مُجَاهِد , قَالَ: الرَّعْد: مَلَك. 362 - وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاج بْن الْمِنْهَال , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلْم ة , عَنْ الْمُغِيرَة بْن سَالِم , عَنْ أَبِيهِ أَوْ غَيْره , أَنَّ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب قَالَ: الرَّعْد: مَلَك. 363 - حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى , قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاج , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّاد , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْن سَالِم أَبُو جَهْضَم مَوْلَى ابْن عَبَّاس قَالَ: كَتَبَ ابْن عَبَّاس إلَى أَبِي الجلد يَسْأَلهُ عَنْ الرَّعْد؟ فَقَالَ: الرَّعْد: مَلَك. 364 - حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى , قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن إبْرَاهِيم , قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن الْوَلِيد السَّنِيّ , عَنْ عِكْرِمَة , قَالَ: الرَّعْد: مَلَك يَسُوق السَّحَاب كَمَا يَسُوق الرَّاعِي الْإِبِل. 365 - حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْْحَكَم , قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ , عَن عِكْرِمَة , قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاس إِذَا سَمِع الرَّعْد , قَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي سَبَّحَتْ لَهُ , قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ الرَّعْدَ مَلَك يَنْعِق بِالْغَيْثِ كَمَا يَنْعِقُ الرَّاعِي بِغَنَمِه. وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّ الرَّعْد: رِيح تَخْتَنِق تَحْت السَّحَاب , فَتَصَّاعَدُ فَيَكُون مِنْهُ ذَلِك الصَّوْت. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِك: 366 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاق , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد الزُّبَيْرِيّ , قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْر بْن إِسْمَاعِيل , عَنْ أَبِي كَثِير , قَال: كُنْت عِنْد أبي الجلد , إذْ جَاءَهُ رَسُول ابْن عَبَّاس بِكِتَابٍ إلَيْهِ , فَكَتَبَ إلَيْهِ: كَتَبْت تَسْأَلنِي عَنْ الرَّعْد , فَالرَّعْد: الرِّيح. 367 - حَدَّثَنِي إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَان بْن مَيْسَرَة , قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن إدْرِيس عَنْ الْحَسَن بْن الْفُرَات , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: كَتَبَ ابْن عَبَّاس إلَى أَبِي الجلد يَسْأَلهُ عَنْ الرَّعْد , فَقَالَ: الرَّعْد: رِيح. قَالَ أَبُو جَعْفَر: فَإِنْ كَانَ الرَّعْد مَا ذَكَرَهُ ابْن عَبَّاس وَمُجَاهِد , فَمَعْنَى الْآيَة: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَات وَصَوْت رَعْد ; لِأَنَّ الرَّعْد إنْ كَانَ مَلَكًا يَسُوق السَّحَاب , فَغَيْر كَائِن فِي الصَّيِّب ; لِأَنَّ الصَّيِّب إنَّمَا هُوَ مَا تَحَدَّرَ مِنْ صَوْب السَّحَاب ; وَالرَّعْد: إنَّمَا هُوَ فِي جَوّ السَّمَاء يَسُوق السَّحَاب , عَلَى أَنَّهُ لَوْ كَانَ فِيهِ يَمُرّ لَمْ يَكُنْ لَهُ صَوْت مَسْمُوع , فَلَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ رُعْب يُرْعَب بِهِ أَحَد ; لِأَنَّهُ قَدْ قِيلَ: إنَّ مَعَ كُلّ قَطْرَة مِنْ قَطْر الْمَطَر مَلَكًا , فَلَا يَعْدُو الْمَلَك الَّذِي اسْمه الرَّعْد لَوْ كَانَ مَعَ الصَّيِّب إذَا لَمْ يَكُنْ مَسْمُوعًا صَوْته أَنْ يَكُون كَبَعْضِ تِلْكَ الْمَلَائِكَة الَّتِي تَنْزِل مَعَ الْقَطْر إلَى الْأَرْض فِي أَنَّ لَا رُعْب عَلَى أَحَد بِكَوْنِهِ فِيهِ. فَقَدْ عُلِمَ إذْ كَانَ الْأَمْر عَلَى مَا وَصَفْنَا مِنْ قَوْلَة ابْن عَبَّاس أَنَّ مَعْنَى الْآيَة: أَوْ كَمَثَلِ غَيْث تَحَدَّرَ مِنْ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَات وَصَوْت رَعْد ; إنْ كَانَ الرَّعْد هُوَ مَا قَالَهُ ابْن عَبَّاس , وَإِنَّهُ اسْتَغْنَى بِدَلَالَةِ ذِكْر الرَّعْد بِاسْمِهِ عَلَى الْمُرَاد فِي الْكَلَام مِنْ ذِكْر صَوْته. وَإِنْ كَانَ الرَّعْد مَا قَالَهُ أَبُو الجلد فَلَا شَيْء فِي قَوْله: " فِيهِ ظُلُمَات وَرَعْد " مَتْرُوك لِأَنَّ مَعْنَى الْكَلَام حِينَئِذٍ: فِيهِ ظُلُمَات وَرَعْد الَّذِي هُوَ وَمَا وَصَفْنَا صِفَته."
فإن كان التفسير على النحو الذي ذكره ابن جرير فلا يقال أن من يرد الحديث إنما يرده لأنه من المدرسة العقلانية؟
بالنسبة للحديث فإن دراسته لا تتم بالصورة المذكورة. وإنما يرجع الباحث الى سند الروايات أولا وخلوه والمتن من الشذوذ والعلة ,وهذا يتطلب المعرفة بالأسانيد التي روي بها هذا الحديث ثم تتبع السند ومعرفة من خالف غيره عن نفس الراوي بالسند والمتن لتعرف العلل إن وجدت.
بالنسبة لحديث الرعد فإنه من أصعب الأحاديث دراسة فإنه مروي بالوقف أكثر من الرفع والمرفوع لا يخلوا من ضعف , وقد صحح الحديث العديد من أهل العلم , وقال بتفسير الرعد بالملك جماعة من المفسرين.
هل كون الرعد ملك وأنا نسمع صوته يتنافى مع العقل؟
يهم كثير من الناس في ذلك فكون الملك ينفخ الروح ويقبضها لا يتنافى مع كون الشيء بسبب ومقدار قدره الله , وبحكمة جعل ذلك الملك يفعل ما أمره الله تعالى.
والله تعالى أعلم
¥