تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الله جُعل موضوع مكافأة طلبة كلية القرآن أول موضوع في الجدول، فتمت دراسته بحضوره وخُصص لهم مبلغ يكون زائداً على مكافأة غيرهم من الطلاب، وأناب رحمه الله سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في رئاسة بقية الجلسات.

(12): تولى إدارة الجامعة خلال نصف هذا القرن ستة، هم: شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، ثم صاحب هذه الذكريات، ثم الدكتور عبد الله الزايد، ثم الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، ثم الدكتور صالح بن عبد الله العبود، ثم الدكتور محمد بن علي العقلا.

(13): في عام 1381هـ ــ وهو العام الذي أنشئت فيه الجامعة الإسلامية بالمدينة ــ أصدر جمال عبد الناصر قرارا بتطوير الأزهر، وذلك بإحداث كليات دنيوية زاحمت كلياته المتخصصة وهي الشريعة وأصول الدين واللغة العربية، وترتب على ذلك إضعاف الأزهر شكلاً ومضموناً، أما الشكل فإن الزي الذي كان عليه الأزهريون في كلياته المتخصصة بدأ يتلاشى حتى لم يبق عليه إلا من بقي من المشايخ القدامى، وأما المضمون فإن القدرة العلمية لكلياته المتخصصة ضعفت عما كانت عليه من قبل.

وبعد مضي أكثر من عشرين سنة على تأسيس الجامعة الإسلامية سعى أحد المسئولين فيها إلى إنشاء كليات دنيوية فيها، ولكن لحسن حظه أن الملك فهد رحمه الله لم يوافق على ذلك، فقد قرر مجلس الوزراء أن تبقى الجامعة الإسلامية مقتصرة على تخصصها وأعلن ذلك في أخبار مجلس الوزراء عام 1402هـ، واستمرت الجامعة مقتصرة على كلياتها الخمس الشرعية إلى تمام نصف قرن على تأسيسها، وفي الآونة الأخيرة سعت الجامعة في عهدها الجديد لإنشاء كليات دنيوية يحصل بها مزاحمة تخصصها ويحصل بها إضعافها كما حصل للأزهر قبل نصف قرن، وقد كتبت إلى خادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله وإلى وزير التعليم العالي وإلى المسئول في الجامعة في ذلك، ومما قلته فيما كتبته لخادم الحرمين حفظه الله في 1/ 1/1430هـ: ((وقد مضى على إنشاء الجامعة الإسلامية نصف قرن تقريباً ظلت فيها الجامعة محافظة على تخصصها، والمأمول من مقامكم الكريم التوجيه بإبقاء الجامعة على تخصصها دون مزاحمة وأن يسلم عهدكم من إقرار ما فيه إضعاف للجامعة كما سلمت في عهود أسلافكم من ذلك، وألا يحصل للجامعة في عهدكم نظير ما حصل للأزهر في عهد جمال عبد الناصر)).

وفي أثناء إعداد هذه الذكريات فاجأت الصحف المحلية في 30/ 5/1431هـ (أي: عند إتمام نصف قرن على إنشائها إلا يوماً واحداً فقط) بنشر الموافقة السامية كما في صحيفة الرياض على قرارات مجلس التعليم العالي، وفي أولها افتتاح ثلاث كليات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهي: كلية العلوم، وكلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات، وكلية الهندسة، ولا يزال الأمل عظيماً في خادم الحرمين حفظه الله بالتوجيه بإبقاء الجامعة على تخصصها وصرف النظر عن كل ما من شأنه إضعافها وخروجها عن مسارها، ومما لا شك فيه أن فائدة الحاسب الآلي في الوصول إلى المعلومات الشرعية عظيمة، ويمكن تحقيق هذه الفائدة بإيجاد دورات في الحاسب الآلي يتمكن بها طلاب الجامعة من الوصول إلى بغيتهم في مجال اختصاصهم، وأما دراسة العلوم والهندسة فإن ذلك وإن كان فيه فائدة دنيوية فإنه لا يتفق مع الأهداف التي أُنشئت من أجلها الجامعة، وهي: تفقيه أبناء المسلمين في الدين ليعودوا إلى بلادهم دعاة إلى الحق والهدى، يبصرون غيرهم في أمور دينهم، وهذه الكليات تعلِّم المهن والحرف التي لا تتفق مع ما أُسست الجامعة من أجله، وهذا النوع من الدراسة موجود في بلاد كثيرة، ويغني عن افتتاح هذه الكليات في الجامعة أن يوجَّه الطلاب السعوديون إلى جامعات المملكة التي تشتمل على مثل هذه الكليات، وقد زاد عددها على عشرين جامعة، وأما غير السعوديين الذين يُرغَب تدريسهم في هذه التخصصات فإن المناسب تخصيص منح دراسية لهم في تلك الجامعات الكثيرة في المملكة، وعندما كنت مسئولاً في الجامعة قبل ثلاثين سنة زار الجامعة الدكتور صوفي أبو طالب مدير جامعة القاهرة فسألني قائلاً: لماذا لا تفتح الجامعة كلية طب؟ فقلت: ولماذا لا تفتح جامعة القاهرة كلية شريعة؟ فقال: إن الأزهر كفانا ذلك، فقلت: وقد كفتنا الجامعات المتخصصة في الطب وغيره في المملكة ذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير