تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ج. بيان الطريق الموصل إلى الله تعالى؛ لأن الإنسان لا يعرف ما يجب لله على وجه التفصيل إلا عن طريق الرسل. ص27 ـ 28.

8 ـ قضاء الله ـ عز وجلّ ينقسم إلى قسمين:

أ.قضاء شرعي.

ب.قضاء كوني.

فالقضاء الشرعي: يجوز وقوعه من المقضي عليه وعدمه، ولا يكون إلاّ فيما يحبه الله. مثال ذلك: هذه الآية: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلاّ إياه)؛ فتكون قضى بمعنى: شرع، أوبمعنى: وصّى، وما أشبههما.

والقضاء الكوني: لا بد من وقوعه، ويكون فيما أحبه الله، وفيما لا يحبه. مثال ذلك: قوله تعالى: (وقضينا إلى بني إسرائيل لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً) فالقضاء هنا كوني؛ لأن الله لا يشرع الفساد في الأرض، ولا يحبه.

إذا قيل: ثبت أن الله قضى كوناً ما لا يحبه؛ فكيف يقضي الله ما لا يحبه؟

فالجواب: أن المحبوب قسمان:

ـ محبوب لذاته.

ـ محبوب لغيره.

فالمحبوب لغيره قد يكون مكروهاً لذاته، ولكن يحب لما فيه من الحكمة والمصلحة؛ فيكون حينئذ محبوباً من وجه، مكروها ًمن وجه آخر. مثال ذلك: الفساد من بني إسرائيل في حد ذاته مكروه إلى الله؛ لأن الله لا يحب الفساد، ولا المفسدين، ولكن للحكمة التي يتضمنها يكون بها محبوباً إلى الله عزوجل من وجه آخر.

فإن قيل: كيف يتصور أن يكون الشيء محبوباً من وجه مكروهاً من وجه آخر؟

فيقال: هذا الإنسان المريض يعطى جرعة من الدواء مرة كريهة الرائحة واللون فيشربها، وهو يكرهها لما فيها من المرارة واللون والرائحة، ويحبها لما فيها من الشفاء، وكذا الطبيب يكوي المريض بالحديدة المحماة على النار، ويتألم منها؛ فهذا الألم مكروه له من وجه محبوب له من وجه آخر.

فإن قيل: لماذا لم يكن قوله: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) من باب القضاء القدري؟ أجيب: بأنه لا يمكن؛ إذ لو كان قضاءً قدرياً لعبد الناس كلهم ربهم، لكنه قضاء شرعي قد يقع ولا يقع. ص31 ـ 32.

9 ـ تنقسم العبودية إلى ثلاثة أقسام:

أ. عامة، وهي عبودية الربوبية، وهي لكل الخلق، قال تعالى: (إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) ويدخل في ذلك الكفار.

ب. عبودية خاصة، وهي عبودية الطاعة العامة، قال تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً)، وهذه تعم كل من تعبّد لله بشرعه.

ج. خاصة الخاصة، وهي عبودية الرسل عليهم الصلاة والسلام قال تعالى عن نوح: (إنه كان عبداً شكوراً) وقال عن محمد: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا)، وقال في آخرين من الرسل: (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار) فهذه العبودية المضافة إلى الرسل خاصة الخاصة؛ لأنه لا يبارى أحد هؤلاء الرسل في العبودية. 33 ـ 34.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 May 2010, 01:25 م]ـ

10 ـ قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه؛ فليقرأ قوله تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرّم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً). هذا التعبير من ابن مسعود يدل على جواز مثله، مثل: قال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصية محمد صلى الله عليه وسلم، ولا ينافي قوله تعالى: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) لأن دعاء الرسول هنا أي: مناداته؛ فلا تقولوا عند المناداة: يا محمد! ولكن قولوا: يارسول الله! أما الخبر؛ فهو أوسع من باب الطلب، ولهذا يجوز أن تقول: أنا تابع لمحمد صلى الله عليه وسلم، أو اللهم صلّ على محمد، وما أشبه ذلك. ص44.

11 ـ شريعة من قبلنا لها ثلاث حالات:

الأولى: أن تكون مخالفة لشريعتنا؛ فالعمل على شرعنا.

الثانية: أن تكون موافقة لشريعتنا؛ فنحن متبعون لشريعتنا.

الثالثة: أن يكون مسكوتاً عنها في شريعتنا، وفي هذه الحال اختلف علماء الأصول: هل نعمل بها، أو ندعها؟ والصحيح أنها شرع لنا، ودليل ذلك قوله تعالى: (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده). ص72.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير