تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

للجامعة، وكان يحضر للمدينة أحياناً لرئاسة المجلس الأعلى وينيب عنه في حال عدم حضوره سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وفي هذا النظام يشارك في عضوية المجلس الأعلى عشرة أعضاء من خارج المملكة يمثلون مختلف المناطق الإسلامية، ويصدر أمر ملكي بتعيينهم لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد بناء على اقتراح رئيس الجامعة.

(6): كان في الجامعة عام افتتاحها كلية واحدة هي كلية الشريعة ومعهد ثانوي، وقد بدأت الدراسة فيها في يوم الأحد الموافق الثاني من جمادى الآخرة عام 1381هـ، وكان عدد طلاب الكلية خمسة وثمانين طالباً وطلاب المعهد الثانوي مائة وواحداً وسبعين طالباً.

(7): وصلت إلى المدينة في 29/ 4/1381هـ وعيِّنت مدرساً في الجامعة في المرتبة الثالثة راتبها 1400 ريال، وكان سلَّم الرواتب آنذاك عكس السلم في الوقت الحاضر كلما قل رقم المرتبة كثر راتبها، وكنت بحمد الله أول من ألقى درساً في كلية الشريعة في اليوم الذي بدأت فيه الدراسة، ومن الذين درَّسوا فيها عام افتتاحها شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عطية محمد سالم رحمهما الله.

وكم كان فرحي عظيما عندما سمعت بتعيين الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في إدارة الجامعة؛ إذ يسر الله لي صحبة هذا الرجل الفاضل العظيم أربعة عشر عاماً، وقد اختارني رحمه الله عضواً في مجلس الجامعة طيلة هذه المدة.

(8): زار الملك فيصل رحمه الله الجامعة ثلاث مرات، الأولى في عام 1382هـ، والأخيرة في مطلع عام 1393هـ، وكان في زيارته يزور بعض الفصول الدراسية، وقد حضر لي في الزيارة الأولى درساً في مادة التوحيد، وفي الأخيرة درساً في مادة الفقه، والزيارة الثالثة في عام 1384هـ، وارتجل في الحفل الذي أقامته الجامعة في هذه المناسبة كلمة عظيمة، وألقيتُ بين يديه كلمة المدرسين، وقد أثبتُ الكلمتين في رسالة: ((عالم جهبذ وملك فذ: (الشيخ محمد بن إبراهيم والملك فيصل رحمهما الله))) طبعت في عام 1402هـ، وطبعت ضمن مجموع كتبي ورسائلي (6/ 425 ــ 446) في عام 1428هـ.

(9): عيِّنت نائباً لرئيس الجامعة بترشيح من الشيخ عبد العزيز رحمه الله وموافقة الملك فيصل رحمه الله، وصدر بذلك قرار مجلس الوزراء في 30/ 7/1393هـ، وكنت المسئول الثاني في الجامعة إلى حين انتقال الشيخ عبد العزيز إلى الرياض في أوائل شوال عام 1395هـ، وبعد ذلك كنت المسئول الأول إلى شوال سنة 1399هـ إذ أُعفيت من العمل بطلب مني لما طرأ على بصري من ضعف لكثرة النظر في أوراق الجامعة، وكنت قبل عملي في نيابة الجامعة أقود السيارة مدة عشر سنوات.

(10): قمت بحمد الله بالتدريس في الجامعة حتى الآن مدة خمسين سنة كملت في يوم الأحد الموافق الثاني من جمادى الآخرة هذا العام 1431هـ، وفي السنوات الست التي كنت فيها مسئولاً في الجامعة لم أتخلَّ عن إلقاء محاضرتين كل أسبوع في كلية الشريعة، وتم لي أيضاً بحمد الله وفضله في هذا الشهر إكمال تدريس كتب الحديث الستة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان البدء في تدريسها في مطلع المحرم 1406هـ، ابتداءً بصحيح مسلم ثم صحيح البخاري ثم سنن النسائي ثم سنن أبي داود ثم جامع الترمذي ثم سنن ابن ماجه الذي تم الانتهاء منه مساء السبت 15/ 6/1431هـ.

(11): كليات الجامعة خلال نصف هذا القرن خمس، وهي كلية الشريعة التي أُنشئت عام افتتاح الجامعة، وكلية الدعوة وأصول الدين افتتحت في عام 1386هـ، وكلية القرآن الكريم افتتحت في عام 1394هـ، وكلية اللغة العربية افتتحت في عام 1395هـ، وكلية الحديث افتتحت في عام 1396هـ، وعند افتتاح كلية القرآن الكريم طُلب من مدرس مادة القرآن في المعهد الثانوي التزويد بأسماء الذين يحفظون القرآن كاملاً لتوجيههم للدراسة في هذه الكلية، ولكونها جديدة لم يرغب الطلبة في الدراسة فيها، وبعد بدء الدراسة فيها بفترة حضر عندي في المكتب ــ وكنت مسئولاً في الجامعة ــ طلابها يطلبون إعفاءهم وتحويلهم إلى كليات أخرى، قلت لهم: أتدرون لماذا جئتم؟ إنكم جئتم تطالبون بإغلاق كلية القرآن! وشجعتهم على الاستمرار ووعدتهم بالعمل على تمييز طلبة كلية القرآن على غيرهم من طلاب الكليات الأخرى، وذلك بتخصيص مكافأة زائدة على مكافأة طلاب الكليات الأخرى، وعند إعداد جدول الأعمال لدورة المجلس الأعلى التي رأسها سمو الأمير فهد رحمه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير