تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم اننى أدعوكما - اذا كان لديكما متسع من الوقت - الى مطالعة موضوع (هل قوله تعالى " وترى الجبال تحسبها جامدة " فى الدنيا أم فى الآخرة؟) والى ابداء رأيكما فيه قبل أن تصدرا حكما نهائيا على الاعجاز العلمى للقرآن الكريم

والله هو الهادى الى سواء السبيل

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 Sep 2009, 08:56 ص]ـ

جزاك الله خيراً أخي الفاضل على تعقيبك الطيب وحرصك. واسمح لي أن أوضح أمراً وهو أنني لست ضد الإعجاز العلمي من حيث المبدأ ولكن ما يحصل في هذه الأيام ممن هم ليسوا من أهل الاختصاص الذين يقحمون أنفسهم في هذا المجال لمجرد الوصول إلى ما يسمونه إعجاز علمي حتى تنشر مقالاتهم وتفتح لهم المواقع فقد أصبح الأمر متجاوزاً للحد من وجهة نظري وهذا رأيي الشخصي ولا ألزم أحداً به.

أنا معك أن هناك بعض الحقائق العلمية التي تؤكد على ما جاء في القرآن الكريم لكن القرآن الكريم لا يحتاج منا إلى إثبات للإيمان به فأنا أرى أن الإيمان بالله تعالى خالقاً وبالقرآن الكريم كتاباً وبالنبي صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً لا يحتاج لإثباتات علمية فإما أن نؤمن ونمتثل لأمر الله تعالى أو لا نؤمن ولن يستوي من آمن وامتثل واستسلم لله تعالى بمجرد سماعه الدعوة إلى الله وبين من لم يؤمن إلا بعد أن تحقق من أن في هذا الأمر أو ذاك إعجاز علمي يرضي نهمه العلمي لمعرفة الحقيقة! لم يسبق أن سمعنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن الصحابة سالوه عن سبب تحريم الخمر مثلاً الذي كُتب فيه مقالات وعملت عليه بحوث ودراسات ليثبتوا أنه مضر بالإنسان وبالاقتصاد والمجتمع والبيئة! فهل الذي امتثل لأمر النهي عن الخمر مباشرة دون جدال خير أم الذي لم ينته إلا بعد أن ثبت له أن في الخمر ضرر عظيم عليه؟! وعلى سبيل المثال نحن نصلي امتثالاً لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لا لما ثبت أن الصلاة رياضة مفيدة للجسم وحركاتها تفعل فعلها في جسم الإنسان وتنشّطه وغيرها من الإعجاز الذي اكتشفوه في حركات الصلاة وللأسف هذا ما يروجه البعض ظناً منهم أنه بهذه الطريقة سيجعلون الناس ترغب في الصلاة أكثر!! ونصوم لا لأن الصوم يخفف الوزن وينشط عملية الهضم ويخفض الضغط وإنما نصوم لأن الله تعالى أمرنا بذلك. وهكذا في بقية العبادات والأمور.

أنا معك في أن الغربيين من علماء وغيرهم الذين لا يؤمنون إلا بالمادة وما يوافق العقل يجذبهم موضوع الإعجاز العلمي لأنه يخاطب عقولهم العلمية فيدفعهم هذا إلى الإيمان بالله تعالى لكن هل سألنا هؤلاء بعد أن أسلموا هل ما زالوا يبنون إيمانهم بالله على موضوع الإعجاز العلمي فقط؟ أم أنهم رجعوا إلى أصل الدين من الإيمان بالغيب والتسليم لرب العالمين سواء عرفوا الحقيقة العلمية أو الحكمة من وراء أمر ما أم لم يعرفوا!

وما ذكرته في مشاركتي السابقة عن أن التفكر في خلق السموات والأرض وفي أنفسنا أكبر دليل على الإعجاز ومجرد النظر في مفاصل أيدينا يدعو للتأكد من عظمة هذا الخالق وعظمة الإعجاز في خلقنا دون الحاجة إلى أن يشرح لي طبيب عظام وظيفة كل مفصل ويسمي لي هذه المفاصل بأسماء علمية لن يزيد من إيماني شخصياً معرفة مسمياتها وكذلك النظريات العلمية في حركة النجوم والكواكب وغيرها.

أكرر أن موضوع الإعجاز العلمي قد يفيد البعض لكنه من وجهة نظري ليس شرطاً للإيمان بالله تعالى خالق هذا الكون جل وعلا. فمن يرد الله تعالى أن يهديه يوفقه لذك دون الحاجة لدليل علمي فكفار قريش انشق القمر أمام أعينهم فاصروا على الكفر وحصلت رحلة الإسراء والمعراج والرسول بين ظهرانيهم ولم يؤمنوا بل أصروا على الكفر!

ولعل رأيي هذا لم أكونه من عدم فكما ذكرت أنا من خلفية علمية جداً ولست ضد العلم ولا الأبحاث ولا غيرها لكن إذا تفقدت مواقع الإعجاز العلمي على النت والمؤتمرات والمقالات والبحوث العلمية تجد أنها في كثير من الأحيان تجاوزت الحد ودخل فيه من هو أهله ومن ليس من أهله والناس تنبهر بكل جديد فيُصرف الناس عن أصل الإعجاز القرآني الذي هو لغوي محض تحدى الله تعالى به أفصح الناس فعجزوا وأنا أرى أنه ما جنحنا إلى الإعجاز العلمي في عصرنا الحالي إلا لأننا لم نعد نملك من مقومات الإعجاز اللغوي شيئاً إلا من رحم ربي. وأرى أن هذا الإصرار على تحويل الناس للإعجاز العلمي ولدور العقل في تقبل الدين وفهمه هو من ضمن خطة منهجية لإبعاد الناس عن لغتهم العربية الأصيلة لأننا إذا ابتعدنا عنا سنبتعد عن القرآن بكل تأكيد! وهذا فيه تمجيد لدور العقل على الإيمان بالقلب وبالغيب! فهلا عدنا إلى لغتنا وإعجاز لغة القرآن حتى نفهم منها معاني الإعجاز في آيات القرآن الكريم فكل كلمة ترسم صورة لا ترسمها كلمة أخرى وإذا عرفنا معناها تبين لنا كثير من المعاني التي غفلنا عنها.

أقول هذا واستغفر الله تعالى إذا تجاوزت أو أسأت.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير