبعثه الله مقاماً محموداً
.................................................. ..............................................
ارجوا من الإخوة إبداء الرأي في هذا التدبر
¥