هذا كلام في غاية الرّوعة، بارك الله فيك فهذا ما أعتقده في الآية وهو ما حفّزتك لبيانه، وهذا هو المغزى الحقيقي من بحث المجاز وهو حقيقة القطب الذي تدور عليه حجر الرحى. إذا لا يجوز لأحد أن يقول إن الآية الكريمة تدل على جارحة ليست كجوارح البشر.
معاذ الله أن أتكلم بهذه العجمة في تفسير كلام الله العربي!!
وإنما قصدتُ أنك أخطأت في جعلك (الأيد) في هذه الآية هي من مادة (اليد) وهذا خطأ!
قال الشنقيطي:
(قوله تعالى في هذه الآية الكريمة {بَنَيْنَـ?هَا بِأَيْدٍ}، ليس من آيات الصفات المعروفة بهذا الاسم، لأن قوله {بِأَيْدٍ} ليس جمع يد: وإنما الأيد القوة، فوزن قوله هنا بأيد فعل، ووزن الأيدي أفعل، فالهمزة في قوله: {بِأَيْدٍ} في مكان الفاء والياء في مكان العين، والدال في مكان اللام. ولو كان قوله تعالى: {بِأَيْدٍ} جمع يد لكان وزنه أفعلاً، فتكون الهمزة زائدة والياء في مكان الفاء، والدال في مكان العين والياء المحذوفة لكونه منقوصاً هي اللام.
والأيد، والآد في لغة العرب بمعنى القوة، ورجل أيد قوي، ومنه قوله تعالى {وَأَيَّدْنَـ?هُ بِرُوحِ ?لْقُدُسِ} أي قويناه به، فمن ظن أنها جمع يد في هذه الآية فقد غلط فاحشاً، والمعنى: والسماء بنيناها بقوة)
(فالأيد) في لغة العرب بمعنى القوة.وليس ثَم علاقة بين الأيد واليد وذلك أن الهمزة في (أيد) أصلية
(أيد) الهمزة فيها أصلية: آد يئيد أيدا، والأيد القوة ولها معانٍ أخر
فالهمزة هنا ليست للجمع ولكنها همزة أصلية في الكلمة.هذا لأجل أن معناها القوة.
فإذن هذه الآية {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} ليست هنا جمع (يد)
يعني (والسماء بنيناها بقوة وإنا لموسعون) ويدل عليه قوله جل وعلا في سورة ص {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
فوصفه جل وعلا بما لم يشترك فيه مع غيره.
من جهة اليدين كل إنسان له يدين.
فوصفه جل وعلا بما ليس في غيره وهو أنه ذو القوة التي اختصه بها، خصه الله جل وعلا بها فقال ?ذَا الْأَيْدِ?
فالأيدُ مصدرٌ من آيد يئيدُ ..
قال ابنُ فارس:
[(أيد) الهمزة والياء والدال أصلٌ واحد، يدلّ على القوة والحِفْظ. يقال أيّدَه الله أي قوّاه الله. قال تعالى: والسَّماءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ]
قال في القاموس المحيط:
( .. آدَ يَئِيدُ أيْداً: اشْتَدَّ وقَوِيَ. والآدُ: الصُّلْبُ والقُوَّةُ كالأَيْدِ. وآيَدْتُهُ مُؤَايدَةً وأيَّدْتُه تأييداً فهو مُؤْيَدٌ ومُؤَيَّدٌ: قَوَّيْتُه. وككِتابٍ: ما أُيِّدَ به من شيءٍ والمَعْقِلُ والسِّتْرُ والكَنَفُ والهَواءُ واللَّجَأُ والجَبَلُ الحَصينُ والتُّرابُ يُجْعَلُ حَوْلَ الحَوْضِ والخِباءِ و من الرَّمْلِ: ما أشْرَفَ ومَيْمَنَةُ العَسْكَرِ ومَيْسَرَتُه وحَيٌّ من مَعَدٍّ وكَثْرَةُ الإبِلِ. والمُؤْيِدُ كمُؤْمِنٍ: الأَمْرُ العظيمُ والدَّاهِيةُ ج: مَوائِدُ. وتَأَيَّدَ: تَقَوَّى).
وقال ابنُ دريد في :
( .. والأَيْد: القوّة، وكذلك الأَوْد. ورجل ذو آد وذو أَيْدٍ، أي قوة. ومنه قوله عزّ وجلّ: " والسماءَ بنيناها بأَيْدٍ "، أي بقوّة .. )
وقال امرئ القيس:
فأَثَّتْ أَعالِيه وآدَتْ أُصولُه ** ومال بِقُنْيَانٍ من البُسْر أَحمَرَا
وقال تعالى: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب}
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Oct 2009, 06:00 م]ـ
ولم نقل أن الزينة هي ستر العورة فحسب .. بل كل لباس من أول ستر العورة وانت طالع = فهو زينة ..
وإذا ثبت أن اللباس الذي يستر العورة قد سُمي في الكلام العربي زينة = فما فوقه من باب أولى ...
قال مجاهد وغيره في تفسير الآية المذكورة: (خذوا زينتكم عند كل مسجد)، قال: ما وارى العورة ولو عبَاءة.
أفينكر فقيه بعد ذلك أن ما وارى العورة في الكلام العربي يقال له: زينة؟؟!!
وهل إثبات هذا القدر ينفي الزينة عما زاد عليه؟؟!!
أي عربي فقيه يقول هذا؟؟!!
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[18 Oct 2009, 09:12 م]ـ
أعان الله أبا فهر لأنه يضطر في كل مرة أن يخوض نقاشاً يُفهِّمُ فيه بعضَ الأخوة نظرية المجاز وينقدها، ولعل الإحالة إلى مقالاته السابقة أجدى وأكثر حفظاً للوقت والجهد، سيما أن بعض الأخوة يناقشونه وهم لم يفهموا بعد نظرية المجاز فضلاً عن فهم نقده - أو نقد شيخ الإسلام قبله - لها.
المقالات هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=87082&postcount=73
أخي أبا الحسنات ...
للدكتور عبد المحسن العسكر وفقه الله محاضرة في إثبات المجاز، ولا أظنك إلا تعرف هذا، وتعرف أيضاً نقد أبي فهر لمحاضرة الدكتور ...
والدكتور عبد المحسن من أهل العلم باعتراف أبي فهر نفسه ...
ويبقى الأمر مرهوناً بقوة الدليل ...
ولا شك أن قوة الدليل ليس في وسع كل واحد أن يدركها ويقف عليها، ولكن أنبه على أن رجلاً فاضلاً من أهل العلم كالدكتور العسكر يقول بالمجاز ...
¥