ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[03 Oct 2009, 11:27 م]ـ
بارك الله فيما قلتم ورزقنا وإياكم الاخلاص، وفي ظني القاصر أن مراد من تكلم في الاعجاز العلمي عند هذه الاية هو التنبيه على ما يحصل لمن صعد في السماء من ضيق في النفس كما بينت الاية والواقع يثبت هذا، وما اظن احدا منكم ينكر ما يصيبه عند صعود جبل فضلا عن صعود ما هو اعظم من ذلك كما يحصل لمن صعد للفضاء
واليكم ما قاله الشعراوي رحمه الله تعالى عند تفسيره لهذه الاية
والسماء هي كل ما علاك فأظلك، فالجو الذي يعلوك هو سماء، وكذلك السحابة، وأوضح لنا ربنا أنه أقام السم?وات السبع، وهنا أراد بعض العلماء الذين يحبون أن يظهروا آيات القرآن كمعجزات كونية إلى أن تقوم الساعة، أرادوا أن يأخذوا من هذا القول دليلاً جديداً على صدق القرآن، وتساءلوا: من الذي كان يدرك أن الذي يصعد في الجو يتعب ويحتاج إلى مجهودين: الأول للعمل والثاني لمناهضة الجاذبية ولذلك يضيق صدره لأنه لا يجد الهواء الكافي لإمداده بطاقة تولد وقوداً.
ونقول لهؤلاء العلماء: لا يوجد ما يمنع استنباط ما يتفق في القضية الكونية مع القضية القرآنية بصدق، ولكن لنحبس شهوتنا في أن نربط القرآن بكل أحداث الكون حتى لا نتهافت فنجعل من تفسيرنا لآية من آيات القرآن دليلاً على تصديق نظرية قائمة، وقد نجد من بعد ذلك من يثبت خطأ النظرية.
إنه يجب على المخلصين الذي يريدون أن يربطوا بين القرآن لما فيه من معجزات قرأنية مع معجزات الكون أن يمتلكوا اليقظة فلا يربطوا آيات القرآن إلا بالحقائق العلمية، وهناك فرق بين النظرية وبين الحقيقة؛ فالنظرية افتراضية وقد تخيب.
لذلك نقول: أنبعد القرآن عن هذه حتى لا تعرضه للذبذبة. ولا تربطوا القرآن إلا بالحقائق العلمية التي أثبتت التجارب صدقها.
وقائل القرآن هو خالق الكون، لذلك لا تتناقض الحقيقة القرآنية مع الحقيقة الكونية؛ لذلك لا تحدد أنت الحقيقة القرآنية وتحصرها في شيء وهي غير محصورة فيه. وتنبه جيداً إلى أن تكون الحقيقة القرآنية حقيقة قرآنية صافية، وكذلك الحقيقة الكونية. { .. كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ?لسَّمَآءِ كَذ?لِكَ يَجْعَلُ ?للَّهُ ?لرِّجْسَ عَلَى ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125]
وبارك فيكم أخى الكريم
والحق ما قلته ونوافقك عليه تمام الموافقة
ولكن ينبغى التنبيه على أن كلام شيخنا الامام الشعراوى - رحمة الله عليه - قد قاله على وجه التعميم، وعلى سبيل التقعيد والتنظير لقضية الاعجاز العلمى بوجه عام، وأنه لم يقصد بكلامه كله هذه الآية وحدها وعلى وجه خاص، وهذا واضح من كلامه لمن تأمله جيدا
هذا ما أردت التنبيه عليه حتى لا يفهم من كلامه - يرحمه الله - غير ما أراد
وشكرا على المتابعة، وعلى هذه الاضافة القيمة
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Oct 2009, 09:10 ص]ـ
كلام الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى كلام صحيح لا غبار عليه ولا أحد يخالفه وهو القول الوسط بين رفض القول بالإعجاز وبين الخوض فيه بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
والشيخ الشعراوى رحمه الله تعالى قد تكلم عن بعض الآيات التي يعتقد أن فيها إشارة إلى سنة كونية كانت خافية على البشرية ثم ظهرت للناس بعد الكشوف العلمية ومنها مسألة دوران الأرض وقد تكلم الشيخ عنها في تناوله لآية سورة النمل.
وإلى الإخوة منكري الإشارات العلمية أقول هناك أمور لا أدري كيف ينكرها طالب علم فضلا عن عالم ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى:
(وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (8)) سورة النحل
إن الله تعالى أشار في هذه الآية إلى ما أمتن به على خلقه من وسائل النقل المعروفة في زمن نزول القرآن ثم قال " ويخلق ما لاتعلمون".
أليس في هذا إشارة إلى ما هدى الله الإنسانية إليه من وسائل النقل الحديثة التي لم تكن معروفة من قبل؟
بلى.
يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله:
"فالذي يظهر لي أن هذه الآية من معجزات القرآن الغيبية العلمية، وأنها إيماء إلى أن الله سيلهم البشر اختراع مراكب هي أجدى عليهم من الخيل والبغال والحمير، وتلك العجلات التي يركبها الواحد ويحركها برجليه وتسمى (بسكلات)، وأرتال السكك الحديدية، والسيارات المسيرة بمصفى النفط وتسمى أطوموبيل، ثم الطائرات التي تسير بالنفط المصفى في الهواء، فكل هذه مخلوقات نشأت في عصور متتابعة لم يكن يعلمها من كانوا قبل عصر وجود كل منها.
وإلهام الله الناس لاختراعها هو ملحق بخلق الله، فالله هو الذي ألهم المخترعين من البشر بما فطرهم عليه من الذكاء والعلم وبما تدرجوا في سلم الحضارة، واقتباس بعضهم من بعض إلى اختراعها، فهي بذلك مخلوقة لله تعالى ; لأن الكل من نعمته."
¥