تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن أغرب وأعجب ما جاء في قرارات مجلس التعليم العالي: ((ووافق على إنشاء قسم الشريعة بكلية القانون بجامعة الجوف وتعديل اسم الكلية إلى كلية الشريعة والقانون))؛ إذ كيف يتم في بلاد الحرمين إنشاء كلية للقانون ثم إنشاء قسم فيها للشريعة مع تعديل اسمها إلى كلية الشريعة والقانون؟! وبلاد الحرمين نزل بها الوحي وظهر فيها الإسلام والدولة السعودية قامت على تحكيم الشريعة، والقوانين الوضعية مخالفة للشريعة، فلماذا يُنشأ كلية للقانون ثم يُلحق بها قسم للشريعة وتسمى كلية الشريعة والقانون؟! وهذه التسمية للكلية تعادل اسم (كلية الحق والباطل)، والفرق بين الشريعة الإسلامية الرفيعة والقوانين الوضعية الوضيعة كالفرق بين الخالق والمخلوق؛ لأن الشريعة وحي من الخالق والقانون من عمل المخلوقين، والشريعة كاملة لأنها من عند الله، والقوانين ناقصة لأنها من وضع الناقصين، وقد كنا نتعجب من وجود كليات باسم الشريعة والقانون في غير هذه البلاد، فابتلينا بذلك كما جاء في قرارات مجلس التعليم العالي، وعسى الله أن يخلِّص هذه البلاد من هذا النوع من الدراسة والتسمية بمثل هذه التسمية ومن كل ضرر يعود على هذه البلاد حكومة وشعباً.

(14): لقي سعي الجامعة في عهدها الجديد إلى إنشاء كليات دنيوية قبولاً شديداً واهتماماً بالغاً من التغريبيين والصحفيين بل والصحفيات اللاتي ظهر ذكرهن قبل سنوات قليلة وشاركن الصحفيين في مهنة الصحافة، فأبدى الجميع إعجابهم بهذا الانفتاح للجامعة بهذا السعي لإنشاء الكليات الدنيوية وكذا اتجاهها إلى الابتعاث إلى الدول الغربية وغيرها، ولاسيما للتخصص في اللغة العربية وفي تاريخ المملكة! ولا ينتهي عجب العاقل من كون العرب السعوديين يُبتعثون للغرب للتخصص بلغة العرب ولكتابة تاريخ المملكة هناك! ونظير تخصص السعوديين باللغة العربية وتاريخ المملكة في بريطانيا مثلاً ما لو جاء بريطانيون إلى المملكة للتخصص باللغة الإنجليزية وتاريخ بريطانيا!! فإن كلاً منهما يُتعجب منه إلا أن الأول يُسعى إلى حصوله والثاني لا يُفكَّر في حصوله.

(15): من الانفتاح الجديد للجامعة حضور صحفيات إلى المؤتمر الذي عقدته الجامعة عن الإرهاب قريباً في الشهر الماضي في مكان خاص بالنساء، وقيام صحفية بمحاورة المسئول في الجامعة على هامش المؤتمر في أمور أبرزت فيها إعجابها الشديد بانفتاح الجامعة ــ وهو الانفتاح الذي تتعامل فيه الجامعة مع مختلف (الأطياف على حد تعبيرهم) حتى الصحفيات ــ ونُشر حوارها في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 10/ 4/2010م، وقد أبديت في رسالة إلى المسئول في الجامعة ملاحظاتي على ما جاء في الحوار حول الجامعة وحول أمور شرعية، ولا أدري لماذا تم حوار هذه الصحفية مع الخليفة الخامس للشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله؟! حتى وإن كان عن طريق شبكة المعلومات كما فهمت من المسئول ولماذا لم يكن مع صحفي؟! وما ذاك إلا من مكر المستغربين والتغريبيين للمؤسسات الشرعية والقائمين عليها، وفي التمكين من مثل هذا الحوار إعانة الفتيات على الانفلات الذي بدأ في الآونة الأخيرة في هذه البلاد والذي لا ينبغي أن يحصل من مسئول في جامعة إسلامية؛ فإن مزاولة المرأة مهنة الصحافة لا يتأتى غالباً إلا بالسفور والاختلاط المشين بالرجال والسفر بدون محرم، وكل ذلك مخالف لهدي الإسلام.

وجاء في الحوار إتاحة الجامعة للفتيات الدراسة في الكليات الدنيوية إذا تم إنشاؤها في الجامعة، فهل تمكَّن الفتيات في هذه الجامعة الإسلامية من دراسة الهندسة ليفتحن مكاتب هندسية يستقبلن فيها الرجال ويقمن بالإشراف على إنشاء العمارات وغير ذلك مما فيه سفورهن واختلاطهن بالرجال؟!

وجاء في الحوار أيضاً اتجاه الجامعة عند إنشاء كلية طب ومستشفى جامعي إلى الاستفادة من خبرات وكفاءات أجنبية من غير الديانة الإسلامية، وأنه سيكون للكليات الجديدة مقر آخر خارج حدود الحرم، ومن المعلوم أن البنيان في المدينة إذا امتد خارج حدود الحرم فإنه يدخل تحت اسم المدينة وإن لم يكن داخلاً في الحرم، وهذا التفكير بهذا الاتجاه من الغريب العجيب؛ إذ كيف يُعقل أن تجلب جامعة إسلامية إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من لا يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم؟! وهذا من زيادة مفاسد إنشاء الكليات الدنيوية في الجامعة على ما فيه إضعافها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير