تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وما من تهافت في الإعجاز العلمي، لكن هنالك أهداف بعيدة من إنكار الإعجاز العلمي، وهي أسباب وراء تفريق جماعة المسلمين.

لا بأس ...

خلاصة ما أريد قوله أن الإعجاز العلمي المدَّعى في هذه الآية باطل متهافت، أوجز للإخوة الاعتراض عليه بما يتبين به بطلانه في ثلاث نقاط:

1. الغرض البلاغي من التشبيه هو تقريب المعنى إلى السامع، وتثبيت المعنى وتوكيد وتقريره في نفس المخاطب، كأن تقول ليلى كالبدر، أو زيد كالأسد.

فإن قلت: يجعل الله صدر الكافر ضيقاً حرجاً بالإسلام، ثم أردت أن توكد هذا المعنى في نفس المخاطب فالأولى أن تأتيه بتشبيه يعهده كأن تقول: كأنما هو يختنق، أو كأنما على صدره صخرة. أما أن تقول: كأنما يصعد في السماء، ثم ينتظر هذا المخاطب 1400 سنة حتى يتبين دقة التشبيه فلا شك أن هذا خروج على أصول البلاغة وحسن الإفهام.

2. جئنا بأقول المفسرين من أمهات كتب التفسير كتفسير القرطبي والزمخشري والشوكاني، وإن شئت فانظر أيضاً تفسير الطبري الذي قد يكون أقدم التفاسير، والتي تبين أن الأولين فهموها ووعوها بما لا مزيد عليه، أو على الأقل بما يبين فساد دعوى أرباب الإعجاز العلمي بأن الآية لم تكون مفهومة، وأن العرب لم يدركوا المراد بها حتى جاء العلم الحديث فكشف عنها.

3. إذا أردنا أن نفسر مقولة ما، أو أثراً، أو نصاً نُقِل إلينا، فلا بد من النظر في معهود أهل اللسان في ذلك الوقت الذي قيل فيه، وليس في كل عصر من العصور. وإلا فبإمكاننا أن نزعم أن الشعراء الأولين جاؤوا في أشعارهم بكلام يشير إلى حقائق علمية لم تكن معروفة في ذلك العصر، فيكون هذا دليلاً على نبوة هؤلاء الشعراء!!

وصدقني إن الأمر بسيط، فما عليك إلا أن تقرأ عن حقيقة علمية ثابتة راسخة، ثم تنظر في شعر العرب بما يمكن أن يتناول هذه الظاهرة من قريب أو بعيد وتدعي أن الشاعر قصد الإشارة إلى هذه الحقيقة العلمية.

مثال ذلك قول الشاعر الذي أوردته:

أدميت باللحظات وجنته ... فاقتص ناظره من القلب

عندما نظر الشاعر إلى محبوبته احمرت وجنتاها خجلاً، فاقتصت منه بأن أنفذت سهام عينيها في قلبه. فكنى بالإدماء عن احمرار الوجنتين.

الآن ما عليك إلا أن تبحث في الإنترنت، أو أن تسأل الأطباء عن سبب حمرة الخجل، ولعل السبب فيها ازدياد ضخ الدم إلى الوجنتين عند وصل إشارة من الدماغ مثلاً .... إلخ.

وطبعاً هذه الحقائق لم تكن معهودة في الزمان الأول ...

فيكون الشاعر قد جاء بإعجاز علمي، ولعله كان نبياً!!!

هذه نقاط ثلاث، لم أجد عنها رداً شافياً عند مثبتتة الإعجاز العلمي ...

فانظر بارك الله فيك إلى هذه الإلزامات الموجهة إلى كل من يقول بالإعجاز العلمي ...

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Sep 2009, 09:52 م]ـ

أخي الكريم:

لا بأس ...

