تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ}

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 11:05 ص]ـ

{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ. ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} آل عمران/34 - 33

لنصب ذرية وجهان:

الأول: على الحالية.

الثاني: على البدل.

قال صاحب المجمع:

" يحتمل نصب ذرية على وجهين (أحدهما) أن يكون حالا و العامل فيها اصطفى (و الثاني) أن يكون على البدل من مفعول اصطفى. "

وقال العكبري في الإملاء:

" قوله تعالى (ذرية) ..... فأما نصبها فعلى البدل من نوح وماعطف عليه من الاسماء، ولايجوز أن يكون بدلا من آدم لانه ليس بذرية، ويجوز أن يكون حالا منهم أيضا والعامل فيها اصطفى ... "

ـ[محب العلم]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 06:00 م]ـ

جزاك الله خيراً يا دكتور حجي على هذه الإضاءات المشرقة.

وننتظر منك المزيد والمزيد , بارك الله فيك وفي علمك.

ـ[سيبويه مصر]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 06:17 م]ـ

اعراب حيث فى قوله تعالى الله علم حيث يجعل رسالته

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 06:56 م]ـ

الأخ الفاضل محب العلم:

بارك الله فيك, ووفقك إلى كل خير و هدى, وأنار روحك بنور الإيمان.

شكرا للمتابعة.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 06:57 م]ـ

الأخ الكريم سيبويه مصر:

شكرا للمتابعة.

جوابا عن استفسار شخصكم الكريم.

{وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ} الأنعام/124

{اللّهِ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}

يوجد قولان في كلمة " حيث ":

القول الأول:

أنها مفعول به, وبهذا تكون قد خرجت عن الظرفية.

عدم جواز الظرفية في هذا المورد أنه لو كانت ظرفا فسيكون التقدير: الله أعلم في هذا الموضع ", وحيث أن علم الله تعالى لا يختلف ولا يتفاوت باختلاف الأمكنة و الأزمنة, فإن " حيث " لا تصلح أن تكون ظرفا في هذا المورد, بل اسم, وانتصابه على المفعول به على الاتساع.

الرأي الآخر:

أنها ظرفية مجازا, وقد ذهب إلى ذلك أبو حيان.

قال صاحب المجمع:

{الله أعلم حيث يجعل رسالاته} لا يخلو حيث هنا من أن يكون ظرفا متضمنا لحرفه أو غير ظرف فإن كان ظرفا فلا يجوز أن يعمل فيه أعلم لأنه يصير المعنى: " أعلم في هذا الموضع أو في هذا الوقت" و لا يوصف تعالى بأنه أعلم في مواضع أو في أوقات كما يقال زيد أعلم في مكان كذا أو أعلم في زمان كذا و إذا كان الأمر كذلك لم يجز أن يكون حيث هنا ظرفا و إذا لم يكن ظرفا كان اسما و كان انتصابه انتصاب المفعول به على الاتساع و يقوي ذلك دخول الجار عليها فكان الأصل: " الله أعلم بمواضع رسالاته " ثم حذف الجار كما قال سبحانه:

{أعلم بمن ضل عن سبيله} النحل/ 125

و في موضع آخر: {أعلم من يضل عن سبيله} (الأنعام / 117

فمن يضل معمول فعل مضمر دل عليه أعلم و لا يجوز أن يكون معمول أعلم, لأن المعاني لا تعمل في مواضع الاستفهام و نحوه إنما تعمل فيها الأفعال التي تلغى فتعلق كما تلغى و مثل ذلك في أنه لا يكون إلا محمولا على فعل قوله:

و أضرب منا بالسيوف القوانس

فالقوانس منصوب بفعل مضمر دل عليه قوله اضرب لأن المعاني لا تعمل في المفعول به و مما جعل حيث فيه اسما متمكنا غير ظرف متضمن لمعنى في قول الشاعر:

كان منها حيث تلوي المنطقا

حقفا نقا مالا على حقفي نقا

أ لا ترى أن " " حيث هنا في موضع نصب بكان و حقفا نقا مرفوع بأنه خبره.

و قال القاضي أبو سعيد السيرافي في شرح كتاب سيبويه: أن من العرب من يضيف حيث إلى المفرد فيجر ما بعدها و أنشد ابن الأعرابي بيتا آخره:

حيث لي العمايم

و أنشد أيضا أبو سعيد و أبو علي في إخراج حيث من حد الظرفية بالإضافة إليها إلى حد الأسماء المحضة قول الشاعر يصف شيخا يقتل القمل:

يهز الهرانع عقده عند الخصى

بأذل حيث يكون من يتذلل

و من ذلك قول الفرزدق:

فمحن به عذبا رضابا غروبه

رقاق و أعلى حيث ركبن أعجف " انتهى ...

وقال العبكري في الإملاء:

" حيث هنا مفعول به, والعامل محذوف, والتقدير: يعلم موضع رسالاته, وليس ظرفا لأنه يصير التقدير: يعلم في هذا المكان كذا و كذا, وليس المعنى عليه. "

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[03 - 06 - 2007, 12:17 ص]ـ

قال ابن يعيش في شرح المفصل:

" في حيث أربع لغات. قالوا: " حيثُ " بالضم, و " حيثَ " بالفتح " و " حَوثُ " و " حَو ثَ ", وهي مبنية في جميع لغاتها."

و ذكر ابن يعيش أيضا:

" و حكى الكسائي عن بعض العرب الكسر في " حيث" فيقول: " من حيثِ لا يعلمون ", فكسرها مع إضافتها إلى الجملة, ووجه هذه اللغة, أنهم أجروا " حيث ", و إن كانت مكانا, مجرى ظروف ازمان في إضافتها إلى الجمل, و إذا أضيفت إلى الأسماء كان فيها وجهان: الإعراب والبناء, نحو قوله:

على حينَ عاتبت المشيب على الصبا

و قلتُ: ألما أصح و الشيب وازع

ويروى على " حينِ " بالكسر ", فمن فتح, بناه ومن كسر أعربه.

ويجوز أن يكون من قال " حيثِ " بناه أيضا, إلا أنه كسر على أصل التقاء الساكنين. "

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير