وقال في مثل ذلك أيضا:
"أبشروا .. فإن هذا القرآن طرفه بيد الله و طرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تهلكوا، و لن تضلوا بعده أبدا"
(رواه الطبراني).
وروي بصيغة أخرى صحيحة أيضا فيها زيادة ألطف، قال صلى الله عليه وسلم:
"أبشروا .. أبشروا .. أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ " قالوا: بلى، قال: "فإن هذا القرآن سبب، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدا".
أهل القرآن هم أهل الله
هي الرسالة
وصلت من رب العالمين
إليك أيها الإنسان،
فاحذر أن تظنك غير معني بها في خاصة نفسك، أو أنك واحد من ملايير البشر، لا يُدْرَى لك موقع من بينهم، كلا، كلا! إنه خطاب رب الكون، فيه كل خصائص الكلام الرباني، من كمال وجلال، أعني أن الله يخاطب به الكل والجزء في وقت واحد، ويحصي شعور الفرد والجماعة في وقت واحد،
?قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ?
(آل عمران:29)
سبحانه جل جلاله، لا يشغله هذا عن ذاك، وإلا فما معنى الربوبية وكمالها؟ تماما كما أنه قدير على إجابة كل داع، وكل مستغيث، من جميع أصناف الخلق، فوق الأرض وتحت الأرض، وفي لجج البحر، وتحت طبقاته، وفي مدارات السماء ... إلخ. كل ذلك في وقت واحد -وهو تعالى فوق الزمان والمكان- لا يشغله شيء عن شيء، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فبذلك المنطق نفسه أنت إذ تقرأ القرآن تجد أنه يخاطبك أنت بالذات، وكأنه لا يخاطب أحدا سواك. احذر أن تخطئ هذا المعنى .. تذكر أنه كلام الله، وتدبر .. ثم أبصر!
قال جل جلاله:
?أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا?
(محمد:24).
فتدبر .. ! ذلك هو القرآن، الكتاب الكوني العظيم، اقرأه وتدبر، فوراء كل كلمة منه حكمة بالغة، وسر من أسرار السماوات والأرض، وحقيقة من حقائق الحياة والمصير، ومفتاح من مفاتيح نفسك السائرة كرها نحو نهايتها. فتدبر .. إن فيه كل ما تريد.
ألست تريد أن تكون من أهل الله؟
إذن عليك بالقرآن، اجعله صاحبك ورفيقك طول حياتك تكن من "أهل الله" كما في التعبير النبوي الصحيح. قال عليه الصلاة والسلام:
"إن لله تعالى أهلين من الناس، أهل القرآن هم أهل الله، وخاصته " (رواه أحمد والنسائي وابن ماجه).
ــــــــــــــــــــــ
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب سابقاً. رحمه الله
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[25 Jun 2010, 11:46 ص]ـ
الأخ خلوصي ... السلام عليكم ورحمة الله باعتبار أنكم متخصصون في كتب النورسي رحمه الله أريد أن أسألكم:
قد فسر الشيخ في ثنايا كليات رسائل النور كثيرًا من الآيات التي لم يفسرها في الجزء الصغير من تفسيره؛ فهل يوجد عندكم أو على النت نسخة إلكترونية للرسائل حتى يسهل الوصول إلى تلك الآيات؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Jun 2010, 01:02 م]ـ
فيا حسرة عليك أيها الإنسان! هذا عمرك الفاني يتناثر كل يوم، لحظةً فلحظة، كأوراق الخريف المتهاوية على الثرى تَتْرَى!
ارْقُبْ غروبَ الشمس كل يوم لتدرك كيف أن الأرض تجري بك بسرعة هائلة لتلقيك عن كاهلها بقوة عند محطتك الأخيرة! فإذا بك بعد حياة صاخبة جزءٌ حقير من ترابها وقمامتها! وتمضي الأرض في ركضها لا تبالي. تمضي جادةً غير لاهية -كما أُمِرَتْ- إلى موعدها الأخير! فكيف تحل لغز الحياة والموت؟ وكيف تفسر طلسم الوجود الذي أنت جزء منه ولكنك تجهله؟
كلمات معبرة يعجز القلم أن يعبر عما أثارته في نفسي
وربما دمعة منحدرة من مقلتي تحكي كل القصة
المقال جدير بالقراءة والتأمل
رحمك الله يا فريد الأنصاري
وجزاك الله خيرا يا خلوصي
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 Jun 2010, 05:10 م]ـ
الأخ خلوصي ... السلام عليكم ورحمة الله باعتبار أنكم متخصصون في كتب النورسي رحمه الله أريد أن أسألكم:
قد فسر الشيخ في ثنايا كليات رسائل النور كثيرًا من الآيات التي لم يفسرها في الجزء الصغير من تفسيره؛ فهل يوجد عندكم أو على النت نسخة إلكترونية للرسائل حتى يسهل الوصول إلى تلك الآيات؟
يا سيدي الفاضل لستُ متخصصاً و أشكرك على حسن ظنك بي ..
و لم أفهم قصدك بالجزء الصغير من التفسير؟
أما عن النسخة الإلكترونية فهنا على هذا الرابط بارك الله فيكم:
http://www.saidnur.com/
أما رابط ما يجري من أبحاث و ندوات متخصصة http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif فهنا:
http://www.nuronline.com/books.php
و سبحان الله عندما فتحت هذا الثاني و رأيت صور فعالياته خطر لي أن أدعو هذا الملتقى المبارك إلى دراسة هذه الظاهرة الفريدة و هي
حركية تفسير!
أي دوران حركة نشطة في الدعوة على تفسير!
هو الذي أسس في تركيا مجالس التدبر القرآني!
كلمات معبرة يعجز القلم أن يعبر عما أثارته في نفسي
وربما دمعة منحدرة من مقلتي تحكي كل القصة
و ليتك أخي العزيز أكملت كل الجملة في اقتباسك http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
وكيف تفسر طلسم الوجود الذي أنت جزء منه ولكنك تجهله؟
كيف وها قد ضاعت الكتب كلها ولم يبق بين يديك سوى
هذا "الكتاب"!؟
¥