تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[12 Sep 2009, 02:48 م]ـ

بارك الله فيك أخي المصري وشكر لك ...

ذلك أن البيان القرآنى المعجز - وقد يكون هذا سر اعجازه - لا يقتصر على معنى واحد قطعى الدلالة رافضا ما عداه من معانى تجود بها القرائح على مر العصور، وانما هو يختزن من المعانى ما يناسب كل العصور وما يتفق مع تقدم المعارف والعلوم بحيث يفهم منه أهل كل عصر ما يتناسب مع مبلغهم من العلم، وبذلك يدرك اللاحقون من معانيه ما لم يدركه السابقون جريا مع سنة التطور والتقدم العلمى

وعلى ذلك فلا تناقض فى أن نفهم الآية الكريمة المذكورة فهما عصريا طالما أنه لا يتعارض مع فهم الرعيل الأول من السلف الصالح تعارضا جذريا

فالبيان القرآنى المعجز له ايحاءاته التى لا ينضب معينها والتى يأخذ منها أهل كل عصر على قدر مبلغهم من العلم وحظهم من المعرفة

تلك هى خلاصة المسألة، وكلاكما على حق وصواب اذا لم يزعم كل منكما أن الحق معه وحده

وفقكما الله الى ما يحبه ويرضاه

والله هو الهادى الى سواء السبيل

من آيات القرآن ما هو قطعي الدلالة، ومنها ما هو ظني، أو من آيات القرآن ما هو من المحكم، ومنها ما هو من المتشابه، وفهمنا للقرآن للقرآن الكريم لا بد أن يكون بحسب معهود العرب الأولين أهل اللغة، فإنما نزل بلسانهم، سواء في ذلك محكمه ومتشابهه.

ولست أرفض تفاسير المحدثين إن كان لها شاهد من معهود العرب الأولين.

على كل حال لعلني أضيف الجزء الثاني من المبحث، فإن فيه مزيد تفصيل ...

وبارك الله فيك أخي الكريم ...

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[12 Sep 2009, 03:14 م]ـ

بارك الله فيك أخي:

شكرا لك أستاذنا الفاضل بكراً

لا نقول إن ذلك هو وجه الشبه، بل وجهه هو ضيق صدر من يرتفع عن الأرض شيئاً فشيئاً، وقد أدرك المخاطبون حينَها ما كان في زمانهم من ذلك، وكان يسيرا، ً، وأدركنا نحن الآن منه ما كان أكثر، ومع التفاوت فنحن وهم متفقون في إدراك مطلق حقيقة وجه الشبه، التي تصدق بأقل ما تطلق عليه.

والسلام عليكم ورحمة الله

إذا كان مطلق الشبه مدركاً، فلم تزد الآية على هذا ...

إذا كان العرب الأولون يدركون ضيق صدر من يرتفع عن الأرض، فهذا حسبنا، وليس في الآية ما يزيد على هذا. أما أن هذا الضيق يحص بسبب قلة الأكسجين أو غيره، فهذا أمر لم تعرض له الآية من قريب أو بعيد.

الله سبحانه وتعالى يبين أنه إذا أراد إضلال عبد جعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء، فإذا كان يعرفون أن من يصعد في السماء يضيق صدره، فأين الإعجاز العلمي في ذلك؟

ما فعله العلماء التجريبيون هو تفسير ظاهرة ضيق الصدر التي كانت مدركة لهم، وأن هذا كان بسبب قلة الأكسجين، أما مطلق الظاهرة فكان مدركاً، هذا على تسليم هذا الوجه من التفسير.

مثال ذلك أنك إن قلت في وصف رجل سريع، هو كالسيارة، فليس يلزم أن تكون عالماً بالأسباب التي كانت بها السيارة سريعة (المحرك، والجير، ومحور الدفع الخلفي ... إلخ)، بل يكفيك إحساسك بأن هذه الآلة سريعة، وأدراكك لذلك يكفيك في التشبيه، وإذا ذهبت تشرح آلية عمل السيارة، وكيف يكون انتقال الحركة فيها، فقد حملت الكلام ما لا يحتمل، وما لا طاقة له به.

وكذلك الأمر في التصعد في السماء، إذا كان الأولون يعرفون أن الصعود في السماء يضيق الصدر ويسبب الحرج فهذا كاف في التشبيه، وليس في الآية ما يزيد على هذا، أما السبب الكامن وراء ضيق الصدر كلما صعدت في السماء فليس في الآية إشارة إليه من قريب ولا بعيد حتى نزعم أن الآية دلت عليه، وهو تحميل لكتاب الله ما لا يحتمل، وهذه دقيقة شريفة في الاعتراض على أرباب الإعجاز العلمي.

وأرى أن المهتمين بالإعجاز العلمي - من أهل التحري والبحث - لا يقولون بذلك، وإنما يرون أن مكمن الإعجاز أن تكون الآية ظاهرة في معناها الأساسي الشرعي بكل بلاغة ووضوح، وهي مع ذلك تحمل إشارة لا تناقض ذلك المعنى سيكتشفها أقوام آخرون متأخرون فيزدادوا إيمانا مع إيمانهم.

أرى والله أعلم أن الحق خلاف هذا ...

إذا كان ضيق الصدر عند الصعود في السماء معهوداً لدى العرب الأولين، فليس عند العلماء التجريبيين إلا تفسير هذه الظاهرة، وتفسير الظاهرة بأنه عائد إلى نقصان الأكسجين في طبقات الجو العليا، أمر لم تعرض له الآية، بل اكتفت بوصف الظاهرة على ما هي عليه دون تفاصيل.

وإذا لم يكن هذا المعنى معهوداً للعرب الأولين، وحملنا الآية عليه، لزم من هذا أن القرآن خاطبهم بما لا يعرفون، وفي هذا خروج على أصول البلاغة وحسن الإفهام كماس سبق بيانه في أصول التشبيه، تعالى الله عن ذلك.

وشكر الله لك أخي الكريم ...

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Sep 2009, 03:57 م]ـ

الأخ الكريم بكر،

1. واضح في الآية الكريمة أن التشبيه يقصد به بيان ضيق الصدر. وواضح أن الآية تُصرّح بأن من يصعد في السماء يضيق صدره.

2. إذا صح أن يشبه الناس على ضوء صورة وهمية قد لا تطابق الواقع فإن ذلك لا يصح في حق العليم الخبير. ومن هنا ننتقل من الوهم إلى الحقيقة.

3. الصعود في الجبل شيء والتصعّد في السماء شيء آخر، وكان الأولى عندها أن يقال كأنما يصعد في جبل.

4. لم يسبق للبشر أن صعدوا في السماء في حدود علمنا، ومن هنا لا مجال لمعرفة ذلك إلا عن طريق علوم كونية لم تكن متيسرة للبشر إلا حديثاً.

5. ليس كل تشبيه يفهمه كل واحد، ولو كان ذلك شرطاً لما صح أن نشبّه إلا بما كان متصوراً ومعلوماً لكل البشر دون استثناء. ومن هنا لا يصح أن تنقضي الدنيا قبل أن يفهم البشر حقيقة هذا التشبيه. فوجود من يفهم التشبيه ويتصوره يكفي للإجابة على اعتراضك. وإلا قل لي: هل كل البشر قديماً يعرفون الأسد وشجاعته أو الجمل وصبره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير