تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 Oct 2009, 07:03 م]ـ

الأخ الكريم أبا عمرو:

1. مرجعية القائلين بالإعجاز العددي هو النص الكريم: الحروف، الكلمات، الآيات، ترتيب السور .. ومن هنا لسنا بحاجة لفقه اللغة ولسنا بحاجة لسلف من العرب أو من المسلمين، وأصحاب الإعجاز العددي يصفون واقع الألفاظ، فدليلهم على الإعجاز العددي هو وجود النظام العددي في النص الكريم.

بل يلزمك الدليل على أصل المسألة، وقولك إن مرجعيتي هي الحروف والكلمات والآيات وترتيب السور ليس بشيء. نحن نريد منكم دليلاً على مسلككم هذا في الانصراف إلى تعداد السور والآيات والحروف ... إلخ.

ثم ما يكون ردك يا أخي إن سلكنا هذا المسلك في شعر العرب؟!

فنقول إن مرجعيتنا هي الحروف والكلمات والصدور والأعجاز وترتيب القصائد في الديوان، والتفعيلات والبحور ... إلخ. ,لسنا بحاجة إلى فقه اللغة والسلف، وأصحاب الإعجاز العددي في شعر العرب يصفون واقع الألفاظ، فدليلهم على الإعجاز العددي هو وجود النظام العددي في الشعر؟!!

ما يمنع من هذا؟!

كل ما في الأمر يا أبا عمرو أنكم تريدون أن تجعلوا من هذه التلفيقات شيئاً، وليست بشيء ما لم تأتوا بشيء يدلكم على أصل المسألة.

وإذا لفتنا أنظاركم إلى وجود مثل هذه التلفيقات في شعر العرب، ضربتم عنه صفحاً وأشغلتم أنفسكم بالقرآن!

إذا كانت مرجعيتكم هي الحروف والكلمات والآيات وترتيب السور دون شيء آخر فهذا عندنا آية البطلان، وعلامة الفساد في كل ما تأتوننا به مما تزعمونه إعجازاً، وحسبكم دليلاً على بطلان من تذهبون إليه أنه ليس معكم شيء من فقه اللغة ولا من كلام المفسرين ولا من أصول الفقه.

فإن أصررتم على مدعاكم هذا فاعلموا أن تعداد الكلمات والحروف الذي تجعلونه مرجعية لكم يمكن أن تأتوا بمثله في شعر العرب، وفي أي كلام بشري، فلماذا تقصرون أبحاثكم العددية على القرآن؟!

2. وينبني على ذلك أن بإمكان كل باحث أن يلاحظ علاقات عددية من غير أن يرجع إلا إلى النص الكريم. ولا علاقة لأهل المعاني أو للمفسرين أو للمحدثين أو للفقهاء بالمسألة

وكذلك بإمكان كل باحث أن يلاحظ علاقات عددية من غير أن يرجع إلا إلى شعر العرب، ولا علاقة لأهل المعاني أو شراح الدواوين أو الأدباء واللغويين بالمسألة.

ولكنكم أبيتم ذلك، وسميتم ما جيناكم به تلفيقات، وليس ما جيناكم به إلا من جنس تلفيقاتكم.

فإن سميتم ما جيتم به إعجازاً، فما جيناكم به لا يقل عنه إعجازاً.

وإن سميتم ما جيناكم به تلفيقات، فما جيتم به لا يزيد على هذا ...

لاحظ – يا أبا عمرو- أنك لم تجعل لنفسك في هذه المسألة مرجعية من فقه اللغة ولا من كلام المفسرين أو المحدثين. فكيف تمتنعون من النظر في شعر العرب واستخراج أبنية رياضية مذهلة في دواوين الشعر؟!

إذا لم يكن لك مرجعية في هذه المسألة إلا الحروف والكلمات والآيات وترتيب السور، فلتكن هذه مرجعيتكم في دراسة شعر العرب، ولتنظروا في الحروف والكلمات والأبيات والبحور والتفعيلات ... إلخ.

وأعيد مرة أخرى: إذا لم تكن لك مرجعية إلا مجرد التعداد، فينبغي ألا تأنف النظر في أي كلام، سواء أكان قرآناً أم غيره، وأن تمضي قدماً في عده واستخراج أبنيته الرياضية والعددية.

لا تقل لي إن تنظر في القرآن وتتوقع فيه وحده المفاجآت، وتأنف أن تنظر في شعر العرب أو في كلام البشر. فهذا لا يجديك وأنت تسمي ما جيت به إعجازاً! ومعنى الإعجاز أنك تريد أن تثبت عددياً أن هذا الكلام كلام الله، وهذا يقتضي أن نعجز عددياً عن الإتيان بشيء من ذلك، وها نحن هؤلاء لم نعجز وقد جينا بأمثلة من شعر العرب، ومن حياة مايكل جاكسون.

3. إذا كنت قادراً على الجدال في الإعجاز العلمي فليت شعري ما يغني عنك الجدل في حقائق ظاهرة في اللفظ القرآني.

لستُ أتبينُ مقصدك بهذا الكلام!

4. تطالبون بالدليل ونحن نقول لكم الدليل هو الأبحاث التي يسهل الحصول عليها لمن يريدها. وإذا لم ترغب في البحث فهذا شأنك.

وهذه الأبحاث التي ترجعنا إليها لا قيمة لها ما لم تستند إلى أساس، فإن كان الأساس هو مجرد التعداد (الحروف والكلمات والآيات والترتيب ... ) فما أسهل أن نأتيك بمثل هذا وقد جيناك.

ثم ما أسهل أن نتبين تلفيقاتكم التي ما أنزل الله بها من سلطان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير