ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 10:08 م]ـ
و ليتك أخي العزيز أكملت كل الجملة في اقتباسك http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
وكيف تفسر طلسم الوجود الذي أنت جزء منه ولكنك تجهله؟
كيف وها قد ضاعت الكتب كلها ولم يبق بين يديك سوى
هذا "الكتاب"!؟
أخي الفاضل خلوصى خلصني الله وإياك ووالدين والمسلمين من كل كرب
وقفت عند هذه الكلمات للدكتور فريد رحمه الله:
فيا حسرة عليك أيها الإنسان! هذا عمرك الفاني يتناثر كل يوم، لحظةً فلحظة، كأوراق الخريف المتهاوية على الثرى تَتْرَى!
ارْقُبْ غروبَ الشمس كل يوم لتدرك كيف أن الأرض تجري بك بسرعة هائلة لتلقيك عن كاهلها بقوة عند محطتك الأخيرة! فإذا بك بعد حياة صاخبة جزءٌ حقير من ترابها وقمامتها! وتمضي الأرض في ركضها لا تبالي. تمضي جادةً غير لاهية -كما أُمِرَتْ- إلى موعدها الأخير! فكيف تحل لغز الحياة والموت؟ وكيف تفسر طلسم الوجود الذي أنت جزء منه ولكنك تجهله؟
إنها تصور حقيقة غائبة عن كثير من البشر، حقيقة أيضا ليست حاضرة في نفوس كثير من المؤمنين، حقيقة حقارة الإنسان وخسارته.
إن النفس حين تتأمل هذه الحقيقة ومن منظور إيماني تدرك مدى خطورة القضية وهولها، إنها تملأ النفس بالرعب حتى ولو كانت هذه هي النهاية التي انتهى بها الاقتباس
فأي طعم للحياة وأي لذة أو بهجة أو سعادة يتشبث بها الإنسان وهو يعلم أن النهاية ستكون بهذا البؤس؟؟
أما إذا تجاوزنا هذه النهاية البائسة وعلمنا أن هناك ما هو أبئس من هذه النهاية فتلك المصيبة التي تزلزل الأركان وتهز الوجدان وجديرة بأن تجعل الإنسان لا يلتذ بشيء في هذه الحياة
ألم يقسم ربنا فقال:
"وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) "
وألم يقسم ربنا فقال:
"وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) "
ثم أي خسارة تلك التي قسم عليها رب هذا الكون العظيم؟
"قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ"
نعوذ بنور وجه الله من هذا المصير:
"وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24) "
نعوذ بنور وجه الله:
"وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) "
نعوذ بنور وجه الله
كيف تطمئن النفس وتقر العين وتتمتع الأجساد وهي تعلم أن الملايين من بني الإنسان سيكون هذا مصيرهم
كيف النجاة؟
ومن يضمن لك النجاة؟
والخالق قد أقسم قسما لا رجعة فيه:
"وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" السجدة (13)
نعوذ بنور وجه الله من الخسران
ونعوذ بنور وجه الله من النار