- أما تفسير القرآن وفق الزمان الذي أنزل فيه على قلب حبيبي رسول الله صلى الله عليه ووفق لغة أصحابه فهذا القسم من كلامك جيد، لأنه اصل فهم كتاب الله تعالى، لكن الأمر ليس محصور ذلك العصر، فالقرآن الكريم رسالة الله لجميع البشر، العربي وغير العربي، العالم والجاهل، الشرقي والغربي، وفي كل مراحل الزمان.
لذلك فإننا نرى كتب التفسير ما زالت تؤلّف لهذا اليوم، فإذا كانت كلها نسخة واحدة فما الفائدة من التأليف إذا.
ثم أخي الحبيب هل وصلت أنت أو وصل أحد من الناس إلى إدراك الوليد بن المغيرة للدلالات البيانية والبلاغية لآيات الكتاب الحكيم، إقرأ السورة التي قرأها عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فانظر هل تصف القرآن الكريم بمثل وصفه، وهل يقع في قلبك ما تناشد لأجله النبي بالله والرحم أن يكف؟؟؟؟ حينما قرأ صلى الله عليه وسلم آيات العذاب؟؟؟ هل فهمك للقرآن في هذا العصر على مستوى هؤلاء من الفهم؟؟؟
فهؤلاء وصلوا إلى اليقين بأن القرآن الكريم كلام الله من رفعتهم في البلاغة وفنون القول، فكيف تصل أنت إلى مثل هذا اليقين؟؟ وكيف يصل من لا يتحدث بالعربية إلى مثل هذا اليقين؟؟؟؟؟ إذا لا بد من أوجه جديدة تدل على أن القرآن الكريم هو كلام الله، فيتيقن من يطلع على هذه الأوجه بصدق كلام الله، وأنه يستحيل أن يكون من قبل البشر؟؟؟؟ وليس في هذا الفهم نفي لبلاغة القرآن الكريم.
ثم هل القائلين بالإعجاز العلمي أربابا، وكيف فندت قولهم؟؟؟؟
- أما المسألة الثالثة فإنني أشكرك على إيرادها لأنها تدل صراحة على أنك تُقِرُّ بوجود المجاز في القرآن الكريم. هذا من وجه، ومن وجه آخر فما هذا المثال الذي ضربت؛ هل إحمرار الوجنتين فيه سبق علمي، ما هو السبق العلمي في ذلك؟؟؟؟ وهل يعقل بأن نقرّ لمن يقول بمثل هذا القول بأنه نبي؟؟؟؟؟؟؟
بالمقابل إنظر أخي الكريم إلى قول الله تعالى ((والسماء والطارق)) ما هو الطارق، ولم سمي بهذا الاسم، وكيف وصف بأنه نجم ثاقب .... هذه أمور لم يكن لأحد أن يعلم حقيقتها قط إلا بالوسائل العلمية الحديثة، مثل هذه الأمور نقول للعلماء الذين توصلوا إلى مثل هذا السبق العلمي وحصلوا به على أعلى درجات التقدير، أن الله الذي ندين بدينه ونؤمن بصدق رسوله أخبرنا عن ذلك في كتابه الكريم قبل أكثر من 1400 عام ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده من الأجهزة ليدلل على قول ربّه كما عندكم،فإن ما توصلتم إليه يؤكد لنا من جديد بأن رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي الأحق بالاتباع.
هذا بالنسبة لردي على أقوالك، لكن بالنسبة إلى حقيقة مسألة البحث في أوجه الإعجاز العلمي فسأورد لك بعض النصوص، لتتأكد أخي الكريم أن المسألة ليست مقصودة لذاتها، بل المقصود منها مسائل تبني عليها بعض المذاهب أصول عقائدهم، وهم لا يريدون أن يظهر خلاف ما يقولون، وهذا يقال أيضا في البحث في مجاز القرآن الكريم أيضا.
(( ... وإنما أهدرت في المقال دم من قال إن الشمس ثابتة لا جارية بعد استتابته , وما ذلك إلا لأن إنكار جري الشمس تكذيب لله سبحانه وتكذيب لكتابه العظيم وتكذيب لرسوله الكريم ... )) مجموع فتاوى ابن باز م/30 - (3/ 157)
هل هذه الحكمة والموعظة الحسنة التي أمر بها الله تعالى:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125)
فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ - (13/ 96 - 97)
(4454 - كروية الأرض صحيح - ودورانها باطل)
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم علي العبد العزيز المشاري.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
إجابة على كتابكم تاريخ 21/ 8/1374هـ نقول:
الحمد لله- إنما يدرس في المعاهد والمدارس بنجد والحجاز وما يتبعهما هذه السنوات مما يسمى بتقويم البلدان أو جعرافية الأرض هو من الجائز؛ لأنه ليس أكثر من معرفة الأقاليم والبحار والخلجان والقارات والجبال والأودية وغير ذلك مما اشتملت عليه الأرض؛ فإنه في الحقيقة فرع من فروع التاريخ، وفيه من الفائدة جنس ما في علم التاريخ.
¥