ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Oct 2009, 05:28 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الله وفقك الله
وجود حوادث لا أول لها ممتنع لا لأن الله لم يكن خلاقا قادرا ثم كان
وإنما لأن الله أخبر أنه هو الأول ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"كان الله وليس معه شيء".
ولولا ذلك لقلنا إن وجود حوادث لا أول لها ممكن بناء على ما اتصف به الله من صفات.
ولكن السؤال الذي أود أن أطرحه على الإخوة الأفاضل هو:
إذا كان الخلاف قد وقع في هذه المسألة فهل يمكن رفع هذا الخلاف؟
وإذا كان الجواب بالنفي فالسؤال:
هل لهذا الخلاف من ثمرة؟
وهل يلزم من الخلاف تبديع أو تفسيق المخلاف؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[19 Oct 2009, 11:21 ص]ـ
أخي الفاضل حجازي الهوى
وفقك الله
ليس هناك تعارض البتة بين ما يدل عليه اسم الله (الأول)
وبين القول بحوادث لا أول لها
ربما بعض الناس لم يفرق بين
القول بحوادث لا أول لها، والقول بأن الكون قديم أزلي مساو في وجوده لوجود الخالق أو مقارن له
وهذا التصوران مختلفان تماما
فأحدهما وهو الباطل قول من قال إن في هذا الكون شيئا معينا سواء كان هو الكون كله أو شيء منه كالمادة مثلا: أزلي
والقول الثاني وهو الحق:
أنه ليس في هذا الكون شيء أزلي، بل كل ما فيه حوادث لها لكل منها بداية ونهاية، وإن كانت سلسلة الحوادث ممتدة في الماضي إلى ما لانهاية
فالحادث رقم 1، قبله الحادث رقم 2، والحادث رقم 2، قبله الحادث رقم 3 وهكذا إلا ما لا نهاية
وإن كان الحادث رقم واحد له بداية ونهاية، وكذا الثاني والثالث، وليس أي منها أزليا
مثال لو قلنا عمر الجنس البشري على الأرض عشرة آلاف سنة مثلا
هل هو كمن قال إن عمر زيد من الناس عشرة آلاف سنة
الله هو الأول وليس قبله شيء
وليس هناك وجود مقارن لوجوده سبحانه وتعالى
ولكن هذا لا يلزم منه نفي حوادث لا أول لها
لأن الله الأول بلا ابتداء،
فليس هناك حد لأولويته جل وعلا
وحدوث الحوادث يتم بعد إرادته وأمره سبحانه
ومع ذلك فلا يلزم أن يكون لها أول
وليس هناك تعارض بين أن الله الاول فليس قبله شيء
وأن الحوادث لا أول لها
بل نقول الله الأول ليس قبله شيء، ولا مقارن لوجوده، والله لم يزل خالقا فعالا مريدا،
ولا يمنع من وجود حوادث لا أول لها
فإذا تبين لك أخي الكريم أن اسم الأول لا يعارض الاعتقاد بحوادث لا أول لها
علمت أن القطع بأن الله لم يخلق شيئا قبل هذا الكون المشاهد
قول على الله بغير علم
كما إنه مخالف - كما ذكرت- لما تقتضيه اسماؤه الحسنى وصفاته العلى
وهو سبحانه له المثل الأعلى
فأي وصف له بالكمال من يصفه بأنه قبل هذا الخلق المشاهد لم يخلق ولم يدبر ولم يكن هناك مخلوق يكلمه أو يأمره أو يدبره أو يملكه
إن مقتضى هذا القول تعطيل آثار أكثر الأسماء والصفات
وكل هذا بدون معارض من نص ولا عقل صحيح
ومع ذلك فأقول ما قاله العلامة سفر الحوالي بعد مقدمة كتاب قدم العالم وتسلسل الحوادث لكاملة الكواري:
أن الله تعالى متصف بصفات الكمال أزلاً وأبدلاً ومنها كونه خالقاً لما يشاء متى شاء فعال لما يريد فلم يأت عليه زمن كان معطلاً فيه عن الخلق او الكلام أو غير ذلك من صفات كماله ونعوت جلاله.
أن كل ما سوى الله تعالى مخلوق له مربوب كائن بعد أن لم يكن.
... وبعد هذا إن أمكنه أن يفهم الفرق بين النوع والآحاد وبين حكم الواحد وحكم المجموع فقد انكشف له أصل المسألة، وإن لم يفهمه فلا يضيره الوقوف بالساحل وإنما الضير في التخبط بلا هدى"
ملاحظة:
الممتنع: هو الذي يحيل العقل وجوده،
فلا معنى لكون الشيء ممتنعا إلا أن يكون محالا وجوده أبدا،
والقول بان الله قادر على إحداث الحوادث، وأنها في ذات الوقت ممتنعة تناقض لم يقل به أحد.
بل من هناك من قال الحوادث ممكنة، ولكن الله لم يخلق
وكونها ممكنة أو موجودة فعلا، فالمحظور الذي ظنوا الفرار منه واحد
فإمكان أن يكون الكون أزليا على حسب فهمهم
أو كون الكون أزليا فعليا
كلها من جهة المعتقد واحدة
فإن كان يعقتدون بكفر من قال إن الكون أزلي، فهو كذلك لمن اعتقاد إمكان كونه أزليا
فالذي يعتقد أن مع الله إله آخر حقا
أو يعتقد إمكان أن يكون مع الله إله آخر
كلها كفر
وهذا يدلك على خطورة الخوض في مسائل لا يحسنها الإنسان، ولايعرف لوازمها، ولا يدري معاني مصطلحاتها،
فهو يقول الشيء ونقيضه، ويذم الشيء وهو لازم قوله، والله وحده الهادي إلى سواء السبيل
أما الحديث فجوابه سهل من وجوه كثيرة
لكن إن كان ما ذكرت أعلاه كافيا، فعسى، وإن لم يكن فلك أن تناقش بما شئت
مع أني أذكرك ونفسي بتقوى الله
وأن هذا الباب ليس محلا للجدل المذ موم وإنما هو رغبة في الوصول إلى الحق، لأن موضوع صفات الله تبارك وتعالى، وحقها التعظيم
والله يحفظك
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[19 Oct 2009, 12:18 م]ـ
عجبت من بعض الناس يقول على الله تعالى اقوالا مبنية على شبهات ثم يقول: هذا الباب ليس محلا للجدل؟؟؟
اعلم هداك الله أنك ما دمت أتيت بآراء يراها محاورك باطلة فلا بد من الجدل، لكن الجدل بعلم وأدب.
واعلم أيضا أن كلامك متناقض تناقضا يجعلني لا أقبله وغيري من العقلاء الذين سيكتشفون موضع التناقض في كلامك لا يقبلون به.
وأيضا عليك أن لا تقبله إذا كنت عاقلا لأن فيه موضع تناقض، لا أن تتمسك به لأن فلانا قال به.
فالحق في هذه المسألة واحد.
وأوجه التناقض في كلامك عديدة، ومنها قولك:
فالحادث رقم 1، قبله الحادث رقم 2، والحادث رقم 2، قبله الحادث رقم 3 وهكذا إلا ما لا نهاية.
فهذا الكلام متناقض لأنه مع فرض حوادث لا أول لها لن نقف على حادث رقم 1، فإن الحادث رقم 1 غير موجود لأنه كلما فرضت أن ثمة حادثا رقمه 1 فسيكون قبله حادث آخر وهكذا لا إلى أول.
فإذا تاملت في هذا الكلام السهل علمت أن كلامك متناقض حيث أثبت الأولية لحادث وافترضت أنه رقم 1 مع أنه ليس رقم 1 لأن قبله حوادث لا أول لها.
سبحانك الله وبحمدك، تنزهت وتعاليت علوا كبيرا.
¥