تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومزاحمة اختصاصها.

(16): جاء في حوار الصحفية مع مسئول الجامعة أن الجامعة في عهدها الجديد أُحييت بعد ممات ونُفخ فيها الروح من جديد، وهذه عبارات متناهية في إعجاب هذه الصحفية بانفتاح الجامعة، يدخل تحت هذا الموت المزعوم أحسن فترة مرت بها الجامعة، وهي فترة إدارة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لها، وكانت تلك الفترة فترة شبابها وقوتها ونشاطها في مجال اختصاصها تعليماً ودعوةً ووقاراً وهيبةً، وبعد تعييني نائباً لرئيسها الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بفترة مررت عليه رحمه الله في منزله قبل ذهابي إلى الجامعة، وكان الشيخ إبراهيم الحصين رحمه الله يقرأ عليه المعاملات المتنوعة في مصالح المسلمين فقال لي: ((رأيت البارحة أنني أقود بكرة وأنت تسوقها، وقد أوَّلت هذه البكرة بالجامعة الإسلامية))، والبكرة هي الشابة الفتية من الإبل، وقد سقت هذه البكرة وراءه رحمه الله مدة سنتين، وبعد انتقاله عن الجامعة قدتها أربع سنوات كاملة، وأما حياة الجامعة الجديدة التي زعمتها الصحفية في المدة التي بدأ فيها إضعاف الجامعة في مجال اختصاصها فهي في الحقيقة فترة شيخوخة وهرم وهي مما يُعزَّى عليه، وقد عايشت هذه الجامعة وأدركت في شبابي شبابها وقوتها، ثم أدركت في شيخوختي هرمها وضعفها، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وإنه ليحزنني ويؤلمني كثيراً أن أرى جامعة أُسست على التقوى من أول يوم وتولى غراسها الشيخان الجليلان محمد بن إبراهيم وعبد العزيز بن باز رحمهما الله يؤول أمرها بعد نصف قرن على إنشائها إلى أن تكون في مهب الريح؛ فتعصف بها الأعاصير وتكون محل إعجاب المستغربين والتغريبيين والصحفيين بل وحتى الصحفيات اللاتي لا وجود لهن قبل عدة سنوات.

وأسأل الله عز وجل أن يوفق كل من له سلطة على الجامعة وعلى رأس الجميع خادم الحرمين حفظه الله للعمل على إبقائها قوية منيعة سالمة من الضعف والإضعاف.

ومن المناسب في هذه المناسبة أن أذكر شيئاً من الأعمال التي حصلت في الجامعة في فترة من فترات موتها المزعوم، وهي مدة ست سنوات كنت مسئولاً فيها في الجامعة مع الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وبعده:

1): افتُتح قسم الدراسات العليا في الجامعة لمنح درجتي الماجستير والدكتوراه.

2): افتُتحت كليات القرآن الكريم والحديث الشريف واللغة العربية.

3): أُنشئت مطابع الجامعة.

4): طُبع في كل سنة من السنوات الست دليل للجامعة يحتوي على ذكر المعلومات المختلفة عن مناهجها ومدرسيها وطلابها وخرِّيجيها وأنشطتها وغير ذلك.

5): أُلقي في قاعة المحاضرات تسعون محاضرة تخدم رسالة الجامعة بواقع خمس عشرة محاضرة في كل سنة، طُبعت في ستة أجزاء.

6): طُبع كتاب: ((خرِّيجو الجامعة من عام 1384هـ إلى عام 1396)).

7): أُعد مخطط علمي (أكاديمي) للجامعة ينتهي فيه عدد طلابها إلى عشرين ألف طالب قام بإعداده مؤسسة وأُنفق عليه مليونان ونصف مليون ريال.

8): عُقد المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة في 24 ــ 29 صفر 1397هـ حضره أعداد كبيرة ينتمون إلى سبعين دولة، واستُصدرت الموافقة السامية على عقد المؤتمر الثاني لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة، ومؤتمر مكافحة المخدرات والمسكرات وتمَّ عقدهما فيما بعد.

9): طُبع عن طريق مركز الدعوة في الجامعة الذي أُطلق عليه فيما بعد عمادة خدمة المجتمع رسائل كثيرة للدعوة في داخل البلاد وخارجها، وطبعت الجامعة في المغرب عن طريق الملحق الديني الأستاذ محمد بن عبد السلام رحمه الله أربع رسائل طبع من كلٍّ منها خمسون ألف نسخة تم توزيعها في المغرب والجزائر، وذلك إثر فَقْد كمية من كتاب: ((شرح العقيدة الواسطية)) للهراس مرسلة إلى الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله، فطبعت الجامعة هذه الكمية من هذا الكتاب وغيره في المغرب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير