تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Sep 2009, 10:44 م]ـ

خلاصة ما أريد قوله أن الإعجاز العلمي المدَّعى في هذه الآية باطل متهافت، أوجز للإخوة الاعتراض عليه بما يتبين به بطلانه في ثلاث نقاط:

1. الغرض البلاغي من التشبيه هو تقريب المعنى إلى السامع، ... كأن تقول: كأنما هو يختنق، أو كأنما على صدره صخرة. أما أن تقول: كأنما يصعد في السماء، ثم ينتظر هذا المخاطب 1400 سنة حتى يتبين دقة التشبيه فلا شك أن هذا خروج على أصول البلاغة وحسن الإفهام.

2. جئنا بأقول المفسرين من أمهات كتب ... والتي تبين أن الأولين فهموها ووعوها ... بما يبين فساد دعوى أرباب الإعجاز العلمي بأن الآية لم تكون مفهومة، وأن العرب لم يدركوا المراد بها حتى جاء العلم الحديث فكشف عنها.

3. إذا أردنا أن نفسر مقولة ما، أو أثراً، أو نصاً نُقِل إلينا، فلا بد من النظر في معهود أهل اللسان في ذلك الوقت الذي قيل فيه، وليس في كل عصر من العصور .... وإلا فبإمكاننا أن نزعم أن الشعراء الأولين جاؤوا في أشعارهم بكلام يشير إلى حقائق علمية لم تكن معروفة في ذلك العصر، فيكون هذا دليلاً على نبوة هؤلاء الشعراء!!

... مثال ذلك قول الشاعر الذي أوردته:

أدميت باللحظات وجنته ... فاقتص ناظره من القلب

عندما نظر الشاعر إلى محبوبته احمرت وجنتاها خجلاً، فاقتصت منه بأن أنفذت سهام عينيها في قلبه. فكنى بالإدماء عن احمرار الوجنتين.

الآن ما عليك إلا أن تبحث في الإنترنت، أو أن تسأل الأطباء عن سبب حمرة الخجل، ولعل السبب فيها ازدياد ضخ الدم إلى الوجنتين عند وصل إشارة من الدماغ مثلاً .... إلخ.

وطبعاً هذه الحقائق لم تكن معهودة في الزمان الأول ...

فيكون الشاعر قد جاء بإعجاز علمي، ولعله كان نبياً!!!

هذه نقاط ثلاث، لم أجد عنها رداً شافياً عند مثبتتة الإعجاز العلمي ...

...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد:

من العجيب أخي الكريم أنك لم تجد ردّا شافيا عن هذه المسائل الثلاث، وأقول:

- أما القصد من التشبيه فهو تعميق المعنى، وتعظيم الأمر في نفس السامع. هذه الغاية المنشودة من التشبيه.

أما المعنى البلاغي والدلالي لآيات القرآن الكريم، والمعاني التي فهمها العرب حين نزول القرآن الكريم فيما نقلوه عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن أحد من المسلمين لا يقول بتركه، فالمعنى البلاغي والغاية الأساسية من القرآن الكريم (هداية الناس) تبقى قائمة في كل كلمة وحرف من حروف القرآن الكريم لا تفارقه. سواء استدل البعض بالآيات الكريمة على أوجه من الإعجاز العلمي أم لم يستدل،

فالذي أوجد هذا الكون وأوجد نواميسه هو الذي أنزل القرآن الكريم، فإن أظهر بعض آيات قدرته في كتابه فلا تناقض البتّة.

وما من عاقل يقول بأن العرب انتظروا أكثر من 1400سنة حتى يفهموا كلام الله إن قلنا بالإعجاز العلي، فالعرب فهموا من كتاب الله تعالى ما يقيم به الحجة عندهم، فما فسّره النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه فإنه المعتمد في التفسير، أما ما يتناقل من اجتهادات لبعض المفسرين، فهذه إن خالفت اللغة العربية، وحقائق العلم الثابتة فإننا لا نعطيها صفة العصمة فما من معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل يؤخذ منه ويرد إلا نبي الرحمة.

فإن فسّر أحد المفسرين آية فقال فيها ما يخالف حقائق العلم، فإننا نقول له في تفسيرك خطأ، لأن خالق الكون هو الذي أنزل القرآن فيستحيل أن يحدث خلاف فيما وجد من نواميس الكون وبين كلام الله تعالى.

والتشبيه في الآية الكريمة من البلاغة بمكان بحيث لا يدرك شأوه مخلوق، وانظر إلى تشبيهك بقولك كان على صدره صخرة، كيف يمجه السامع فأين هذا الكلام الذي تحاول أن تتدارك به الآيات الكريمة من كتاب رب العالمين، فهل يجوز أن تحدد مراد الله بقولك، لو أراد كذا لقال كذا؟؟؟؟؟؟

وأقوال المفسرين التي نقلتها، ليس فيها ما يفيد بحصر الفهم عليه، بل أنت من يحاول حصر الأفهام فيها دون غيرها. ولم يقل أحد منهم بما تزعم، من أن الذي يستدل بالآية على جوانب وحقائق علمية ثابتة يخرج عن الفهم الصحيح ويحكم على السابقين بالجهل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير