ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[28 - 05 - 2007, 06:04 م]ـ
{وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} المنافقون/10
قال صاحب المجمع:
" من قرأ وأكن عطفه على موضع قوله {فأصدَّق} لأنه في موضع فعل مجزوم ألا ترى أنك إذا قلت أخرني أصدق كان جزمًا بأنه جواب الجزاء وقد أغنى السؤال عن ذكر الشرط والتقدير أخرني فإنك إن تؤخرني أصدق فلما كان الفعل المنتصب بعد الفاء في موضع فعل مجزوم بأنه جواب الشرط حمل قوله {وأكن عليه} ومثل ذلك قوله
{ومن يضلل الله فلا هادي له ويَذرْهم} [الأعراف: 186]
لما كان فلا هادي له في موضع فعل مجزوم حمل ويذرهم عليه ومثل ذلك قول الشاعر:
فَأَبْلُوني بَلِيَّتَكُمْ لَعَلّي
أُصالِحكُمْ وَأسْتَدْرِجْ نويًّا
حمل واستدرج على موضع الفاء المحذوفة وما بعدها من لعلّي وكذلك قوله:
أَيًّا سَلَكْتَ فَإنَّني لَكَ كاشِحٌ
وَعَلَى انْتِقاصِكَ في الحَياةِ وَأزْدَدِ
حمل وازدد على موضع الفاء وما بعدها.
وأما قول أبي عمرو وأكون فإنما حمله على اللفظ دون الموضع وكان الحمل على اللفظ أولى لظهوره في اللفظ وقربه. "
وقال صاحب اللباب:
قوله: {فَأَصَّدَّقَ}.
نصب على جواب [التمني] في قوله: {لَوْلا أَخَّرْتَنِي}.
وقرأ أبي وعبد الله وابن جبير: " فأتَصَدَّقَ "، وهي أصل قراءة العامة ولكن أدغمت الفاء في الصاد.
قوله: " وأكُنْ ".
قرأ أبو عمرو: " وأكونَ " بنصب الفعل عطفًا على " فأصَّدَّقَ ".
والباقون: " وأكُنْ " مجزومًا، وحذفت الواوُ لالتقاءِ الساكنين.
واختلف عباراتُ الناس في ذلك.
فقال الزمخشري: " عطفًا على محل " فأصَّدَّقَ " كأنَّه قيل: إنْ أخَّرتني أصَّدقْ وأكُنْ ".
وقال ابن عطية: " عطفًا على الموضع: لأنَّ التقدير: إن أخرتني أصَدقْ وأكُنْ، وهذا مذهب أبي علي الفارسي ".
وقال القرطبي: " عطلفٌ على موضع الفاء، لأن قوله: " فأصدق " لو لم تكن الفاء لكان مجزوماً، أي " أصَّدَّقْ "، ومثله:
{مَن يُضْلِلِ ?للَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ} [الأعراف: 186]
فيمن جزم."
ـ[عبدالرحمن البارقي]ــــــــ[28 - 05 - 2007, 11:07 م]ـ
في المسألة قولان:
أحدهما: أنه مجزوم بالعطف على الموضع (ينظر معاني القرآن للفراء , وجامع البيان , وومعاني القرآن وإعرابه للزجاج , ومعاني القراءات للأزهري , والحجة للفارسي , والكشف , وأمالي ابن الشجري وابن يعيش ... )
ثانيهما: أنه مجزوم بالحمل على المعنى ــ يقال هذا تأدبا مع كلام البارئ ــ وهو ما يصطلح عليه بالعطف على التوهم (ينظر الخصائص والتبيان والمغني). والحق أن ما قاله صديقنا (عاملة) أعلاه يضعف الرأي الأول وبخاصة أنه لايقال بالعطف على الموضع إلا حيث يظهر الشرط والشرط هنا ليس بظاهر.
(فائدة): فرق أبو حيان بين العطف على الموضع والعطف على التوهم بأن العامل في الأول موجود والأثر مفقود , وفي الثاني العامل مفقود والأثر موجود
ـ[همس الجراح]ــــــــ[30 - 05 - 2007, 05:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أيها الأحباب، ونفع بكم