خلاصة ما أريد قوله أن الإعجاز العلمي المدَّعى في هذه الآية باطل متهافت، أوجز للإخوة الاعتراض عليه بما يتبين به بطلانه في ثلاث نقاط:

1. الغرض البلاغي من التشبيه هو تقريب المعنى إلى السامع، وتثبيت المعنى وتوكيد وتقريره في نفس المخاطب، كأن تقول ليلى كالبدر، أو زيد كالأسد.

فإن قلت: يجعل الله صدر الكافر ضيقاً حرجاً بالإسلام، ثم أردت أن توكد هذا المعنى في نفس المخاطب فالأولى أن تأتيه بتشبيه يعهده كأن تقول: كأنما هو يختنق، أو كأنما على صدره صخرة. أما أن تقول: كأنما يصعد في السماء، ثم ينتظر هذا المخاطب 1400 سنة حتى يتبين دقة التشبيه فلا شك أن هذا خروج على أصول البلاغة وحسن الإفهام.

2. جئنا بأقول المفسرين من أمهات كتب التفسير كتفسير القرطبي والزمخشري والشوكاني، وإن شئت فانظر أيضاً تفسير الطبري الذي قد يكون أقدم التفاسير، والتي تبين أن الأولين فهموها ووعوها بما لا مزيد عليه، أو على الأقل بما يبين فساد دعوى أرباب الإعجاز العلمي بأن الآية لم تكون مفهومة، وأن العرب لم يدركوا المراد بها حتى جاء العلم الحديث فكشف عنها.

...

كلام مكرور ولا تعليق غير هذا.

3. إذا أردنا أن نفسر مقولة ما، أو أثراً، أو نصاً نُقِل إلينا، فلا بد من النظر في معهود أهل اللسان في ذلك الوقت الذي قيل فيه، وليس في كل عصر من العصور. وإلا فبإمكاننا أن نزعم أن الشعراء الأولين جاؤوا في أشعارهم بكلام يشير إلى حقائق علمية لم تكن معروفة في ذلك العصر، فيكون هذا دليلاً على نبوة هؤلاء الشعراء!!

وصدقني إن الأمر بسيط، فما عليك إلا أن تقرأ عن حقيقة علمية ثابتة راسخة، ثم تنظر في شعر العرب بما يمكن أن يتناول هذه الظاهرة من قريب أو بعيد وتدعي أن الشاعر قصد الإشارة إلى هذه الحقيقة العلمية.

مثال ذلك قول الشاعر الذي أوردته:

أدميت باللحظات وجنته ... فاقتص ناظره من القلب

عندما نظر الشاعر إلى محبوبته احمرت وجنتاها خجلاً، فاقتصت منه بأن أنفذت سهام عينيها في قلبه. فكنى بالإدماء عن احمرار الوجنتين.

الآن ما عليك إلا أن تبحث في الإنترنت، أو أن تسأل الأطباء عن سبب حمرة الخجل، ولعل السبب فيها ازدياد ضخ الدم إلى الوجنتين عند وصل إشارة من الدماغ مثلاً .... إلخ.

وطبعاً هذه الحقائق لم تكن معهودة في الزمان الأول ...

فيكون الشاعر قد جاء بإعجاز علمي، ولعله كان نبياً!!!

هذه نقاط ثلاث، لم أجد عنها رداً شافياً عند مثبتتة الإعجاز العلمي ...

فانظر بارك الله فيك إلى هذه الإلزامات الموجهة إلى كل من يقول بالإعجاز العلمي ...

وأما هذه فهي تهافت التهافت فإذا كنت تسوي بين قول الشاعر:

"أدميت باللحظات وجنته" وهو تعبير مجازي مفهوم عند الأولين والآخرين، وبين قول الله تعالى " كأنما يصعد في السماء" وهو تشبيه بصورة ذهنية عقلية في حق السامع ولكنها حقيقة لها تفاصيلها في علم المتكلم بها، إذا كنت تفعل هذا وتظن أنها إلزمات فنصيحة لك أن تسأل أهل الذكر كما أمرك الله تعالى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير