وباقي مطالب هذا الركن تضمنت تفصيل معاني التسبيح والتقديس لله عز وجل، وهو تنزيهه I عن كل صفات النقص وسمات الحدوث؛ فكانت تفسيرًا لنحو قوله تعالى: ?? ? ?? [الشورى: 11]، وقوله تعالى: ?? ?? [الحشر: 23]، وقوله تعالى:?? ? ? ? ? ? ? [الإخلاص: 4] وغير ذلك من الآيات الدالة على التنزيه.
وأمّا الركن الثاني فقد تضمن معاني قوله ?: «اللَّهُ أَكْبَرُ»، وأبرزها إقامة البرهان على قِدَمه وبقائه عز وجل وشرفه وعليائه، تفسيرًا لنحو قوله تعالى: ?? ? ? ? [الحديد: 3]، وقوله تعالى: ?? ? ? ? ژ ? [الرحمن: 27].
وأما الرُّكْنُ الثَّالِثُ: فقد تضمن معاني قوله ?: «الحَمْدُ لِلَّهِ» واحتوى على مطالب نفيسة للغاية، أولها إثبات القدرة لله عز وجل وكونه تعالى قادرًا، تفسيرًا لنحو قوله تعالى: ?ک گ گ گ گ ? ? [البقرة: 284]، وقوله تعالى: ?? ? ? ? ? ? ?? [الكهف: 45].
والمطلب الثَّانِي إثبات الإرادة له عز وجل وكَوْنه تعالى مُرِيدًا، تفسيرًا لنحو قوله تعالى: ?? ? ? ? ?? [القصص: 68]، وقوله تعالى: ?? ? ? ? ?? [النساء: 27]، وقوله تعالى: ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? [المائدة: 41].
والمطلب الثالث إثبات العِلم له عز وجل وكَوْنه تَعَالَى عَالِمًا، تفسيرًا لنحو قوله تعالى: ?? ? ? ? ?? [البقرة: 282] وقوله تعالى: ?? ? ? ? ??? [الأحزاب: 40].
والمطلب الرَّابِعُ إثبات الحياة له عز وجل وكَوْنه تَعَالَى حَيًّا؛ تفسيرًا لنحو قوله تعالى: ?? ? ? ? ? ? ? [غافر: 65] وقوله تعالى: ?ہ ہ? [البقرة: 255] وقوله تعالى: ?ٹ ٹ ٹ ٹ ? ?? [الفرقان: 58].
والمطلب الخَامِسُ إثبات الكلام له عز وجل وكَوْنه تَعَالَى مُتَكَلِّمًا، تفسيرًا لنحو قوله تعالى: ?? چ چ چ چ ? [النساء: 164]، وقوله تعالى: ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? [التوبة: 6]، وقوله تعالى: ?? ? ? ?? [التحريم: 12].
والمطلب السَّادِسُ إثبات السمع والبصر له عز وجل وكَوْنه سَمِيعًا بَصِيرًا، تفسيرًا لنحو قوله تعالى: ?? ? ? ہ ہ? [الحج: 61]، وقوله تعالى: ?? ? ? ? ?? [النساء: 134].
والمطلب السَّابِعُ: فِي حَقِيقَةِ هَذِهِ الصِّفَاتِ، والردّ على النفاة لها، والثَّامِنُ: في إثبات قِدَمها ووجوب وجودِها له I وعموم تعلقها بكل ما يصح أن تتعلق به، والتَّاسِعُ فِي الكلام على بعض الصفات الخبرية وكلام العلماء المحققين في وجه إثباتها له عز وجل.
وأما الرُّكْنُ الرَّابِعُ، فقد تضمن الكلام على إِثْبَاتِ الوَحْدَانِيَّةِ لله عز وجل انطلاقا من قوله ?: «لا إله إلا الله»، واحتوى هذا الركن على مقاصد ثلاث، أولها: إثباتُ وَحْدَتِهِ فِي ذَاتِهِ عز وجل وَعَدَمِ قَبُولِهِ لِلقِسْمَةِ، والثَّانِي: إثبات امتناع حُلولِهِ عز وجل فِي ذَاتٍ أَوْ صِفَةٍ، والثالث: إِبْطَالُ ثُبُوتِ ذَاتٍ أُخْرَى مَوْصُوفَةٍ بِالإِلَهِيَّةِ غير ذات الله عز وجل، فكان هذا الركن خير تفسير لنحو قوله تعالى: ?? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? [الإخلاص: 1 – 4]، وردًّا عقليا قويا على النصارى وغيرهم ممن خالَف في وَحدانية الله عز وجل.
وأما الرُّكْنُ الخَامِسُ، فقد تضمن الكلام على معاني قوله ?: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ»، واحتوى على مباحث نفيسة، منها إِثْبَات القُدْرَةِ الحَادِثَة للمكلَّف ووجه اكتسابه لأفعاله بها، وإثبات انفراد الله تعالى بالخَلْقِ والإيجاد، تحقيقًا لنحو قوله عز وجل: ?ک ک ک گگ گ گ ? ? ? ?? [الزمر: 62]، وقوله تعالى: ?? ? ? ? ?? [فاطر: 3].
وبعد هذه الأركان الأساسية اختُتِم الكتاب بالكلام فِي جَوَازِ النُّبُوَّةِ عَقْلاً، وفِي دَلِيلِ صِحَّتها لِمُدَّعِيهَا، وفِي إِثْبَاتِ نُبُوَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ?، وفِي جَوَازِ نسْخِ الشرائع عَقْلاً، وفي إثبات دوام شَرِيعَةِ المُصْطَفَى ? إلى انصرام الدنيا، وفي وجوبِ التَصْدِيق بكل ما أخبرنا به ?.
كل هذه المطالب العزيزة والمباحث الشريفة تناولها الشارح العلامة زكريا بن يحيى الشريف الإدريسي بالتفصيل والتدقيق، فقوَّاها بالبراهين الشامخة، ودفع عنها الاعتراضات الواهية، ولم يكن مجرّد مقلِّد ولا ناقل من غير تدقيق وتحقيق، بل كان ‘ ناظرًا منافحا عما يراه حقًّا وصوابًا، وقد صدق في وصف كتابه هذا بقوله في آخره: «فيه تذكِرةٌ عظيمة للمنتهي، وكفاية للمبتدي»، نسأل الله تعالى أن ينفعنا به وجميع المسلمين.
من مقدمة كتاب أبكار الأفكار العلوية في شرح الأسرار العقلية في الكلمات النبوية، تأليف الشيخ أبي يحيى زكريا بن يحيى الشريف الإدريسي. (تحقيق نزار حمادي)
([1]) أخرجه البخاري في الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه؛ ومسلم في المساقاة، باب أخذ الحلال.
([2]) الوسيط في تفسير القرآن ج2/ص561
([3]) جامع البيان، ج9/ص338
([4]) جامع البيان، ج10/ص603
([5]) الجامع لأحكام القرآن، ج2/ص505
([6]) التبصير في معالم الدين، ص122
([7]) صحيح ابن حبان، كتاب الرقائق، باب التوبة ذكر البيان بأن المرء عليه إذا تخلى لزوم البكاء.
([8]) جامع البيان، ج6/ص310
([9]) التفسير، ص 462
([10]) قال الطبري: ?ٹ ٹ ٹ ? يقول: وقد خلقكم حالا بعد حال، طورًا نطفةً، وطورًا علقةً، وطورًا مضغةً. جامع البيان، ج23/ص297
([11]) المقدمات الممهدات، ج1/ص16
([12]) زاد المسير، ج1/ص168
([13]) زاد المسير، ج1/ص169، 170
([14]) نقله الشيخ الملالي في المواهب القدوسية في المناقب السنوسية، مخ.
([15]) أخرج أبو الشيخ في العظمة، باب الأمر بالتفكر في آيات الله U وقدرته وملكه وسلطانه، عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:ژ?????????ژ: من كان في الدنيا أعمى عما يرى من قدرتي من خلق السماء والأرض والجبال والبحار والناس والدواب وأشباه هذا، فهو عما وصفت له في الآخرة ولم يره أعمَى????وأبعد حجة.
([16]) راجع مقدمات المراشد إلى علم العقائد، لابن خمير السبتي، ص 143، 144
¥