تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أَمَّا الْكِتَابُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَل اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} وَقَوْلُهُ: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَْرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَْرْضِ}. فَقَدْ قَال الزَّيْلَعِيُّ: إِنَّ الْمَقْصُودَ بِالنَّفْيِ هُنَا الْحَبْسُ.

وَأَمَّا السُّنَّةُ فَقَدْ ثَبَتَ: أَنَّ الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَبَسَ بِالْمَدِينَةِ أُنَاسًا فِي تُهْمَةِ دَمٍ، وَحَكَمَ بِالضَّرْبِ وَالسَّجْنِ، وَأَنَّهُ قَال فِيمَنْ أَمْسَكَ رَجُلاً لآِخَرَ حَتَّى قَتَلَهُ: اقْتُلُوا الْقَاتِل، وَاصْبِرُوا الصَّابِرَ. وَفُسِّرَتْ عِبَارَةُ اصْبِرُوا الصَّابِرَ بِحَبْسِهِ حَتَّى الْمَوْتِ؛ لأَِنَّهُ حَبَسَ الْمَقْتُول لِلْمَوْتِ بِإِِمْسَاكِهِ إِيَّاهُ.

وَأَمَّا الإِِْجْمَاعُ فَقَدْ أَجْمَعَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ، عَلَى الْمُعَاقَبَةِ بِالْحَبْسِ. وَاتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الْحَبْسَ يَصْلُحُ عُقُوبَةً فِي التَّعْزِيرِ. وَمِمَّا جَاءَ فِي هَذَا الْمَقَامِ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَجَنَ الْحُطَيْئَةَ عَلَى الْهَجْوِ، وَسَجَنَ صَبِيغًا عَلَى سُؤَالِهِ عَنِ الذَّارِيَاتِ، وَالْمُرْسَلاَتِ، وَالنَّازِعَاتِ، وَشِبْهِهِ، وَأَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَجَنَ ضَابِئَ بْنَ الْحَارِثِ، وَكَانَ مِنْ لُصُوصِ بَنِي تَمِيمٍ وَفُتَّاكِهِمْ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَجَنَ بِالْكُوفَةِ. وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَجَنَ بِمَكَّةَ، وَسَجَنَ فِي " دَارِمٍ " مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ لَمَّا امْتَنَعَ عَنْ بَيْعَتِهِ."

هذا بعض ما توفر عندي عن هذا الموضوع ولا يخلو كتاب فقهي من أمهات كتب المذاهب من الكلام عن كون السجن عقوبة تعزيرية.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Jun 2010, 09:00 ص]ـ

جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبو سعد على هذه المعلومات القيمة وبارك فيك ولك. اتضحت الصورة الآن لدي وإن شاء الله تعالى أتابع الموضوع من الكتب التي أشرت لها زادك الله علماً ونفع بك وسددك على طريق الحق والصواب.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Jun 2010, 09:18 ص]ـ

حينما حبس عمر بن الخطاب الحطيئة.ذهب اليه في سجنه ليلاً. فقال له الحطيئة:

ماذا تقول بأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

وهذه من لطائف الكنايات فهي كناية عن الضعف والحاجة إلى المعيل

وقد كان هذا البيت سبب في إطلاق سراح الحطيئة وذلك لهجائه الزبرقان بن قيس

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Jun 2010, 09:28 ص]ـ

رحم الله عبد القادر عودة. وجزا الله قاتله بما يستحق. فقد كان رحمه الله خُلُقُ كله. إضافة الى علمه الغزير الوفير الذي حرم الناس منه بعد إعدامه. وما أجمل خلق الداعية حينما يسطر إنموذجاً في الأدب والخلق الجم. حينما اقتيد الى حبل المشنقه لم يسعه إلا أن قال: اللهم اغفر لي وللذين أساؤا اليّ.

رحمه الله ورحم الله استاذه سيد قطب والفرغلي وجميع تلك الفئة التي خلت. ونسأل الله تعالى أن يجمعهم بصحبهم الأخيار من الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً

وجزاك الله خيراً أخي أبا سعد على تلك الإضافات الرائعات

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 Jun 2010, 10:51 ص]ـ

احب أن أذكر الى أمر مهم وهو أن السجن والحبس أصله من مجرد الفعل لا في السجن المخصوص بجدران وأبواب.

وقد ورد في هذا المعنى آيات كقوله تعالى:

"فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ" [محمد/4]

وذكر الأخوة آيات وأحاديث قي مشاركاتهم أضيف اليها:

قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ [الشعراء/29]

والسجن أغلبه في عقوبة التعزير وقد نقل ابو سعد ما يكفي جزاه الله خيرا

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Jun 2010, 02:04 م]ـ

الأخت الفاضلة سمر

الأخوة الأفاضل

تيسير

مجدي

شكر الله لكم وجزاكم خيرا ونفع بكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير