تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والأستاذ، والأصل أن الطالب مُتَلَقٍ والأستاذ مُلْقٍ، فالمعلم هو الأستاذ، والمتعلم هو الطالب، وهذا التفاعل بين الطالب والأستاذ تحفزه عوامل مختلفة منها ما يناسب البنين، ومنها ما يناسب البنات. أما وجود طلاب متفوقين أو متميزين في بعض المواد فلا كبير أثر له على غيرهم من الطلاب سواء في قاعات مختلطة أو غير مختلطة، ولو فُرض وجود أثر ضئيل فالأقرب أن يكون أثراً سلبياً على أحد الطرفين، لأن التفاوت بين الطلاب قد يؤثر على الأستاذ فيعتبر أحد الطرفين ويخاطب الجميع بما يناسب بعضهم.

وهذا ما أثبتته الإحصاءات والدراسات وقد أشير إلى شيء منها وأذكر ههنا جملة أختم بها المقالة:

في عام (2000م) قام بنيامين رايت، ( Benjamin Wright)، مدير مدرسة ثرقود مارشال الابتدائية، ( Thurgood Marshall) في مقاطعة سياتل بواشنطن، قام بتحويل قاعات مدرسته من قاعات مختلطة، إلى قاعات غير مختلطة، فقد كان قلقاً بشأن العدد العالي لحالات عدم الانضباط السلوكي، كان يرى كل يوم حوالي (30) طفلاً يرسلون إلى المكتب المسئول بسبب مشاكل الانضباط، فقرر أن يبحث عن علاج في الفصول غير المختلطة، وما هو إلاّ قليل حتى تجاوزت النتائج آماله.

فلم يكن التحسن السلوكي هو الفائدة الوحيدة التي جناها، قال: "لقد فعلناها فقط من أجل التأكيد على الانضباط الذي استحوذ على اهتمامنا، ولكن ما أن قمنا بهذا التحول، حتى أصبح البنون قادرين على التركيز في المواد الدراسية، وكذلك البنات".

ثم بين ارتفاع نسبهم المذهلة ..

ومضت الأيام وتقرر تعين الأستاذ رايت مديراً عاماً لمدارس النصر ( Victory)، في فيلادليفيا ( Philadelphia)، فكرر نفس التجربة لتجيء النتائج في أربع مدارس مشابهة للنتائج الباهرة لمدرسة ثرقود مرشال السابقة.

وفي الطرف الآخر من واشنطن واشنطن دي سي ( Washington DC)، وفي أفقر قسم منها في مقاطعة كولومبيا، وتحديداً في مدرسة ماتن ( Moten) الابتدائية. قام مسئولها جورج سمثرمان ( George Smitherman) بخطوة جريئة إذ قرر فصل قاعات الدروس، فالبنات يدرسن في قاعات خالية من غيرهن، والبنون كذلك، بل قام بالفصل بينهم حتى أثناء ساعة تناول الطعام .. لم يستشر جورج أحداً، ولم يخبر المدير العام للمدارس، بل مضى في عمله بهدوء تام.

فجاءت النتائج في يونيو من عام (2002م) لتذهل الجميع، فقد قفزت نتائج اختبارات الرياضيات في عام واحد من متوسط (49%) إلى (88%)، أما في القسم الأدبي فقد ارتفعت النسبة من (50%) إلى أكثر من (91%)، أما على نطاق الانضباط السلوكي فقد نقصت المشاكل المتعلقة بالأدب بنسبة (99%) كما قال اسمثرمان للـ "سي إن إن".

كان من المتوقع أن يسر الكبراء في مدارس مقاطعة كولومبيا ولكن الغريب أن سمثرمان وُبِّخَ! ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وجهت إدارة مدارس مقاطعة كولومبيا المدرسين الذين طُرِدُوا من مدارس أخرى بسبب سوئهم إلى مدرسة ماتن، فلم يسع سمثرمان إزاء هذا التخريب –على حد قوله- إلاّ أن يستقيل، ومباشرة أعادت الإدارة البرنامج المختلط إلى المدرسة فلم يكن مستغرباً أن تتردى النتائج وترتد كما كانت في حقبة الاختلاط.

فهلا استفدنا من تجارب مَنْ سبقونا؟!


[1] كررت (العلمية) هنا وفي العنوان وقصدي بها العلمية التجريبية وهو المعنى الشائع بين كثير من المثقفين.
[2] ليونارد ساكس (( Leonard Sax, M.D., Ph.D. رجل جمع مؤهلات شتى تتعلق بما نحن فيه فهو طبيب أسرة، وعالم إحيائي، بالإضافة إلى كونه خبيراً في علم النفس. وهو رئيس ومنشئ منظمة ( NASSPE) أو الجمعية الوطنية للتعليم الأهلي غير المختلط بأمريكا:
National Association for Single-Sex Public Education.
[3] Sax: Why Gender Matters?, p.4-5.
[4] Sax: Ibid, p.5.
[5] Leonard Sax and Kathleen Kautz: Who First Suggests the Diagnosis of Attention-Deficit Hyperactivity Disorder? A Survey of Primary-Care Pediatricians, Family Physicians, and Child Psychiatrists, Annals of Family Medicine, 1:171-174, 2003.
[6] John F. Corso: Age and Sex Differences in Thresholds, Journal of the Acoustical Society of America,31:489-507,1959.
John F. Corso: Aging and Auditory Thresholds in Men and Women, Archives of Environmental Health, 6: 350-356, 1963.
[7] Jane Cassidy and Karen Ditty, Gender Differences among Newborns on a Transient Otoacoustic Emissions Test for Hearing, Journal of Music Therapy, 37: 28-35, 2001.
[8] Sax: The Promise and Peril of Single-Sex Public Education, online at:
http://www.singlesexschools.org/edweek.html
[9] Sax: What Are Some Differences in How Girls and Boys Learn, online at:
http://www.singlesexschools.org/differences.html
[10] Sax: Ibid.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير