تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

_ الحمد لله الذي أنعم علينا بالإيمان، وألهمنا رشدنا بالقرآن، وشرَّفنا بتلاوة كتابه، وكرَّمنا بحلاوة خطابه وأجراه على ألسنتنا بواسطة الحروف، ووفقنا للحفظ بالترتيل والوقوف، ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مقررة، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله القائل: (إن الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة) صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فإن من أجَلِّ مِنَح الله على عبده، طهارة قلبه، وسلامة فطرته، فإنه بذلك يلقن الحكمة في معرفة ربه، ويحي بلده الطيب، بغيث الهدى والعلم، فيَخْرُج بإذن ربه كشجرة طيِّبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، تُؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها، ويسلك بنحل أفكاره سبل الاستقامة، فَيَخْرُج من بطونها شرابٌ مُختلف ألوانه فيه شفاء للناس، وقد كان للصحابة (رضوان الله عليهم) من هذا المشرب؛ أصفاه وأعذبه، ومن العلم بالكتاب والسنة أزكاه وأطيبه، وكيف لا يكونون كذلك وقد تليت عليهم آيات الله، وفيهم رسوله، ولهم من الاعتصام بالله ما ضمن له ولهم الهداية والاستقامة، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم، فسبحان من أعطاهم، وفضَّلهم على سائر الأمة y وهنَّأهم بما أثابهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصّدِّيقين، أَدُّوا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاهدوه والوحي ينزل عليه، فعلموا ما أراد رسول الله r عاماً وخاصا ُ، وعزماً وإرشاداً، وعن التابعين والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين %هذا ولَمَّا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل نبي أُرسل، كان المُنزَّل عليه أشرف كتاب أنزل، فإنه أصل الدين القويم، و الشرع المستقيم، وقد ورد في فضله وشرف أهله من الآيات عموما قوله تعالى:] يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ [وخصوصاً قوله سبحانه:

] إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ_ لِيُوفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ [.ومن الأخبار ما رواه الخطيب، عن أنس بن مالك t أن النبي r قال: (آل القرآن أهل الله) وروى البخاري عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه) وروى ابن ماجه عن سعد tأنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية، ببقاء اتصال الأخذ والإسناد، حفظا للشريعة المطهرة في يوم التناد. قال: عبدالله بن المبارك: (الإسناد من الدين). هذا؛ ولما جاد الزمان بصاحب العصر والأوان، الحافظ المجدّ المجتهد الشيخ: محمد بن السيد إسماعيل ابن إسماعيل من قرية عربيل التابعة إلى دمشق الشام، وطلب مني أن يقرأ عليَّ، هذا العبد الفقير الراجي عفو ربه القدير ختمة العشرة بما تضمنته طيبة التقرير والنشر الكبير، على طريق العراقيين والمغاربة، وطريق المناسبة وأتم تلك الختمة، بالجد والسعي الوافر، فَلمَّا شاهدت فيه من الاقتدار على الإقراء والإفادة للطالبين، وأن يجيز بذلك لمن يراهم من المستعدين الآخذين، أجزت له بذلك طلبًا لمرضات العزيز الغفار، إنه كريم ستار، وأخبرته بأني قرأت هذه الختمة الشريفة، بقرية عربيل التابعة إلى دمشق، على زهرة القراء، وثمرة العلماء من انتهت إليه رئاسة الإقراء بما في الطيبة والنشر، في سائر البلاد السورية العبد الصالح السيد: عبد القادر ابن أحمد سليم الشيخ قويدر العربيلي (تغمَّده الله بالرحمة والرضوان وأسكنه أعلى فسيح الجنان) وأخبرني أنه قرأها على شيخه المقرئ المحقق، والأمين المدقق، فذّ الشمائل المطهرة، الشيخ: عبد الله أفندي المنجد ابن السيد سليم المنجد (رحمه الله) وأجزل له المثوبة والأجر، وأخبرني أنه قرأها على شيخه الهُمام السيد الشيخ: حسين أفندي شرف الدين المصري الشافعي الأزهري وأخبره بأنه قرأها على شيخه السيد: أحمد خلوصي بن السيد علي الإسلامبولي المدعو بـ حافظ باشا في المعسكر السلطاني (رحمه الله على مدى الزمان) وهو على شيخه الإمام الأول، بجامع نور عمانية، بدار

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير