تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال أبو علي الفارسي: السنة على معنيين: أحدهما: يراد بها ـ الحول والعام ـ والآخر يراد بها ـ الجدب ـ وهو خلاف الخصب فمما أريد به الجدب قوله صلى الله عليه وسلّم: "اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنين يوسف" وقول عمر رضي الله عنه: إنا لا نقع في عام السنة، فلما كانت السنة يعني بها الجدب، اشتقوا منها كما يشتق من الجدب. ويقال: أسنتوا، كما يقال أجدبوا. قال الشاعر:

ورجال مكة مسنتون عجاف

أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة بن أبي وقاص يوم أحد حين كسر رباعيته، وأدمى وجهه، فقال: «اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافرا، فما حال عليه الحول (1) حتى مات كافرا إلى النار»


(1) الحول: العام أو السنة
قال النيسابوري: {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين} أي بسني القحط. فالسنة من الأسماء الغالبة غلبت على القحط كالدابة والنجم، وقد يراد بها في غير هذا الموضع الحول والعام. قال أبو زيد والفراء: بعض العرب يقول هذه سنين ورأيت سنيناً فيعرب النون ومنه قول الشاعر:
دعاني من نجد فإن سنينه ... لعبن بنا شيباً وشيبننا مرداً.
والسنون من الجموع المصححة الشاذة.
وفي كتاب اللطائف في اللغة:
أسماء السنة كثيرة ومنها: الحقبة الحقب الخريف العجوز العام الحجة.
وفي المحيط في اللغة: الحَوْلُ: سَنَةٌ بأسْرِها، حالَ الحَوْلُ يَحُوْلُ حَوْلاً وحُؤُوْلاً. وأحَالَ الشَّيْءُ: أتى عليه حَوْلٌ،
نتبين من كل ما سبق اختلاف أهل اللغة في معنى السنة وإضافة معاني اليها غير القحط والشدة. وانها أحياناً تتفق مع مصطلح العام وأحياناً أخر تبتعد عنه قليلاً. بالإضافة الى اختلاف المعنى العام الدقيق في مصطلح السنة والعام بما لا يستغني عنه الباحث في هذا الأمر. والذي لولا مخاضنا فيه لما عرفنا حقاً الفرق الدقيق بين هذه المصطلحات المتشابه التي تخفى على كثير من الخلق. والفضل يعود بعد الله تعالى الى الأخ الفاضل الأستاذ عصام الذي أتحفنا بما عنده أولاً واستثارنا بما فيه الكفاية لنخرج بعض الخبء من أهل العلم لتعم الفائدة على الجميع.

بارك الله في الجميع واشكر كل من اهتم وتابع. والحمد لله رب العالمين.

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[15 Nov 2010, 12:09 م]ـ
أخي الفاضل تيسير
إنما كان البحث في أول أمره (من أول مشاركة) محاولة للكشف عن الفروق بين الكلمات في الاستعمال القرآني .. ولا زال.
والاستعمال القرآني استعمال دقيق لا مكان فيه للأغلبية التي تنقلها في الاستعمال العربي لهذه الألفاظ والمتناقضة أحياناً.
ولا أمنع من تناول استعمال العرب لهما في هذا البحث، وقد استحسنت تغيير الإخوة للعنوان، ليتسع البحث والنظر، ولكن بشرط أن لا يخلط بينهما.
ولا سيما أن القرآن يقصد إلى التفريق بينهما قصداً ظاهراً بالمخالفة بين اللفظين في السياق الواحد، كشأنه في كل المترادفات، كما لا يخفى.
مثال ذلك قوله تعالى (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً).
وقوله: (قال: تزرعون سبع سنين دأباً ... ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد ... ثم يأتي من بعد ذلك عام ... ).
وأحسب أنه صار معلوماً للباحثين في السياق القرآني أن للقرآن نهجاً فريداً دقيقاً في استعمال الألفاظ المترادفة والمخالفة بينها، نتدارسه ونستفيد منه ونقدره قدره، ونحاكم لغة العرب إليه، لا العكس.
والحقيقة أني أشكرك لأنك حفزتني وأثرتني للنظر والتدبر والتدقيق، وأني حفزتك وأثرتك كما ذكرتَ: "بما فيه الكفاية لنخرج بعض الخبء من أهل العلم لتعم الفائدة على الجميع".

ـ[عبدالرحمن النور]ــــــــ[19 Nov 2010, 09:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله أجمعين، وبعد:-
فإن الفرق بين السنة والعام والحول يتمثل في تعريف هذه المسميات وما ترتبط به:-
السنة هي مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الشمس، أي دورة الشمس الزمنية الكاملة.
العام هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" القمر، أي دورة القمر الزمنية الكاملة.
الحول هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الإنسان، أي دورة " حال/فعل " الإنسان الزمنية الكاملة.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير