تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذا عرفنا أن عماد الأمر التمثيل للتكليف بما لا يطاق، وأن مثل الكافر في نبو قلبه عن الإسلام كمثل من يطلب إليه الصعود في السماء، وأن هذا الأمر كان من التكليف بما لا يطاق عند العرب الأولين، فليس يضيرنا أن يكون الصعود إلى السماء سهلاُ ويسيراً في زماننا هذا. فالعبرة بالأمثال وباللغات بمعهود أصحابها، والأصل أن تفهم القرآن على معهود العرب الأولين، لا على معهودك الآن ....

أنت تعطى مثالا أخر للتمسك بالأقوال غير المقنعة فيؤدى إلى أقوال عجيبة غريبة مثل قولك هذا.

أنا أفهم القرآن لأنه لسان عربي مبين واضح وقول المفسر هو الذي يحتاج إلى بيان، فقول المفسر إذا عرضناه على منطوق الآية نجده يبهم الواضح.

الله تعالى شبه ضيق صدر الكافر وحرجه بضيق صدر المصعد وحرجه ثم يأتي المفسر ليقول المتكلف الصعود!!!!!

إما أن يكون وجه التشبيه معلوماً أم مجهولاً ...

فإن كان معلوماً فهو بمعنى التكليف بما لا يطاق كما فهمه العرب الأولون، وإن كان وجه الشبه مجهولاً لهم، ولم يتبين إلا في زماننا هذا، فمعناه أن الله سبحانه وتعالى خاطب العرب بما لا يعهدون، وجاءهم بما لا عهد لهم به. وهذا ما ننزه منصب الشارع سبحانه وتعالى عنه، إذ مثل القرآن في هذا كما لو قلت لصاحبك فلان كالأغشية اللمفاوية، في الدلالة على ميوعته، وهو لا يعرف الأغشية اللمفاوية، ولا تركيب الجسم، ولا شيء من هذا ...

فهل يستقيم هذا التشبيه؟

وبارك الله فيك ...

يا رجل القرآن واضح المشبه هو ضيق وحرج صدر الكافر، والكافر نعرفه من هو، والمشبه به ضيق وحرج صدر المصعد إلى السماء، والعرب لم تكن تعرف المصعد إلى السماء وماذا يحدث له إلا عن طريق الإيمان بأن هذا النص من عند الله ويجب الإيمان والتصديق به، إلا ما ذكرت لك من الصورة التي كان يمكن أن يدركه العرب صور التصعد في السماء.

أما اليوم فالبشرية جميعها عرفت صورة التصعد في السماء على الحقيقة فأي ضير أن يجعل الله في كتابه من الأسرار ما يدعو الناس إلى التصديق بأنه من عند الله تعالى.

عجبا لكم يا منكري الإعجاز العلمي ......... هل لأنكم سبقتم إلى ما لم يكتب الله أن يظهر على أيديكم فأنكرتموه؟

أم هو حب المخالفة فقط؟

أم هو العجز عن إدراك الحقائق مع وضوحها ووضوح براهينها؟

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[14 Sep 2009, 12:58 م]ـ

الأخ الكريم الحجازي:

باختصار شديد، وبعيداً عن المطولات ...

إذا حملت الآية على معنى ضيق الصدر عند التصعد في السماء بسبب نقصان الأكسجين، فهذا أمر لم تعهده العرب، ولم تعرفه، وبهذا يفقد التشبيه غرضه البلاغي، ويكون الكلام من باب الألغاز والأحاجي، مع أن الغرض البلاغي من التشبيه إنما هو تقريب المعنى إلى السامع وتثبيته في نفسه. هذا من بديهيات علم البلاغة التي لا يسوغ منك تجاهلها.

وإن كانت العرب تعرف معنى معيناً للتصعد في السماء "أياً كان هذا المعنى"، فهذا ما ينبغي أن نحمل الآية عليه، لا على غيره، لأن القرآن نزل بلسانهم، وعلى معهودهم في الألفاظ والتراكيب.

وأما أننا سُبقنا إلى ما لم يكتب الله أن يظهر على أيدينا فأنكرناه، فاعلم أن أصحاب التفسيرات الباطنية، وغلاة الصوفية، قد سبقوا إلى أشياء باطلة في التفسير لم يفطن إليها من قبلهم ولا من بعدهم، والحمد لله أننا ننكرها لفسادها وتهافتها.

وكذلك الأمر هنا، العبرة بالحق لا بالسبق ...

فتنبه بارك الله فيك، وتأمل وجه الاعتراض على أرباب الإعجاز التجريبي في تفسير هذه الآية.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Sep 2009, 11:39 م]ـ

الأخ الكريم الحجازي:

باختصار شديد، وبعيداً عن المطولات ...

إذا حملت الآية على معنى ضيق الصدر عند التصعد في السماء بسبب نقصان الأكسجين، فهذا أمر لم تعهده العرب، ولم تعرفه، وبهذا يفقد التشبيه غرضه البلاغي، ويكون الكلام من باب الألغاز والأحاجي، مع أن الغرض البلاغي من التشبيه إنما هو تقريب المعنى إلى السامع وتثبيته في نفسه. هذا من بديهيات علم البلاغة التي لا يسوغ منك تجاهلها.

وإن كانت العرب تعرف معنى معيناً للتصعد في السماء "أياً كان هذا المعنى"، فهذا ما ينبغي أن نحمل الآية عليه، لا على غيره، لأن القرآن نزل بلسانهم، وعلى معهودهم في الألفاظ والتراكيب.

.

أخي الكريم أظن الآية واضحة وكلامي واضح وكلام العقلاء واضح

وأعيده وأكرره: الآية شبهت ضيق وحرج صدر الكافر بضيق وحرج صدر المصعد في السماء، وهذا معنى مفهوم ومعروف لكل أحد، فالأمر المشترك بين الكافر والمصعد في السماء هو ضيق الصدر وحرجه.

والنقاش هو حول: ما هي حقيقة التصعد في السماء؟ وهل كانت تعرفها العرب؟

هذا مالم تجب عليه أقوال المفسرين، ولا أظنك أنت ومن يقول بمثل قولك يستطيع أن يذكر لنا حقيقة المصعد إلى السماء ولماذا يضيق ويحرج صدره، إلا إذا رجعت للحقائق والسنن التي أودعها الله في الكون وكشف عنها العلم الحديث.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير