تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(3). مبدأ “وكذلك أنزلناه حكما عربيا” ـ[2] (الرعد:37). "حكماً عربياً" أي أنّ نظم القرآن و سياقه يتطابق مع قوانين الصرف والنحو للغة العرب! فمثلاً: " و ما خلقت الجنّ و الإنس إلاّ ليعبد ون" (56:الذاريات)، "تلك الرسل" (253:البقرة)، "لعل الساعة قريب" (17:الشورى)! فبالنسبة لـ "يعبدون"، أين ضمير المتحدُّ ث، و هو الـ "ي"؟ الجواب هو: الـ "ن" في "يعبدون" تسمى نون الوقاية أو العماد، حيث لا يُستَغنى عنها، ووجودها يعني حذ ف الـ "ي" كضمير للمتكلّم! أمّا "تلك الرسل" فكلمة "تلك" هي إشارة للمؤنث، وكلمة "الرسل" مذكّر، فكيف بكلمة "تلك" يشار بها إلى المذكّر؟ الجواب: نعم، لأنّ كلمة "الرسل" هي جمع تكسير، فيشار للرسل بـ "تلك"! أمّا بالنسبة لـ "لعل الساعة قريب" بدلاً من "لعل الساعة قريبة" ذلك لأنّ المرمى المقصود هو: البعث أو وقت الساعة أو وقوع الساعة! و كل من البعث و الوقت و الوقوع مذكّر! و لمعرفة كل ما ذكر في هذا الصد د ينبغي الرجوع إلى كتب إعراب القرآن و أمثاله، كـ "الدّ ر المصون" لـ الحلبي!

(4). مبدأ المعنى الشرعي للكلمة، فمثلا:الصلاة لغة تعني الدعاء أما شرعاً فهي الاغتسال أوالوضوء والدخول فيها بتكبيرة الإحرام والخروج منها بـ “السلام عليكم ورحمة الله”. و طبعاً لا بد من الرجوع إلى جمع من التفاسير المعتمدة، كل يفسِّر من وجهة معينة، و لا ضير، إذ كل يفسّر بقدر ما آتاه الله من الفهم و العلم و قوة الإستنباط والبيان! و القرآن معين لا ينضب، يمد الكل غدقاً!

(5). أمّا الفروع الثلاثة، التي لا تنفك عن تلك المبادىء، حيث هي نتائج طبيعية و منطقية لها، فهي الآتي:

(5 - أ) أكلنزة الكلمة. اللغة العربية بطبيعتها بنائية منطقية، أي أنّك في الأغلب تبني الكلمة و مشتقاتها على أساس منطقي، على خلاف اللغة الإنكلينزية، التى في غالبها صمّاء، أي بلا جذ ور قابلة للتصريف و اشتقاق الفعل المناسب و الإسم المطلوب! ففي الإنكلينزية من الصعب إيجاد إسم الفاعل و من الأصعب جداً إيجاد إسم المفعول! أمّا في العربية فيسهل إشتقاق إسم المفعول به والمفعول فيه و المفعول معه و المفعول لأجله و قس على ذلك! كذلك فإن اللغة العربية غنية جداً بالمفردات الدقيقة، التي تصور المقصود بدقة متناهية، خصوصاً بالنسبة لمفردات القرآن، التي غير اللّبيب يرى بعضها من المترادف و ليس الإمر كذلك! فعند الترجمة، كثيراً ما يواجه المترجم صعوبة، إن لم تكن إستحالة إيجاد المفردة المنا سبة في الإنكلينزية لما يقابلها في العربية! ففي حلة الإستحالة لا بد من أكلنزة الكلمة، إي أن تكتَب الكلمة العربية بالأحرف الإنكلينزية معكوفة و بين قوسين يشرح المقصود! مثلاً كلمة "بعل"! لا توجد في الإنكلينزية كلمة مقابلة! فإذا أردت أن تترجم: "هذا بعلي"! تقول:

This (is) my ba’al (master/owner/husband)[3]

وكلمة " is" غير موجودة في النص القرآني، فمن أين جئنا بها؟ جئنا بها لأنّ الصيغة السّويّة للجملة بالإنكلينزية لا تستقيم إلاّ بها! و عليه فكلمة " is" وضعت بين قوسين و بأحرف معكوفة لتبيا ن أنّ كلّ ما بين قوسين هو ليس من النص القرآني، و لكن اقتضته سلامة النّص في اللغة الإنكلينزية فحسب!

(5ـ ب) تذكير و تأنيث الكلمة! في العربية كل كلمة إمّا مذكّر أو مؤنث! أمّا في الإنكلينزية فالكلمة حيادية، أي لا مذكّر و لا مؤنث، إلاّ ما ند ر بالنسبة لحفنة من الضمائر! فلتذكير و تأنيث الكلمة في الإنكلينزية كي تحاكي مقابلها في العربية لا بد من ترميز الكلمة الإنكلينزية! مثلا: الشجرة= tree w، و القلم= pen x. فكل كلمة إنكلينزية عليها رمز " w" تكون لتأنيث الكلمة المعنية، و تذكير الكلمة يتم برمز " x" عليها!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير