نعم: في هذا الفن أبحث مثل كروية الأرض ودورانها والكلام في الشمس والقمر بالنسبة إلى بحث دوران الأرض فهذه غير مقررة ولا مدروسة في المعاهد والمدارس. والبحث في كروية الأرض وعدمها مفهوم معروف وعلماء الهيئة مجمعون على القول بكرويتها، ومن هؤلاء جماعة من محققي العلماء، والأمر في ذلك سهل، وأما دوران الأرض وبحثهم في الشمس والقمر المقررون بالبحث في دوران الأرض فباطل، لمخالفته لظواهر النصوص، والقائلون به ليس معهم حجة عقلية أصلا، كما أنه ليس معهم حجة سمعية أبدا، ولا يعرف بذلك قائل من قدماء الفلاسفة، ولا من ينتسب إلى الإسلام منهم، حتى نبغ في بعض القرون الوسطى -هجرياً- من قال بذلك من الفلاسفة وبعض علماء الملة فصيح بهم من كل جانب، وخمدت تلك المقالة، ونسيت. ثم إنه في القرون الأخيرة فاه بذلك من فاه من الفلاسفة واتبعه من اتبعه على هذا القول منهم ممن ينتسب للإسلام حتى فشا القول بذلك، وأقيمت عليه دلائل عقلية فيما يزعمون، وليست في الحقيقة إلا شبها واهية، وخيالات ساقطة، يعرف ذلك كل من وقف عليها ممن له تصور، وصلى الله على محمد. (ص/م 17 في 7/ 9/1374هـ)
(4455 - ترك تدريس كروية الأرض وأوجه القمر)
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم الأستاذ عبد البديع صقر المحترم. سلمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
ثم وصل إلي كتابكم المؤرخ في 25/ 9/1375هـ وعلمت ما ذكرتم حول اعتراض البعض على بعض النظريات التي أردتم وضعها في منهج الدراسة مثل: كروية الأرض، وأوجه القمر.
وأفيدكم أنني أرى ترك التعليم فيما يتعلق بكروية الأرض وأوجه القمر، لأمرين: الأول أن هذا لا منفعة فيه، الثاني: أن في ذلك من تشويش عقائد الناس وبالأخص النشء وبلبلة أفكار الجهال ما لا يخفى، وحسب المسلمين تعلم ما ينفعهم في أمر دينهم ودنياهم ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(ص/م 2679 في 11/ 10/1375هـ)
ابن عثيمين - (شرح الواسطية القسم الثالث / 37)
وشيخ الإسلام رحمه الله في " الرسالة العرشية " يقول: أنه لا يخلو منه العرش، لأن أدلة استوائه على العرش محكمة، والحديث هذا محكم، والله عز وجل لا تقاس صفاته بصفات الخلق، فيجب علينا أن نبقي نصوص الاستواء على إحكامها، ونص النزول على إحكامه، ونقول: هو مستو على عرشه، نازل إلى السماء الدنيا، والله أعلم بكيفية ذلك، وعقولنا أقصر وأدنى وأحقر من أن تحيط بالله عز وجل.
القول الثاني: التوقف، يقولون: لا نقول: يخلو، ولا: لا يخلو.
والثالث: أنه يخلو منه العرش.
وأورد المتأخرون الذين عرفوا أن الأرض كروية وأن الشمس تدور على الأرض إشكالاً، قالوا: كيف ينزل في ثلث الليل؟ وثلث الليل إذا أنتقل عن المملكة العربية السعودية ذهب إلى أوربا وما قاربها،؟! أفيكون نازلاً دائماً؟!
فنقول: آمن بأن الله ينزل في هذا الوقت المعين، وإذا آمنت ليس عليك شيء، وراء ذلك، لا تقل: كيف؟! بل قل: إذا كان ثلث الليل في السعودية فالله نازل، وإذا كان في أمريكيا ثلث الليل، يكون نزول الله أيضاً، وإذا طلع الفجر انتهى وقت النزول بكل مكان بحسبه.
ابن عثيمين - (كروية الأرض/ 16)
... وأكدوا أن الأرض كروية أما العرش فهو فوق السماوات كالقبة، لكنه غير كروي؛ لأن له قوائم
ابن عثيمين - (/ 12) شرح العقيدة السفارينية
وإذا طالعت كتب هؤلاء المحرفين خصوصًا أهل التحريف الذين يسمون أنفسهم (أهل التأويل) عجبت من التقديرات التي يقدّرونها ويفصِّلون فيها ويجادلون فيها في أمر لا يمكنهم إدراكه بالنسبة لما يتعلق بصفات الله عز وجل، وجعلوا الحكم راجعًا إلى ما تقتضيه عقولهم لا إلى ما يقتضيه الكتاب والسنة، فضلّوا في ذلك ضلالاً بيِّناً وصاروا يتخبطون خبط عشواء لا يعرفون من الحق شيئًا،
ما سبب إقحام البحث في كروية الأرض، مع صفات الله تعالى؟؟؟؟؟
هل تأكدت أخي الحبيب بأن المسألة التي تطرح حول إنكار القول على الذين يقولون بالإعجاز العلمي ليست مجرّدة عن الهوى وليست لمجرد البحث في الإعجاز العلمي، أو المجاز، أو البيان، أو ..... فوراء الأكمة ما وراءها.
هدانا الله تعالى وإياكم إلى سواء السبيل، هوعدتي وسندي، وبه اعتصامي، وعليه توكلي، اللهم إنك الرقيب القريب فطهر نفوسنا وقلوبنا وبصائرنا لنفقه عليك، ونقوم بأمرك، ونعبدك حق عبادتك.
د. حسن عبد الجليل العبادلة - المملكة الأردنية الهاشمية
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Sep 2009, 04:17 م]ـ
أشكرك جزيل الشكر أخي الفاضل بكر على ما أكدَّ خاطرك وأتعب بنانك، وأسأل الله أن يجعله لك ذخرا في الأولى والأخرى.
كما أشكرك على طول نفسك في مناقشة الموضوع وإيضاحه، ومواصلتك المداخلة والتعليق بوتيرة هادئة متزنة منذ بداية النقاش، لأننا نعاني من مشكلة (بتر الموضوعات) حيث يطرح عدد من القضايا التي تحتاج نقاشا وتبادلا للرأي، ثم يتوقف أحد الطرفين تاركا وراءه عددا من الثغرات المهمة التي لم تُسد.
كلامك جميل كله، وقد أحسنت فيه وأجدت وأفدت، ولا أخالفك في شيء منه، بل كلامي هو عين كلامك حيال ما يطرح من الأقوال والآراء الممجوجة.
وأرجو ألا يفهم من كلامي غير هذا، فأنا أخي أنطلق معك من الأصول ذاتها، ولكني أنتظر منك أن تتفضل بما وعدت من العود على الأسئلة التي ذكرتُها سلفا، وأخص منها ما يتعلق باختلافنا عند تطبيق هذه الأصول،
ورأيك فيما دار حول الآية المشار إليها كمثال لهذا الاختلاف بين التأصيل والتطبيق
وسبب هذا الاختلاف،
وهل يقاس عليه غيره من الآيات المماثلة في الدلالة؟
وما هو سبيل القول الفصل الجامع للكلمة في مثل هذا؟
وفقك الله ورعاك.
¥