وهذه الفتنة أوجس منها خيفة أمير المؤمنين " عثمان بن عفان " رضي الله عنه، فأمر بحرق جميع المصاحف الفردية، وجمع الأمة على مصحف واحد، هو المصحف العثماني، وأقرّه الصحابة فلم ينكر عليه أحد.
5 ـ إن الأمة الإسلامية قد أجمعت على عدم جواز رواية القرآن بالمعنى، وترجمة القرآن تساوي روايته بالمعنى، ولا فرق بينهما إلا في القشرة اللفظية، فالرواية بالمعنى لغتها لغة الأصل، وهذه الترجمة لغتها غير لغة الأصل، وإذا كانت رواية القرآن بالمعنى غير جائزة إجماعاً، فهذه الترجمة ممنوعة أيضاً قياساً على هذا المجمع عليه.
6 ـ الناس جميعاً على اختلاف أجناسهم وشرائعهم، مسلمين وغير مسلمين، أجمعوا على أن الأعلام لا يمكن ترجمتها، سواء كانت موضوعة لأشخاص من بني آدم أم لأفراد من الحيوان، أم لبلاد وأقاليم، أم لكتب ومؤلفات، فالعلَم أثناء الترجمة ثابت لا يتغيّر، متمتعاً بحصانته العلمية، لا ترزؤه الترجمة شيئاً، وما ذاك إلا لأن واضعي هذه الأعلام قصدوا ألفاظها بذاتها، واختاروها دون سواها للدلالة على مسمياتها.
وفي القرآن الكريم كثير من ذلك، فمنها أسماء السور، وأسماء الأنبياء، وأسماء الأماكن.
7 ـ حلول هذه الترجمات بين المسلمين، يذهب بمقوّم كبير من مقوّمات الأمة، كأمة عزيزة الجانب قوية المنعة.
ولذلك يقول المستشرق " ريسلر ":
(ولما كانت روعة القرآن في أسلوبه، فقد كُتب ليُقرأ ويُتلى بصوت عال، ولا تستطيع أية ترجمة أن تعبر عن فروقه الدقيقة المشبعة بالحساسية الشرقية، ويجب أن نقرأه في لغته التي كتب بها، لنتمكن من تذوّق جمله وقوته وسمو صياغته، ويخلق نثره الموسيقي المسجوع، سحراً مؤثراً في النفس، حيث تزخر الأفكار قوة، وتتوهج الصور نضارة، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن سلطانه السحري، وسموه الروحي، يسهمان في إشعارنا بأن محمداً صلى الله عليه وسلم كان ملهماً بجلال الله وعظمته) (أنظر: الحضارة العربية، ريسلر: 13.
ويقول " جيب ":
(لا شك أن تأويل كلمات القرآن إلى لغة أخرى لا يمكن إلا أن يشوهها ويحول الذهب إلى فخّار) (أنظر: الاتجاهات الحديثة في الإسلام، تعريب جماعة من الأساتذة الجامعيين: 30.
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[13 Nov 2009, 08:44 م]ـ
إلى الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة أن الترجمة النصية أمر يكاد أن يستحال لعدة أسباب منها أن اللغات الأخرى لا تبلغ مقام العربية في البلاغة والمعاني والتشبيهات وغيرها ومنها عدم وجود الكفاءات العلمية بحيث أن الشخص الذي يجيد العربية شعوراً ومعنى لا يجيد اللغة الأخرى إلا معنى فقط فيقتصر على تعابير معينة
وأنا ولله الحمد والمنة أجيد لغات عدة وأعلم أن الترجمة النصية مستحيلة إلى حد ما لعدم وجود ألفاظ تساوي الألفاظ العربية فمثلاً اللغة الفارسية هي من أبلغ اللغات بعد العربية ومع هذا لا نجد لبعض الألفاظ في القرآن ما نترجم به بالفارسية فنأخذ بالأقرب وبما ما يدل على المقصود أو المعنى ....
وفي الحقيقة هذا الموضوع يحتاج إلى بحث عن حل له ونقاش لما له من أهمية ولما ترتب على عدم الإهتمام به من اختلافات بين علماء المذاهب الأربعة والشعوب أقصد في بلاد العجم على حد علمي فمثلاً أحدهم ترجم كلمة يقصد بها معنى معين لكن نفس الكلمة تحتمل معنى آخر فيأتي آخر من طلبة العلم ويفهمها بالمعنى الثاني فيردّ على هذا المترجم وربما المعنى الآخر يخالف مقصد القرآن وهكذا حصلت إختلافات شنيعة إلى حد أن البعض منهم كفر الآخر مما جعل الشعوب تحتار أمام كثرة الآراء والتعابير على مقصود واحد
والله أنني عندما رأيت هذا النقاش سرني كثيراً وأسأل الله أن يوفقنا إلى خير ولكل مجتهد نصيب والله لا يضيع أجر المحسنين
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[13 Nov 2009, 10:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد
فشكر الله للإخوة المشاركين على هذا الموضوع (الترجمة النصية) , وحتى يكون النقاش علميا ومفيدا, أود أن أشير إلى نقاط تكون منطلقا لهذا الموضوع وهي كالتالي:
أولا: ماذا يقصد الدكتور المبارك - ومن يرى برأيه - بمصطلح الترجمة النصية؟
ثانيا: وما الفرق بين الترجمة النصية والحرفية؟
ثالثا: ومن سيقوم بالترجمة النصية التي يراها فضيلة الدكتور؟ وعلى أي شيء سيعتمدون في الترجمة؟
رابعا: ما المرجع الذي يتحاكمون إليه عند الاختلاف في الترجمة؟
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Nov 2009, 01:30 ص]ـ
هذا مثال من ترجمة (ادوارد مونتيه) للقرآن الكريم الى اللغة الفرنسية، نسوقه لبيان استحالة ترجمة النص الكريم ترجمة وافية ودقيقة
فمثلا الآية الأولى من سورة الانشراح: " ألم نشرح لك صدرك " يترجمها الى الفرنسية هكذا:
? N،avans nous pas ouvert ta poitrine
وترجمتها الحرفية: ألم نفتح لك قفصك الصدرى؟!
وهذا لأن معنى الأنشراح لا مقابل له فى الفرنسية
وهذا غيض من فيض، والا فالأمثلة كثيرة على قصور الترجمة وعجزها عن الوفاء بمعنى اللفظ فى العربية
¥