ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Sep 2009, 11:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ / حجازى الهوى
السلام عليكم ورحمة الله، وبعد
بالرغم من اننى أشارككم فى التوجه والرؤية، ولا أستبعد التفسير العلمى للآية محل النقاش وكما هو واضح من مداخلتى السابقة فى هذا الموضوع
أقول: بالرغم من هذا فاننى أخالفكم فى انكاركم على الأخ بكر فهمه للآية على غرار فهم قدامى المفسرين، وقولكم أنهم قد أخفقوا فى فهم مدلولها الحقيقى
والصواب فيما أرى أن فهمهم لها يلتقى مع أحد مستويات النص القرآنى، حيث تكون (السماء) فيه مرادا بها (الجبال) أو الأماكن شاهقة الارتفاع
ولعل خير برهان على صحة هذا المعنى أن الاستقراء البيانى لألفاظ القرآن الكريم يهدينا الى أن لفظ (السماء) لا يأتى دائما بمعناه الشائع المعروف، وانما قد يأتى أحيانا على معان مختلفة تماما
وقد يعجب كثير من الناس من أن لفظ (السماء) قد جاء فى القرآن ذات مرة بمعنى (سقف البيت)!!
نعم، هذا ما نجده فى قوله تعالى:
" من كان يظن أن لن ينصره الله فى الدنيا والآخرة فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ " 15 من سورة الحج
فهنا نجد أن معنى الآية كالتالى:
من كان - من الكفار - يظن أن الله لن ينصر رسوله فليمدد بحبل الى سقف بيته (ليصنع منه مشنقة) ثم ليشنق بها نفسه (بقطع ذلك الحبل) فلينظر: هل فعله ذاك يذهب بغيظه من نصر الله لرسوله؟!
بل وفى نفس السورة (الحج) نجد لفظ (السماء) قد أتى كذلك بمعنى (الجبل) الشاهق، وكان ذلك فى قوله تعالى:
" ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير، أو تهوى به الريح فى مكان سحيق " الآية 31
فالآية ترسم صورة أخرى من صور الانتحار بالقاء النفس من مكان شاهق وصفته بالسماء (والمراد به الجبل وما شابهه فى العلو)
وهذا يعضد ويؤيد فهم الأخ بكر ومن شايعه فى آية الأنعام: " كأنما يصعد فى السماء " بأن المراد بها كذلك: المكان المرتفع بحيث يكون المعنى المقصود من التصعد فى السماء هو: ارتقاء الجبال
فهذا الفهم لا غبار عليه، وهو يمثل كما ذكرت من قبل أحد مستويات النص القرآنى
أما الفهم العصرى لها والذى يتبناه مؤيدو الاعجاز العلمى فانه يمثل مستوى أخر من فهم النص، وهو كذلك لا غبار عليه طالما أنه لا يتعارض مع الفهم الأول وانما يزيده ثراءا فى المعنى دون أن يلغيه أو يستبدله وينسخه
وهذا هو ما كنت قد ذكرته اجمالا فى مداخلتى السابقة، وكنت أرجو به أن يزول ويرتفع الخلاف بينكما، ولهذا قلت فى ختام حديثى:
كلاكما على صواب اذا لم يزعم كل منكما أن الحق معه وحده
هدانا الله جميعا الى الحق باذنه
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[15 Sep 2009, 02:02 ص]ـ
الأخ الكريم العليمي،
عجبت كثيراً من قولك إن لفظة السماء يقصد بها أحياناً الجبل. بل هذا فهم من عجز عن إدراك المراد من القول.
الأخ الكريم بكر،
قال تعالى: "فلما رآها تهتز كأنها جان": فهل رأى الناس الجان يهتز؟ مع ملاحظة أن قول البعض أن الجان هنا نوع من الحيات لم نقتنع به. والذي نراه أن من مقاصد هذا التشبيه أن ندرك أن الجان يهتز بشدة، لأن موسى عليه السلام ولى مدبراً.
من قال إن العرب قد فهموا كل معاني القرآن الكريم. والذي نراه أن القرآن يخاطب البشرية في كل العصور إلى يوم القيامة، وأن معانيه ستتجلى حيناً بعد حين:" ثم إن علينا بيانه".
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Sep 2009, 04:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ / حجازى الهوى
السلام عليكم ورحمة الله، وبعد
بالرغم من اننى أشارككم فى التوجه والرؤية، ولا أستبعد التفسير العلمى للآية محل النقاش وكما هو واضح من مداخلتى السابقة فى هذا الموضوع
أقول: بالرغم من هذا فاننى أخالفكم فى انكاركم على الأخ بكر فهمه للآية على غرار فهم قدامى المفسرين، وقولكم أنهم قد أخفقوا فى فهم مدلولها الحقيقى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أنا لا أنكر أن المفسرين فهموا الآية، فالآية مفهومة المعنى للمفسرين ولمن سبق المفسرين، وهو كما ذكرت سابقاً وأعيده هنا: الآية شبهت ضيق صدر الكافر وحرجه بصدر وحرج المصعد في السماء، وصورة المصعد في السماء صورة ذهنية معقولة للعرب، لكن الخلافة في حقيقة التصعد في السماء ما هي؟ ما هي صورته؟
فالتصعد في السماء لا يساوي أبدا ولا يعني البته محاولة الصعود. هل سبق أن رأيتم أحدا يحاول أن يصعد في السماء دون وسيلة؟
لو رأينا رجل يقفز ويكرر القفز وسألناه ماذا تفعل؟ فيجيبنا أريد أن أصعد إلى السماء فماذا ترون يقول عنه الناس؟
يا أخي الكريم الأمر واضح ولا إشكال فيه ولله الحمد.
كثير من الذين هداهم الله كان سبب هدايتهم ما تكشف لهم من إعجاز هذا الكتاب فلا أدري لماذا تضيق صدور بعض الناس بمثل هذا؟
أنا معك أن هذا الباب، أي: باب الإعجاز العلمي يجب أن يكون بضوابط ومن أهل الاختصاص وليس كلاء مباح لكل أحد.
¥