تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثامناً: يَقُول التاريخ، وما اكذب ما يَقُول ان الشعب الفلسطيني قام بانتفاضة شعبية في العام 1987، وَكَذلِكَ واحدة أخْرَى في العام 1996م، وَتَقُول الروايات غَيْر العقلية ان الفلسطينين كَانُوا يَسْتَخْدِمُونْ الحجارة في الدفاع عَنْ أنفسهم، لِعَدمِ امتلاكهم السلاح، وَتَقُول نفس الرِّوايَة المغرضة ان العرب كَانُوا يمنعون عَنْهم السلاح، ويحمون حدود إسرائيل (مشكلتنا اننا نصدق روايات لا ترتقي للمنطق، فما هُوَ السَّبَب الَّذِي سيجعل العرب يحمون حدود إسرائيل، والله لولاكم لما كُنْت مضطرا لتبرير اقوالي الَّتِي لا تقف أمامها تِلْكَ الأقاويل الهذربية). تخيلوا هَذَا الكَلام غَيْرالمنطقي الَّذِي سافنده الآن:

هَلْ صَحِيح ان الشعب الفلسطيني لَمْ يَكُنْ يَمْتَلِك سِلاحاً، وَهَلْ يعقل والحدود البرية والبحرية الفلسطينية تبلغ 949 كم، هَلْ سيترك العرب الفلسطينين بِلا سلاح، وَبَيْنَهُم كل تِلْكَ الحدود، لَوْ افترضنا ان إسرائيل قَامَتْ، فإن الَّذِي سَيكونُ محاصرا، وَليْسَ لَدَيْهِ سلاح هُوَاليهود، فالعرب يحيطون بِهِم من ثَلاثَة جوانب، والجانب الرَّابِع البحر، إذا هَذِهِ الرِّوايَة تسقط عقلا أيضاً.

وَهَلْ يُمكن الا يَمْتَلِك الشعب الفلسطيني سِلاحاً، والإحصائيات تَقُول ان العرب في ذلِكَ الزمان كَانُوا أكثر دول العالم شراء للسلاح، فَقَد صدر في ذلِكَ الوَقْت كِتَاب بعنوان (تجارة السلاح) لناشط بريطاني في حقل المنظمات غَيْر الحكومية المعارضة اسمه (غيدون باروز)، وأثبت فِيهِ ان الدُّوَل العَرَبية من أكثر دول العالم استيرادا للسلاح، والسؤال المنطقي: لِمَاذَا كَان العرب يَشْتَرُونَ السلاح؟ هَلْ لينظروا إليه، ويلتقطوا فوقه الصور التذكارية، وهم يلبسون الشورتات القَصيرَة؟ أم ليستعملوه كعلاقات لملابسهم الفاخرة؟ لدي إجابة أخْرَى أكثر منطقية تَقُول: لَوْكانَ هُنَاكَ إسرائيل، لدمرت بِذَلِكَ السلاح المشترى بالمليارات في ذلِكَ الوَقْت؟

يَا سادتي، هَذِهِ ثماني حجج، من ضمن ألف وخمسمائة حجة مَوْجودَة في بحثي، تثبت ان إسرائيل خرافة، وانها لَمْ تكن مَوْجودَة في يَوْم من الأيام، فلنترك الرواياتا لتافهة الَّتِي تشوه التاريخ العربي، وَالَّتِي تَقُول ان الفلسطينين كَانُوا محاصرين، بَلْ والانكى من ذلِكَ، تِلْكَ الروايات السوداء الَّتِي صاغها أعداء الأمة الَّتِي تَقُول ان العرب كَانُوا يحاصرون غزة، ويمنعون عَنْهَا الغذاء، والدواء، وحليب النيدو، كَلام غَيْر مَعْقُول، والادهى من ذلِكَ ان هُناك من يَقُول ان الدُّوَل العَرَبية لَمْ تكن تجرؤ عَلَى انتقاد إسرائيل بالعلن، بَلْ ساجعلكم الآن تضحكون، مِمَّا تسمعون، وانصح من لَدَيْهِ ضعف في عضلة القلب، أوْ مشاكل في القولون، أوْ بواسير، ان يخرج من القاعة لأنه قَدْ يصاب بالجلطة لتفاهة هَذِهِ الرِّوايَة الَّتِي تَقُول ان غزة كانَت محاصرة من قبل إسرائيل، وأكبر دولة عَرَبِيَّة، وانهم – أي أهل غزة – كَانُوا يهربون الطَّعَام من خِلال الأنفاق، وان الدَّوْلَة العَرَبية المذكورة كانَت تضخ ألْغَاز السام، لتقتل المهربين داخل تِلْكَ الأنفاق، والله شَيء مخزي، أنا اقصد الرِّوايَة الَّتِي تهدف إلى تشويه صورة اجدادنا العظام، فلَو كانَت غزة محاصرة بجدار فولاذي عربي يَا سادتي كَمَا زعم البعض، لزحف العرب، ودمروه باسنانهم، وَقَدْ كَانُوا قادرين عَلَى ذلِكَ، وبالمجمل فإن كل ما قيل هُوَ كَلام هراء، لا ينطلي الا عَلَى الجهلة.

ضجت القاعة بالتصفيق، وَالرَّائِع ان الدكتور عقل حَصَلَ عَلَى ترقيته، وَعَلَى الفَوْر بدأت جامعات العالم تعترف ببحثه، وَقَدْ تقرر نقل مايُسمى بتاريخ إسرائيل إلى أدب الأطْفال، حَيْثُ ثبت بالوجه الشرعي ان مايقال عَنْ تاريخ إسرائيل، ونشوؤها مُنْذُ عام 1948م وَحَتْى بدايات القرن الحادي وَالعِشْرين هُوَ مُجَرَّد أسطورة الفها كاتب أطفال أردني كانَ يَتَمَتَع بِخَيَال خصب في ذاك الزمان– رحمه الله وغفر لَهُ-.

والسلام ختام .. نوما سعيداً يَا سادتي.

مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jun 2010, 09:50 م]ـ

بارك الله بكما وجبر الله خواطركما. وأصلح شأنكما

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير