تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1. أنا لا أنكر الحقائق التي يتوصل إليها العلم التجريبي، وما يصل إلينا من كشوف ومخترعات، بل إن هذه الكشوف والمخترعات في الطب والهندسة والزراعة والصناعة آية من آيات الله الدالة على أنه مسبب الأسباب، سبحانه.

2. نزاعنا ليس في أصل الحقائق التجريبية (العلمية) ولا في ثبوتها، بل في زعم القائلين بالإعجاز العلمي أن القرآن دل عليها، وأشار إليها على وجه لم يكن معهوداً للعرب الأولين حتى كشف عنها العلم الحديث في عصرنا هذا، فنحن لا ننكر الحقائق، بل ننكر أن تكون آيات القرآن دالة على هذه الحقائق التي يكشف عنها العلم الحديث على وجه لم يكن معهوداً للأولين، وفي جعلهم هذا السبق القرآني "المزعوم" وجهاً من وجوه الإعجاز.

3. القول بأن العرب الأولين لم يفهموا المقصود بآية التصعد في السماء، ولم يعرفوا مرماها قول بعيد عن التحقيق، بل إن أمهات كتب التفسير مبينة لمعناها، وقد جئت بأقوال المفسرين الأولين لهذه الآية، وهذا أمر توافقنا عليه والحمد لله.

4. بقي أمر واحد تفضلت بذكره في قولك:

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذا الفهم لا غبار عليه، وهو يمثل كما ذكرت من قبل أحد مستويات النص القرآنى

أما الفهم العصرى لها والذى يتبناه مؤيدو الاعجاز العلمى فانه يمثل مستوى أخر من فهم النص، وهو كذلك لا غبار عليه طالما أنه لا يتعارض مع الفهم الأول وانما يزيده ثراءا فى المعنى دون أن يلغيه أو يستبدله وينسخه

وقد أشار أخونا محمد الأمين في مشاركة له سابقة إلى هذا في قوله:

ومع ذلك فما قاله القدماء لا يخالف ما قاله أهل الإعجاز العلمي، وكلاهما تتحمله اللغة، وتقبله العادة، وما كان كذلك فلا وجه لإنكاره.

وكأنك يا أخي تقول، وكذلك الأخ محمد الأمين:

ما المانعُ من أن يكونَ العربُ قد فهموها على معروفِهم ومعهودِهم، أو فهموا منها ما قدروا على فهمِه، من أنها بمعنى التكليفِ بما لا يُطاقُ، أو بعدِ الكافرِ من الإسلامِ كبعدِ الأرضِ عن السماءِ، أو نُبُوِّ الكافر عن قبول الإسلام وضجره به حتى كأنه يتصعد في السماء، ثمَّ لمّا جاءَ العلمُ الحديثُ كشفَ لنا عن معنىً آخرَ في تفسيرِ هذه الآيةِ، والذي هو ضيقُ الصَّدرِ وحرجُه بسَبَبِ نقصانِ الأكسجينِ عند الصُّعودِ إلى طبقاتِ الجوِّ العُليا. وبالتالي يكونُ لدينا وجهانِ محتملانِ في تفسيرِ الآيةِ:

الوجهُ القديمُ الذي فَهِمَه العَرَبُ على معهودِهم.

والوجهُ الجديدُ الذي كَشَفَ عنه العلمُ الحديثُ.

وبهذا يكونُ العربُ قد فهموها على معهودِهم على ما يقتضيه فنُّ التشبيهِ من تقريبِ المعنى إلى السامعِ، وبما يجري على أصولِ البلاغةِ وحسنِ الإفهامِ ولا يُصادِمُها، ويكونُ لنا – بعد ذلك- أن نضيفَ إليها وجهاً جديداً كشفَ عنه العلمُ الحديثُ بما لا يخالفُ أصولَ البلاغةِ بعد أن أصبحَ نقصانُ الإكسجينِ عند الصعودِ في السماءِ معنىً معهوداً لنا في هذا العصرِ، وحقيقةً علميَّةً لا جدالَ فيها، وهذا الوجه الجديد تحتمله اللغة، وتقبله العادة.

هذا ما أفهمه من كلامك ومن كلام الأخ الأمين، وكنت قد وعدتُه بالجواب على هذا الاعتراض، إلا أنه ما زال عندي بحاجة إلى شيءٍ من ترتيب وتنسيق لم يسعفني فيه الوقت، وكثرة المشاغل.

ولكن أجبني - أحسن الله إليك- إن كنت توافقني في تحرير محل النزاع، وفي فهمي لكلامك.

وبارك الله فيك.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Sep 2009, 11:44 م]ـ

الخلاف بينى وبينك يسير جدا أخى الكريم

ونحن متفقون فى الخطوط العريضة فيما عدا احدى التفاصيل

فأنا أرى أن لفظة السماء قد فهمها القدماء بمعنى الجبل فى ذلك الوقت وقدمت الأدلة على ذلك من سورة الحج

وأنت تقول أن السماء هى السماء فى كل وقت

ولكن ماذا تقول فى الآية الخامسة عشر من سورة الحج؟

ماذا تعنى السماء فيها بالنسبة اليك؟

أعتقد أن معناها يختلف كليا عن السماء المعهودة

وهذا يكفى لاثبات أن لفظة السماء يمكن أن تؤول الى معانى أخرى

وهذا هو بيت القصيد، فهل أدركت قصدى؟

بارك الله فيكم، والسلام عليكم

يا أخانا الكريم

أنا لم أختلف معك في دلالة لفظ"السماء"، فالسماء في لغة العرب تطلق على العلو، فكل ما علاك فهو سماء، وعليه حمل أهل العلم السماء في قوله تعالى " فليمدد بسب إلى السماء " على السقف، وقد يحتمل غير هذا المعنى.

وأما آية سورة الحج فقوله تعالى "فكأنما خر من السماء" أي من العلو، من رأس جبل من أعلى منه المهم أنه من علو، لكن لا يمكن أن تقول إن السماء يعني الجبل هذا لم نعهده في لغة العرب.

وآية الحج فيها صور تشبيهية يجدر بنا الوقوف عندها، فالله تعالى يقول:

"فكأنما خر من السماء، فتخطفه الطير، أو تهوي به الريح في مكان سحيق"

فهنا صورتان لمن يخر من السماء:

الأولى: تخطفه الطير.

الثانية تهوي به الريح في مكان سحيق.

وهتان الصورتان صورتان ذهنيتان معقولاتان تصور شناعة الهلاك الذي يحل بالمشرك

والصورة الثانية متصورة ذهنيا وربما رأى البشر حقيقتها.

أما الأولى: فهي صورة ذهنية متخيلة ومعقولة، لكن لا أظن أن أحد من البشر قد رأى مثل هذه الصورة، فهل تخبي لنا سنن الله في الكون حقيقة هذه الصورة ربما كشف عنها الزمن يوما ما؟

الله أعلى وأعلمز

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير