لا تكفي ولا تلائم المخاطب الغربي أبدا
بل ربما تلائم المسلم الأسيوي طالب العلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2009, 09:55 م]ـ
ما يزال الموضوع بحاجة إلى مزيد نقاش ومدارسة بين المعنيين بالأمر من الباحثين.
وفي المرفقات مختصر لورقة عمل بعنوان (لمحات حول الترجمة الدينية) للباحثة إيمان علي لاغا.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[13 Nov 2009, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
الإخوة الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت بعضا مما كتب في هذا الموضوع، والذي أؤمن به أن القرآن الكريم، كلام الله سبحانه وتعالى لا يمكن ترجمته إلى أي لغة أخرى لمن أدرك أسرار الألفاظ القرآنية، وشيئا من أسرار القرآن الكريم، فالكل يعلم يقينا بأن القرآن الكريم لم ترد فيه لفظة إلا لمعنى ودلاله، منه ما يدركه عامّة الناس ومنه ما يعلمه الراسخون في العلم؛
ومن أمعن النظر في سورة الفاتحة يجدها تخلو من سبعة أحرف وهي الفاء والجيم والشين والثاء الظاء والخاء والزاي، فكيف سيترجم ذلك إلى اللغات الأخرى، وكيف سيترجم احتواء بعض الآيات لجميع حروف المعجم ((وهذا الأمر في نظري لم يرد في القرآن عبثا))، وهناك أمور في تصوير مخارج الحروف للمعاني القرآنية ما لا يمكن أن تدرك في أي لغة من اللغات الأخرى، حتى في نفس اللغة العربية. فكل لفظ من ألفاظ القرآن الكريم معجز بذاته في موضعه من الآية الكريمة التي ذكر فيها، وهناك الكثير من الأمثلة التي لا يتسع المقال لذكرها هنا.
ثم إن أراد الأستاذ الفاضل ترجمة نص القرآن الكريم كيف سيترجم الآيات الكريمة الآتية نصا؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:6)
ليس شرطا فيمن يذهب إلى الصلاة أن يكون جالسا ليقوم، ثم المجيء من الغائط معناء القدوم من المكان المنخفض، والتعبير بالملامسة فيه أدب جم والمقصود ليس ظاهر الملامسة ...
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (البقرة:187)
التعبير بالرفث فيه أدب لا تحويه المعاني الأخرى، وما هو الفارق في اللغة الإنجليزية بين الرفث والملامسة و ... ، ثم باشروهن كيف ستترجم حرفيا، والخيط لأبيض والخيط الأسود من الفجر؟؟؟ وهل للفجر خيوط .. وإتمام الصيام لليل هل المقصود به وقت محدد أم الليل مطلقا؟؟؟ تلك حدود الله، الحد لغة الطرف فهل هو المقصود وكيف سيترجم.
(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (الفرقان:7)
هل الاعتراض على أكل الطعام؟؟ أم أن الاعتراض على خروجه؟؟؟ وكيف سيترجم ذلك؟
(وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) (الاسراء:29)
هل النهي عن حركة اليد إلى العنق وبسطها؟؟؟ وكيف سيترجم ذلك حرفيا؟؟؟
وحينما راجعت -وفق فهمي المتواضع للغة الإنجليزية- الرابط السابق لترجمة الحديث الشريف: نضر الله ...
وجدت أن المترجم استخدم العبارة Brightened Allah a [he-] human
وفق ترتيب الكلام في اللغة العربية نفسها.
وإذا اردنا أن نعيد هذه الترجمة إلى اللغة العربية نجد المعنى الآتي:
الله المُبهَج a [ هو] إنسان، وهذا أمر مخالف كل المخالفة للمعنى العربي. فترتيب الكلام في اللغة الإنجليزية ليس على نحو ترتيب الكلام في اللغة العربية، فيحنما نقول برايتند ألله، يكون وصف برايتند لله، وهذا غير صحيح.
ثم لفظة برايتند هي للتنوير أقرب منها للنضرة، والنضرة تحمل معنى الجمال والشباب أكثر منها الإنارة أو غيرها ...
وهذا الموضوع بعامة أقصد الترجمة الحرفية للقرآن الكريم ليس جديدا بل ألفت فيه العديد من المؤلفات التي تقضي بأن الترجمة الحرفية ممتنعة.
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
¥