تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والأحرار يردون على التهديد بالتصميم الشديد الأكيد، والعزم العنيد أن لا محيد عن بلوغ الهدف، ولو نَبيد. بمثل هذه العزمات تتحقق الغايات، وبمثل هذه الإرادات تنجز أعظم المنجزات وتتحقق المهمات.

لقد تحدى قائد المتطوعين والمقاومين في لبنان هذا العدو المتغطرس فلم يرد العدو عليه بكلمة. ولماذا يعربد على بقية العرب، ولا يملك مثل هذه الجرأة في مواجهة هؤلاء؟ في الوقت الذي يوغل فريق في مشروع التواطؤ والخيانة، يتوغل فريق في دروب الحرية والكرامة، ويصل بمتطوعين مع هذا العدو إلى درجة توازن الرعب وتوازن الرد، وهذا بحد ذاته يسقط كل نظريات السلام والاستسلام والتعاون والتنسيق والاعتراف ..

يا هؤلاء، يا عرب التواطؤ، لقد دمرتم قيم الناس، ونشرتم ثقافة الاستخذاء والاستجداء بدل ثقافة الصمود والصبر في ميادين البأساء، وفي مواجهة الأعداء، قضيتم في نفوس أتباعكم على كل معاني العزة والإباء والكبرياء .. وأحللتم مكانها الهوان والذل أمام الأذلاء.

وأما أنتم يا قافلة الشرفاء، فلقد وضعتم كيان الأشقياء في أحرج الزوايا. فإن ترككم تمرون أسقطتم حصاره الذي زاد على الألف يوم.

وإن تعرض لكم كشفتم خسته ووحشيته، وتعديه على كل ما تتبجح به الحضارة الغربية من قيم الحرية وحقوق الإنسان.

إن الذين على متن السفن يمثلون عشرات الدول. ومنها شخصيات أوروبية من العالم المتمدن المتقدم .. إذا كان الناس لا يعدون البشر بشراً إلا من مستوى دخلهم!

إن في قافلة الأحرار بضعة مئات نعم، لكن القلوب التي تحوطها وتدعو لها وتتابع خطوها موجة موجة، وتراقب النسائم نسمة نسمة .. هذه القلوب تعد بمئات الملايين.

إن الصراع بين الحق والباطل .. الحق المجرد، والباطل المدجج هذا الصراع يتجدد ويتجسد. وستكون الغلبة إن شاء الله للحق وإن بدا مجرداً.

لقد كسبت القضية الفلسطينية نصيراً جديداً هو تركيا. وكسب صمود غزة تعاطف العالم، وضم إلى المؤيدين زعيماً مهماً ورائعاً هو رجب طيب أردوغان .. ويبدو أن علاقات تركيا مع الكيان آخذة في التدهور، بل وصلت إلى حد التلويح بالتهديد إزاء تعرض دولة البغي للقافلة؛ لأن دولة تركيا تحترم سيادتها .. هنا السيادة يا سادة لا في "مرمطة" أنصار فلسطين!

إن صور أردوغان تغطي شوارع غزة. أوَتظنون أيها العرب أن أهل غزة لا يحبون أن تملأ صور الزعماء العرب شوارعهم؟ بلى والله يحبون. لكنّا ما قدمنا لهم ما يجعلهم يفعلون هذا. على كل حال. إن معادلة الصراع آخذة في التغير.

وإن السكون الذي خيّم على القضية وران عليها، بدأ يتمزق أديمه، ويتخرق غلاف الصمت .. لتعود القضية من جديد حية في كل وجدان. الصمت العربي والتنازل العربي أوصلنا إلى واقع زري لم يكن يحلم به أحد لا في معسكر الأعداء ولا الأصدقاء.

من كان يحلم أن العالم العربي لا يجرؤ أن يذيع أغنية: الحلم العربي فكيف يجرؤ على تجسيد "الحلم العربي"؟

إن قافلة الحرية ستسقط كثيراً من أوراق التغليف، وكثيراً من الأقنعة التي تخفي أطناناً من الزيف. ستعري قافلة الأحرار، غابة المتوحشين، والوجوه المنمقة المزوقة التي تخفي وراءها سماً ناقعاً .. كل هذا سيسقط. سيسقط عن العدو ادعاؤه تمثيل الحضارة الغربية وقيمها في وسط محيط الهمج المتوحشين.

ستسقط هيبة هذا العدو، ويظهر على حقيقته، عاجزاً أمام الإصرار .. إصرار الأحرار.

قافلة الأحرار ستجعل مزيداً من الشرفاء ينضمون إلى مواكب الأحرار والمتعاطفين مع الأحرار. قضيتكم بالحركة لا بالعمالة تكسب الأنصار. المقاومة هي الطريق. والمقاومة هي الحل. والمقاومة السلمية يا دول العالم العربي ويا "منظمة المقاومة" سابقاً .. أليست هذه صورة من المقاومة السلمية فهلا انضممتم لها وأنتم تؤمنون كما تزعمون بالمقاومة السلمية؟ والإعلام العربي لم يغسل يده منها؟

يا أحرار، يا شرفاء، كل القلوب معكم، وكل الشعوب معكم، ورب الشعوب والقلوب معكم.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[31 May 2010, 09:21 م]ـ

سددوا وقاربوا

بارك الله بالدكتور وعزيمته

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 May 2010, 09:25 م]ـ

كل ذلك ستكشفه الأيام القليلة القادمة ..

فلا أردوغان سيعادي إسرائيل، ولن يقطع علاقاته معها؛ بل ستزداد تلك العلاقة ..

كل هذا الذي تسمعه إنما هو للاستهلاك الإعلامي بلا زيادة ولا نقصان ..

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[31 May 2010, 09:35 م]ـ

وهل كلامك هذا يا أخي يسدد ويقارب ويبعث في الناس الهمم؟؟؟؟ هداك الله وسدد خطاك

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 May 2010, 09:42 م]ـ

هداك الله وسدد خطاك

وإياك.

آمين.

وموعدنا بعد أيام قلائل إن شاء الله تعالى.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 May 2010, 11:43 م]ـ

سلمت يداك

يا دكتور نعيمان

وبارك فيك وفي قلمك

وبارك في من نقلت عنه

وأقول لك إن الأوراق قد سقطت منذ زمن بعيد

ولكننا في زمن

يصدق على أكثر المعنيين بالقضية قول الله تعالى:

"أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا"

أسأل الله أن يرد هذه الأمة إلى كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ردا جميلا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير